خبير سوري لـ«الدستور»: أردوغان يتبع أسلوب التجويع لدعم أطماعه التوسعية بالمنطقة
أكد الدكتور كمال الجفا الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العضو المراقب بغرفة عمليات حلب، أن النظام التركي يعتمد على أسلوب التجويع من خلال الحصار وقطع المياه في مناطق شمال سورية لأغراض سياسية بالتعاون مع الجماعات الإرهابية.
وقال جفا في حوار لـ"الدستور"، إن نظام رجب طيب أردوغان يتبع سياسة التتريك لدعم أطماعه سواء في سوريا أو دول أخرى بالمنطقة ضمن مخططاته التوسعية، وإلى نص الحوار:
* كيف تري دور تركيا في قطع المياه عن أكثر من مليون شخص بمنطقة الحسكة؟ ولماذا؟
- ليست المرة الأولى التي يلجأ اليها أردوغان إلى سلاح التجويع والحصار سواء إن كان بالمياه أو الكهرباء أو المشتقات النفطية وحتى الحصار التام والكامل للغذاء والدواء، كما جعلت أنقرة الأدوات الإخوانية العميلة تعمل تحت قيادتها وحصار حلب وتجويعها على مدار سنتين كاملتين في أسوأ حصار تتعرض له مدينة سورية خلال سنوات الحرب الثمانية.
وقبل قطع المياه عن الحسكة تم قطع نهر الفرات بالكامل وإغلاق بوابات عبور تدفق المياه إلى سوريا والعراق ما أدى إلى انخفاض منسوب النهر وتوقف عمليات توليد الكهرباء، وجفاف في مسارات مياه كانت تروي عشرات الآلاف من الهكتارات ولولا عمق المضخات التي تضخ المياه إلى حلب وشمال سوريا لكننا أمام كارثة إنسانية أكبر وأخطر من قطع المياه عن الحسكة.
فتركيا دولة إرهاب منظم تمارس شتى أنواع إرهاب الدولة ضد كل مواطني المنطقة ومكونات شعوبها كما مارسته لعشرات السنين ضد مكونات الشعب التركي من الأكراد والعرب والسريان والأرمن والأقليات المسيحية عبر التاريخ.
* كشف نائب تركي مقرب من أردوغان عن مشروع دولة تركيا الكبرى ويضم أجزاء واسعة من سوريا.. ما رأيك؟
- لم تقتصر هذه التصريحات على نواب حزب أردوغان بل عليه نفسه ففي كثير من المناسبات صرح بأن عدد سكان تركيا هم أربعمائة مليون نسمة وهم جميع المكونات التركمانية والتركية في المنطقة المنتشرين في سوريا والعراق وبعض الدول الآسيوية كتركستان والتركمان في دول الاتحاد السوفييتي السابق ويجب علينا حمايتهم بهدف العودة لحكم المناطق التي يتواجد بها هؤلاء، وبالتالي كل دول المنطقة موضوعة في مخيلة أردوغان ومخططاته التوسعية.
وعملية التتريك الممنهجة ومنع المنهج الرسمي السوري في مدارس إدلب وشمال حلب وإدخال المناهج والمدارس التركية والغاء أبراج البث الخليوي للشركات السورية وقطع شبكات الإنترنت السورية والاستعاضة عنها بشركات تركية بالتعاون مع حكومة محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية هو ترسيخ فعلي لعملية التتريك في شمال غرب سوريا.
* الميلشيات التابعة لتركيا تخرب البنية التحتية في سوريا.. برأيك هل تسعى أنقرة لتسريع مخططات الضم؟
- من المفروض أن دخول تركيا إلى مناطق تريد أن تستقر بها وتعيد المهجرين إليها كما حال عمليات نبع السلام ودرع الفرات أن تحافظ بالدرجة الأولى على البنية التحتية والخدمية وأن تعيد تأهيلها وإصلاحها لا تترك مليشياتها تعبث بها وتفككها وتنقلها وتبيعها إلى تركيا لإعادة صهرها من جديد والاتجار بها وترك هذه المناطق تعاني من انعدام الخدمات وازدياد الفقر وتفاقم الأمراض التي تفتك بالمدنيين في مناطق سيطرتها وحتى إن كان لديها خطط للضم والتغيير الديمغرافي.
* فرض استخدام الليرة التركية في مناطق شمال سوريا.. لماذا؟
- إكمال المخطط التركي دفع بأنقرة إلى إلغاء التعامل بالليرة السورية وبل افتتاح فروع لبعض المصارف التركية والقطرية في سوريا وانذار المدنيين ضمن مهلة زمنية لمنع التعامل بغير الليرة التركية والدولار.
وهذه القرارات لم تلقِ أي صدى أو تجاوب في مناطق سيطرة مليشياتها بل أحدثت ردود فعل سلبية بين المدنيين بسبب فارق الدخل بين سوريا وتركيا وأجزاء الليرة التي تتعامل بها تركيا لا تتناسب إطلاقا مع مستوى الدخل للسوريين في مناطق سيطرتها بسبب تفشي البطالة مع انعدام النشاطات الاقتصادية.