رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرض سيد درويش.. «الفنان المثقف رزق»


هنا مسرح البالون بحي العجوزة.. حالفني الحظ لمشاهدة العرض المسرحي "فنان الشعب" عن قصة حياة الموسيقار سيد درويش، التي تابعتها بعين المتفرج وليس المتخصص أو الناقد، لذلك قررت أحكم بمشاعري كمشاهدة، وأحكي لكم عن أبرز ما لفت نظري.

العمل بداية من بطولة محمد عادل، لقاء سويدان، رشا سامى، شريف عبدالوهاب، سيد جبر، محمد عنتر، ماهر عبيد، وكوكبة أخرى من الفنانين، وكتب المعالجة السيد إبراهيم وإخراج أشرف عزب.

توقفت طويلا أمام بطل العرض "محمد عادل" وأدائه على المسرح الذي أبهرني فهو مالك لأدواته، يعي جيدًا أنه يقدم شخصية لها ثقلها الفني، بل مؤمن بها، واللافت تمكنه من الأداء والاستعراض، يملك طاقة فنية متفجرة ولديه خفة وبراعة بالتحرك على المسرح بكل أريحية، أمسك بخيوط الشخصية من أداء الأغاني والاستعراض.. فقد قدم مجموعة من أجمل ما غنى سيد درويش منها "أنا هويت وانتهيت "وعشاق النبي" و"زوروني" و"غيرها من الأغاني العاطفية، وكان للأغاني الوطنية نصيب من العرض حيث غنى "قوم يا مصري، ودنجي دنجي" فهي أغنية عن مصر والسودان وغيرها من الألحان.

الخلاصة هي أن "الفنان المثقف رزق"، ينتج عنه صدق ومسئولية وإخلاص، وهي مؤهلات تلبي إجابة سؤال لماذا تم اختيار "عادل" تحديدًا لتجسيد سيد درويش؟، ولو قرر صناع الفن تقديم حياة سيد درويش دراميا فهو الأجدر بتقديم الدور.

كما برعت الفنانة لقاء سويدان في تقديم دورها، (حيث تقدم شخصية العالمة "جليلة "معشوقة درويش)، سواء من حيث تقديم الاستعراض والمشاركة مع محمد عادل في تقديم بعض الأغنيات، حيث من المعروف أن قصة الحب أثمرت عن عدد من الألحان العاطفية.

أما الفنان سيد جبر الذي يملك حسا فكاهيا من الطراز الأول، فقد قدم شخصية "كراوية" صبي القهوة الذي كان يدعم درويش من بدايته، حيث قدم دوره ببساطة وخفة، كما أجادت الفنانة رشا سامي بتقديم دور حياة صبري.

في العرض اندمجت 3 عناصر من المتعة ما بين الموسيقي والغناء والاستعراض، كما نجح العرض أن ينقل لنا ولمن لا يعرف سيد درويش أنه مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، والأجمل هنا التعريف بعدد أغنياته وألحانه وقصة حياته.

لفت نظري كذلك استقبال القائمين على المسرح - برئاسة المخرج عادل عبده- للجمهور بمنتهى الالتزام والتعاون، كما يبدو النظام في كل شيء منذ بداية السلام الجمهوري، من البداية حتى النهاية وأنا "منبهرة" وكنت أحتاج لمثل هذه الحالة الثرية من الاستعراض والغناء، بل وجدت نفسي أمام حالة فنية كبيرة، طاقة فنية مليئة بالإبداع ينقصها فقط الإمكانيات.

لذا أتمنى من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم عرض المسرحية على مسرح سيد درويش إن أمكن ذلك، وأن تلقي هذه الأعمال قدرا من الدعاية على شاشات تليفزيون الدولة، فهي مسارح الدولة أيضا لجذب الجمهور لمشاهدة مثل هذه الأعمال وغيرها.

في النهاية.. أود أن أشكر كل من أسهم وشارك في هذا العمل لعملهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.. وشكرا مرة أخرى على مجهودكم في ظل الإمكانيات المحدودة.