تفاصيل ورشة عمل الهيئات الإعلامية لمناقشة الإعلام وقضايا الأمن القومي
عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، صباح اليوم، ورشة عمل تحت عنوان الإعلام وقضايا الأمن القومي.
وترأس الورشة التي أدارها الإعلامي نشأت الديهي عضو المجلس، الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بحضور عدد كبير من الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة.
في بداية الندوة رحب الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام بالحضور، وقال إن الورشة هي باكورة لقاءات عديدة سيعقدها المجلس بشكل دوري، مؤكدًا هذا المشهد سيتكرر في كل الموضوعات الخاصة بالإعلام وهناك تنسيق كبير بين المجلس والهيئتين.
وأضاف الكاتب الصحفي كرم جبر، أن قضية الأمن القومي من أهم القضايا التي تواجهنا في هذه المرحلة، ويجب على الإعلاميين والصحفيين معرفة كيفية تناول قضايا الأمن القومي وكيفية عرضها على الرأي العام، فهناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها مثل قضايا المسلمين والأقباط والأرض والعلم، ومؤسسات الدولة مثل الجيش والقضاء.
وتابع: أن المجلس بصدد توقيع بروتوكولات تعاون مع هيئتي الصحافة والإعلام للعمل على تدريب شباب الصحفيين والإعلاميين، وهناك أكثر من ورشة وفاعلية ستقام خلال الفترة القادمة للعمل على رفع الوعي لدى المواطنين ومنها فعاليات عن الوعي الانتخابي لحث المواطنين على المشاركة في الفعاليات والاقتراعات بشكل مكثف، وكذلك سيتم تنفيذ مجموعة من التدريبات لشباب الصحفيين والإعلاميين بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للشباب، وكذلك تدريبهم على استخدام أدوات الثورة التكنولوجية الرابعة حتى يتمكنوا من مواكبتها.
ومن جانبه؛ قال حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إننا توصلنا للمعايير المطلوبة لضبط الأداء الإعلامي ومحددات الأمن القومي، حتى لا ندخل في جدال حول المطلوب من الإعلاميين والدولة، ونحن نقوم باستكمال المسئولية المطلوبة.
وقال المهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إنه سعيد بالتواجد في مثل هذه الورش، وأضاف أنه منذ ثورة 30 يونيو أصبح الحفاظ على الأمن القومي للدولة يواجه الكثير من التحديات يجب علينا التصدي لها، سواء في الفضائيات أو الصحافة، ويجب وضع أسس ومعايير حول كيفية التعامل مع الأمن القومي، وأتمنى أن لا نتوسع في نشر أخبار الحوادث والجرائم التي تمس الثوابت وتؤثر على صورة المجتمع.
وقال الإعلامي نشأت الديهي، في بداية إدارة للورشة ان هناك دراسة لجامعة هارفرد أثبتت أن 70 % من قرارات الأفراد تكون بتوجيه من الإعلام، ولذلك فالإعلام بات في هذا العصر مهم جدًا في توجيه المجتمع، فكيف يمكن استخدام الإعلام في رفع الوعي القومي، وأنه في نهاية الورشة ستخرج توصيات حول كيفية التعامل مع قضايا الأمن القومي.
وأضاف الإعلامي نشأت الديهي، أنه يجب العمل أكثر على زرع الهوية المصرية ورفع الوعي لدى الشعب المصري خصوصًا الشباب بعيدًا على السوشيال ميديا، ثم بدأ في إعطاء الكلمات للمشاركين في الورشة الذين تفاعلوا بشكل كبير وأجمعوا على الأهمية القصوى لتكرار إنعقاد مثل هذه اللقاءات في ضوء التعاون البناء بين المجلس الأعلى للإعلام والهيئتين الوطنية للإعلام والصحافة.
ومن جانبه؛ قال الكاتب الصحفي خالد ميرى رئيس تحرير جريدة الأخبار، وكيل نقابة الصحفيين، إن الدستور المصرى نظم الصحافة والإعلام وأعطى الهيئات الإعلامية الممثلة فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام اختصاصات كاملة فى إدارة الإعلام وتنظيم عمله فى مصر، مضيفا أن الدستور حدد محددات الأمن القومى فى مواد كثيرة، وكذلك حدد ما يجوز ولا يجوز.
وأوضح الكاتب الصحفي خالد ميري، أن المسألة واضحة وأن التطبيق العملى يكشف أنه مازال هناك عوار، ولفت إلى أن أكواد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المتعلقة بقضايا الأمن القومى تحتاج إلى مراجعة، وشدد على ضرورة مراجعة أكواد المجلس بما يتناسب مع ما ورد فى الدستور والقوانين وعصر وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة.
وقال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، إن الحروب في هذا الزمان تدار من السوشيال ميديا، ويجب على الإعلام العمل على تشكيل الوعي لدى المواطنين بالاشتراك مع كل مؤسسات الدولة، ويجب على الإعلام توضيح حقيقة الكيانات المعادية؛ لأن المواطن المصري لو لم يتعرف عليها سيأخذ منها المعلومات.
وأضاف الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق: "كذلك يجب العمل على شرح المشروعات القومية بشكل أفضل أو أكبر للمواطنين، وكذلك التقليل من نشر جرائم الانحلال التي تؤثر على شكل المجتمع المصري حتى لا يسود أو يتنشر بين الناس، ومن المهم تشكيل وعي حقيقي لدى المواطنين يتكئ على رؤية إعلامية كاملة والإعلام المصري نجح في ذلك إلى حد كبير، ولكن يجب شرح التحديات التي تواجه الشعب المصري ويجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.
وقالت د. منى الحديدي عضو المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام وأستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه يجب توسيع مفهوم الأمن القومي وشرحه للمواطنين ويجب أن تكون هناك ثقافة لدى الرأي العام، ويجب ربط الأمن القومي بعلاقتنا بدول الخارج، وكذلك يجب أن تقوم كل وسيلة إعلامية بدورها دون تدخل في دور وسيلة أخرى.
وأضافت الحديدي: "كذلك يجب وضع دليل عمل لكل مؤسسة إعلامية مع مراجعة الأكواد الخاصة بالأمن القومي في قانون المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، لأن هناك الكثير من المتغيرات التي طرأت على العالم خلال الـ 10 سنوات الماضية بسبب السوشيال ميديا، وربط مفهوم الأمن القومي بالتنمية المستدامة".
ومن جانبه؛ قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إنه يجب أن تكون هناك حرية أكبر في تناول بعض القضايا مع وجود ضوابط تحكم الأمر مثل عدم التعرض للجيش ومؤسسات الدولة لكن غير ذلك يمكن التحدث حوله، فحجب الأخبار لحماية المواطنين لا يمكن أن يحدث في ظل السوشيال ميديا.
وعقب الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، أنه لا يوجد حجب للمعلومات ولا نعمل على وجود ذلك فأخطاء الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية، والغرض من هذه الورشة هو الاتفاق على كيفية تناول قضايا الأمن القومي وليس وضع قيود.
وأشار الكاتب الصحفي أحمد أيوب، رئيس تحرير مجلة المصور، إلى أن دور وسائل الإعلام هو تشكيل الهوية الوطنية والثقافية، ويجب التأكيد على قيام كل وسيلة إعلامية بدورها المنوط بها من خلال تحديد الأدوار، كذلك يجب العمل على إعادة تقديم الفنون الناعمة المصرية فكريًا وثقافيًا، مضيفًا أنه لا يمكن المساس بالأمن القومي المصري ولكن انتقاد المسئولين التنفيذيين ليس أمنًا قوميًا.
وأضاف أيوب، أنه يجب العمل كذلك على أن يكون لوسائل الإعلام دور كبير على السوشيال ميديا نظرًا لتأثيرها الكبير على المجتمع، ويجب العمل على الاتفاق على معايير ومحددات الأمن القومي المصري لأنه هناك أكثر من 25 تعريفًا للأمن القومي، كما يجب تدريب شباب الصحفيين والإعلاميين.
وقال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس تحرير وإدارة الدستور، إننا نحتاج للعمل أكثر على تطوير الضوابط الإعلامية للعمل على رفع الوعي لدى المواطنين، بالتركيز على أهمية توفير المعلومة الموثقة من مصادرها في أسرع وقت للحفاظ على السبق واستباق الشائعات.
ومن جانبها؛ قالت الإعلامية هناء سمري، عضوة لجنة التظلمات بالمجلس الأعلى للإعلام، إن الخطوط الحمراء في قضايا الأمن القومي، ليست في المنع ولكن في كيفية تناول هذه القضايا، فمثلًا بدلًا من نشر القضايا والحوادث التي تؤثر على شكل المجتمع المصري وتمس الأسرة المصرية باعتبار أن تماسك المجتمع داخليًا مرتبط بالأمن القومي، ويمكن نشر الردع القانوني لهذه الجرائم لأنه هو الأكثر تأثيرًا من القضايا نفسها، مشيرة إلى أهمية تواجد الشباب بمساحات أكبر على شاشات الفضائيات، كذلك تناولت أهمية أن يكون للقيادات الإعلامية والإعلاميين والصحفيين لقاءات مع صناع القرار؛ ليكون هناك خطوات استباقية في التعامل مع القضايا المختلفة، والتأثير في الرأي العام بشكل مستبق لتحقيق الوعي المطلوب.
وقال الإعلامي عمرو عبدالحميد، إن روسيا فى نهاية التسعينات كادت أن تنهار، وأن الذى جاء للسلطة كان قويا وانتبه لدور الإعلام بدرجة كبيرة، مضيفا أنه كانت هناك بعض القنوات الممولة من الخارج كانت تعمل على هدم الدولة الروسية بشكل علني، وقام بوتين بإجراءات كانت مطلوبة للحفاظ على الأمن القومى للبلاد.
وأضاف عمرو عبدالحميد، أن مسألة وجود خطوط حمراء موجود لدى الجميع، وأما خطوطنا الحمراء فى مصر محددة ومحتاجين أن نتسلح بالمعلومة، مسألة السرعة فى الوصول للمعلومة أصبحت حياة أو موت، حتى نحافظ على الأمن القومى لابد أن يكون لدينا سلاح، مشددا على ضرورة وجود قناة إقليمية مصرية لكى تدافع عن سياستها ولكى تصل بالصوت المصرى للدول الإقليمية.
وعقب حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: أننا نسير فى هذا ونعمل عليها، متابعا: "هناك مشكلة تتلخص فى إن لدينا محددات ومعايير ونلتزم بها ولكن الإعلام الآخر والمعادى لا يلتزم بها كلنا لدينا الالتزام والقوة التى نرد بها ولكن الآخر غير ملتزم، المواجهات جزء لا يتجزأ من حالة الوعى لدى المواطن".
وقال الإعلامي محمد ترك، إن العبرة في الرسالة الإعلامية هو وصولها، فيجب أن نواكب الشباب الذي أصبح يصل للمعلومة عبر الموبايل، وأن يكون لدي الإعلامي معلومات كاملة وهو يناقش أي قضية من قضايا الأمن القومي المصري، وركز على ضرورة الاهتمام بالمنصات الإلكترونية.
ومن جانبه؛ قال الإعلامي رامي رضوان، إن وسائل الإعلام يجب أن تصل إلى الشباب فلا تزال هناك فجوة كبيرة في الوصول لهم، ويجب أن تتوافر المعلومة لدي الإعلامي حتى يتمكن من إيصالها بشكل صحيح للمشاهد، وحتى يكون هناك ثقة بين المشاهد والإعلامي فلا ينصرف عنه لقنوات أخرى.
وأشار الإعلامي عمرو خليل، إلى أن العلاقة بين الأمن القومي والإعلام يمكن تشبيهها بجناحي الطائر، فهناك الأمن القومي الداخلي والخارجي، فالخارجي هو سياسات مصر وعلاقتها مع الدول الأخرى، والداخلي هو الهوية الوطنية وتشكيل الوعي لدي الشعب المصري، ويجب أن تصل المعلومة إلى المواطن بشكل كامل ومصدر موثوق لأنني لا يمكن أن أطالب المشاهد بمتابعتي وأنا لا أملك المعلومة كاملة، كذلك يجب وجود قناة مصرية تخرج إلى الفضاء العربي والإقليمي.
وعقب حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن قناة النيل أنشئت من أجل ذلك ونعمل حاليًا على أن تستعيد دورها الذي كانت تقوم به من قبل من خلال الاهتمام بالشأن العربي.
وقالت نائلة فاروق، رئيس التليفزيون المصرى، إن المواطن المصري أصبح يشعر بالتخبط بسبب كثرة المنصات حولة، ولذلك يجب أن تكون المعلومة كاملة وصحيحة حتى لا يلتفت لأي قنوات أخرى، ولا بد من تطوير الإعلام المصري حتى يكون لنا السبق ولا نصبح مجرد رد فعل فقط، فيجب أن نعرف كيف يفكر أعداؤنا ونعمل على ذلك.
وأشار الإعلامي أسامة بهنسي، إلى أنه يجب تدريس العمل القومي منذ الصغر، لأن الأطفال تنشأ على معرفة ماهية الأمن القومي وخطوطه الحمراء، وبذلك لا يمكن لأي شخص أن يتلاعب بهم.
وقالت نهلة المدني بقطاع الأخبار بالتلفزيون المصري، إنه يجب عمل استراتيجية إعلامية موحدة وكذلك تدريس الهوية الوطنية والأمن القومي في المدارس، والجامعات ليخرج الشباب وهو يعلم جيدًا ما يجب عليه وما لا يجب.
وقالت الإعلامية عزة مصطفى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه يجب مواكبة السوشيال ميديا التي أصبحت سابقة على الإعلام سواء كاذبة أو صحيحة، يجب علينا تحديد طريقة التعامل معها واللحاق بالتكنولوجيا.
وقال الكاتب الصحفي صالح الصالحي عضو المجلس الأعلي للإعلام، إنه يحب العمل على تدريب شباب الإعلاميين والصحفيين على الطرق الصحيحة لتناول قضايا الأمن القومي المصري والخطوط الحمراء التي لا يمكن تعديها، وكذلك يجب العمل على توفير المعلومات كاملة للإعلامي حتى يستطيع القيام بدورة المنوط به ورفع الوعي لدى المواطنين.
واختتمت الإعلامية هالة حشيش وكيل المجلس الأعلى للإعلام، أنه يجب العمل أكثر على التدريب للإعلاميين وشباب الصحفيين ليصبح لديهم خبرة التعامل مع قضايا الأمن القومي، وكذلك يجب العمل على زرع الهوية المصرية داخل عقول شباب الإعلاميين والصحفيين، فلا يمكن أن نجد المذيعين المصريين يتحدثون بلهجات غير مصرية عبر قنوات مصرية.