لماذا يعد "ترسيم الحدود البحرية مع لبنان" فرصة لإسرائيل ؟
أحد آثار الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، أن من كان يعارض تسوية النزاع مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية وافق الآن على دعم مساعي الوساطة الأمريكية لحل النزاع.
لسنوات طويلة، حاولت واشنطن المساعدة في تسوية النزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان، بما في ذلك الحدود البحرية، ويتعلق الخلاف حول ترسيم خط الحدود البحرية بين الدولتين بالمياة الاقليمية والاقتصادية وهو يبدأ في تحديد نقطة الحدود في خط الشاطئ في منطقة راس الناقورة. ويدور الحديث عن منطقة بمساحة نحو 860 كيلو مترا مربعاً.
الأزمة تطورت في عام 2018، عندما أقر لبنان أن التنقيبات الأولية عن الطاقة لم تسفر عن نتائج مدهشة في بعض المناطق، بينما ظهر "بلوك" كمنطقة واعدة يمكنها أن تحقق نتائج مثمرة، ولكن المشكلة التي ظهرت في حينه أن القسم الجنوبي من البلوك يوجد كله في المنطقة موضع الخلاف مع إسرائيل، ولبدء التنقيب من قبل لبنان يجب تسوية النزاع وترسيم الحدود مع إسرائيل وفقاً لقوانين البحار.
وبعد الانفجار وما خلفه من آثار اقتصادية، يحتاج لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى، استخراج النفط والغاز من البحر، حتى لو لم تكن أسعار الطاقة اليوم في ذروتها، لكنها ستسشكل مصدر مهم.
إسرائيل من جانبها، ترى الوضع الحالي فرصة لتسوية النزاع، ومن المتوقع أن تطلق تل أبيب إشارات بأنها مستعدة للتفاوض بشروط تسوية مختلفة، حتى لو التسوية لن تحقق كل ما تريده إسرائيل، إلا أنها في كل الأحوال ستجني مكاسب. مما يجعلها فرصة لتل أبيب.
من ناحية، فإن واشنطن لن تفرض شروط صعبة على إسرائيل، أو اتفاق سيء، ومن ناحية أخرى، فإن إيجاد حل لنزاع حدودي "بحري" مع لبنان، التي تشكل جبهة مشتعلة بالنسبة لإسرائيل،تعطي بادرة طيبة أنه بالإمكان التوصل لحل في أزمة الحدود "البرية" لاحقاً، وهو ما يعد تهدئة لجبهة ساخنة على حدود إسرائيل.
وإجمالاً، فإن التوصل لحل مع لبنان بهذا الشأن يعطي انطباعاً بأن إسرائيل أصبحت تركز جهودها على السلام، بالتزامن مع توقيع اتفاقات السلام مع الإمارات والبحرين.