من هو «الزيدى» المرشح لحقيبة «الثقافة» بالحكومة التونسية؟
تتكون الحكومة التونسية الجديدة من 28 عضوا بين وزراء وكتاب دولة، بينهم وزراء من الحكومة السابقة وثماني نساء، وغالبيتهم غير معروفين للرأي العام.
يلقب المكلف لشغل منصب وزير الشؤون الثقافية فى الحكومة الجديدة، وليد الزيدى، بـ "طه حسين تونس" تعرفه أروقة الجامعات والمنابر الإعلامية، كما أنه من أشرس المدافعين عن حقوق الكفيف.
ويعد الزيدي، أول كفيف يحصل على درجة الدكتوراه في تونس، ويبلغ من العمر 34 عاما ليكون بذلك أصغر وزير في الحكومة التي تنتظر مصادقة مجلس نواب الشعب.
وأثار تعيين الزيدي في وزارة الثقافة ردود فعل متناقضة بين مرحب واعتبار الأمر خطوة ثورية غير مسبوقة، ومنتقد بحجة أن وزارة الثقافة تعج بملفات ثقيلة قد يصعب عليه التعاطي معها.
ويشغل "الزيدي" منصب أستاذ في البلاغة بجامعة منوبة، كما أنه ابن مدرسة المعلمين العليا وكلية الاداب والإنسانيات.
وناقش "الزيدي" أطروحة الدكتوراه في البلاغة العربية القديمة في يناير الماضي، وحمل بحثه عنوان "التقديم والتأخير في تأويل القول"، وفقا لما نقلته فضائية سكاى نيوز عربية.
وينجز بحوثا في العلوم البلاغية والتداولية، في علم نفس الإعاقة، كما ينتج برامج إذاعية في الفكر والأدب في إذاعة تونس الثقافية وإذاعة الكاف.
ويعود "الزيدى" إلى منطقة تاجريون بمحافظة الكاف شمال غرب البلاد، من عائلة متوسطة الحال، فقد بصره في عمر عامين بعد مرض ألم به، ودرس في معهد النور للمكفوفين بتونس ثم في معهد الكفيف في سوسة.
درس "الزيدي" بمراجع للمكفوفين بطريقة بريل في سنوات دراسته الأولى، ثم التحق بجامعات لا تتوفر فيها مراجع خاصة بالمكفوفين وأصر على النجاح والتميز، وكان يستعين بمن يكتب له من الزملاء أثناء الامتحانات.
ولم يمنعه فقدان بصر من نيل شهاداته بتفوق، فحصل على الامتياز في مرحلة الباكالوريا، ثم كان أول كفيف في أفريقيا يحصل على شهادة التبريز، ونال شهادة الدكتوراه بمرتبة مشرف جدا.
وجه منتقدي الزيدي انتقادا له بحجة أن الشهادات الجامعية لا تغني عن الخبرة والدراية بالعمل السياسي والإداري التي قد تعوز المرشح لحقيبة الثقافة وفق منتقديه.