«الذوق ما خرجش من مصر».. جولة لأطفال الوادي الجديد في «المعز»
من أمام بوابة الفتوح والتي تعد أعرق بوابات القاهرة التي بناها جوهر الصقلي بشارع المعز عند سور القاهرة الشمالي تواصلت رابع الزيارات الميدانية والفعاليات الثقافية لمشروع أهل مصر "الدمج الثقافي" والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة لأطفال محافظتي الوادي الجديد والقاهرة في الفترة من ١٥ وحتى ٢٣ سبتمبر الجاري.
أوضحت إيمان شوكت مرشدة الجولة للطلاب سبب تسمية بوابة الفتوح بهذا الاسم بأن ذلك يعود لاستخدامها للخروج للفتوحات حيث كانت تخرج منها الجيوش، وعند عودتها منتصرة تدخل القاهرة من بوابة النصر التي تتصل ببوابة الفتوح من الأعلى والأسفل، وذكرت المقولة الشهيرة "الذوق مخرجش من مصر".
وأوضحت أسباب إطلاقه ععند المرور بضريح سيدى الذوق القابع فى شارع المعز، ذلك الرجل الذي أحب المصريين وساعد الأهالي على حل مشكلاتهم ولكنه قرر الخروج من مصر ضيقا من كثرة المشكلات المتكررة؛ إلا أنه استصعب على نفسه فراق المحروسة فلم تحمله قدماه ومات قبل الخروج من بوابة الفتوح؛ لهذا بنى المصريون له ضريحا في مكان وفاته وأطلقوا من وقتها المقولة الشهيرة "الذوق مخرجش من مصر".
ومن أمام مسجد الحاكم بأمر الله واصلت المرشدة شرحها عن تاريخ شارع المعز وأبرز آثاره وأشهر حكاياته، وكذلك مسجد الظاهر برقوق، وصولًا لبيت السحيمي حيث أوضحت أن ذلك البيت بناه عبد الوهاب الطبلاوي على الطراز العثماني ويعد من أعرق البيوت الأثرية في العمارة الإسلامية وأطلق عليه بيت السحيمي نسبا لآخر من سكنه محمد أمين السحيمي الذى أقام فيه الليالي الرمضانية وفتحه أمام عابري السبيل واتخذ من ساحته مكانا للتشاور وبعد وفاته تواصلت السلطات المصرية مع أسرته لضمه للآثار.
واختتمت الزيارة بإقامة العديد من الورش الفنية للأطفال، حيث نفذت نجوى عبد العزيز ورشة فنون تشكيلية للرسم بالكلور على أوراق الكانسون الأسود لإظهار أهم ملامح العمارة الإسلامية، كما نفذ الفنان يحيى حسن ورشة فنون تشكيلية من وحي المكان تعكس انطباعات الأطفال عن الزيارة ومدى تأثرهم بتاريخ بلدهم العريق وكيفية صمودها أمام المتغيرات وعوامل الزمن وحفاظها على آثارها من الاندثار، بينما نفذت الفنانة فاطمة التمساح ورشة فنون تشكيلية وورشة تصميم موتيفات وعناصر فنية ومعمارية لتفريغها وطباعتها فيما بعد على الأقمشة.