هل وصف نتنياهو الاتفاق مع الإمارات والبحرين بأنه "سلام مقابل السلام" دقيقًا؟
يتحدث بنيامين نتنياهو بلغة خاصة عن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين، حيث يفكر في إرث حكمه الطويل؛ بمحاولة صياغة عقيدة جديدة - تسمى مبدأ نتنياهو- تقول: "السلام مقابل السلام"، وهي العبارة التي تحتاج لتفسير استناداً إلى الحقائق على الأرض، وليس على تصريحات "نتنياهو" التي أحياناً تصور الواقع من وجهة نظره الشخصية.
في بيان خاص صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قال نتنياهو: "هذا عهد جديد من السلام؛ السلام مقابل السلام، الاقتصاد مقابل الاقتصاد. لقد استثمرنا في السلام سنوات عديدة والآن سوف يستثمر السلام فينا. سيؤدي إلى استثمارات كبيرة جداً في الاقتصاد الإسرائيلي، وهو أمر مهم للغاية. تم إبرام كل هذه الاتفاقيات من خلال العمل الجاد وراء الكواليس على مدار سنوات، لكن تم تحقيقها الآن بفضل المساعدة المهمة التي قدمها صديقنا الرئيس الأميركي ترامب."
الصيغة التي يشدد عليها نتنياهو وهي "السلام مقابل سلام"، هدفها من جانبه أنه استطاع الوصول لحل، جعله ينأى بنفسه عن انسحاب من المناطق المحتلة عام 1967 مقابل سلام، كما يوحي بإقامة علاقات تطبيع مع دول عربية بدون الانسحاب وبدون حل القضية الفلسطينية وهذه الصيغة كما يبدو ليست دقيقة بعض الشيء.
نتنياهو لم يخترع مبدأ "السلام مقابل السلام"، فسابقاً امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسحاق شامير"عن التصويت على اتفاقية كامب ديفيد، وامتنع عن التصويت على اتفاقية السلام مع مصر، حيث كان يعارض الانسحاب الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وهو ما يعني أن "شمير" كان يتبنى هذا المبدأ قبل نتنياهو.
من ناحية أخرى، فإن كل اتفاقات السلام التي أبرمتها إسرائيل كانت مقابل تنازلات، ففي السلام مع مصر وعدت إسرائيل بالانسحاب الكامل من سيناء وإخلاء المستوطنات، وفي السلام مع الأردن أخلت مناطق معينة في وادي عربة (التي استأجرتها لاحقاً).
وفي اتفاقات أوسلو قدمت إسرائيل تنازلات للفلسطينين تتعلق بمناطقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما فشلت مفاوضات السلام مع سوريا بسبب بسبب رفضها التخلي عن الجولان بأكمله. وهو ما يعني أن إسرائيل طوال تاريخها لم تبرم اتفاقيات سلام مجانية، بحسب ما طرحه البروفيسور إيلي فودة في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في دراسته.
في اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات أيضاً قدمت إسرائيل تنازلين أساسيين، أولهما: التنازل عن ضم أجزاء من الضفة الغربية. والثاني، الموافقة على بيع الولايات المتحدة صفقة طائراتF-35 المتقدمة للإمارات.
في الصراع مع الفلسطينيين، يعد الوضع أصعب، وشعار سلام مقابل سلام ليس حقيقياً بدرجة أكبر، حيث يدور الصراع حول قضايا جوهرية مثل الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات وغير ذلك، وبالتالي فإن وصف السلام مقابل سلام لايمكن تطبيقه مع الفلسطينيين.