جدل قبطى حول تناول جورج بباوى من الأسرار المقدسة
أثارت أنباء رفع الحرمان الكنسي عن الدكتور جورج حبيب بباوي، جدلًا واسعًا في الأوساط القبطية بين الرفض والقبول.
من جانبه، قال الباحث القبطي ماجد غطاس، إن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواصل مع الأنبا سيرَافيم، أسقف أوهايو وميتشجان، وطلب منه زيارة الدكتور جورج حبيب بباوي ليُناوله من الأسرار الكنسية ورجوعه إلى شركة الكنيسة القبطية.
وأضاف «غطاس»، لـ«الدستور» أنه بعد تواصله مع مصادر داخل إيبارشية سيرافيم أكدت مصالحة الكنيسة للدكتور جورج بباوي، وتناوله من الأسرار المقدسة بيد الأسقف والقس أسطفانوس، لافتًا إلى أن هذه الخطوة دليل تصالح الكنيسة مع بباوي بعد 45 عامًا من الحرمان الكنسي والأسرار الكنسية والكنيسة الأرثوذكسية.
وحُرم الدكتور جورج حبيب بباوي من الأسرار الكنسية بقرار من المجمع المقدس (1945)، وكان السبب المعلن لهذا القرار وجود بعض المؤلفات المخالفة للعقيدة القبطية الأرثوذكسية.
وقال ماركو الأمين الباحث القبطي، إنه في عصر فى الستينات لمع نجم شاب جديد باحث مجتهد جورج حبيب بباوى بعد أن أحرز بكالوريوس العلوم اللاهوتيه من كلية اللاهوت الأكليركية القبطية الارثوذكسيه بالعباسية القاهره عام 1961، ولنبوغه تم ترشيحه لمنحة لدراسة الماجستير والدكتوراه في اللاهوت في جامعة كامبريدج بريطانيا وكانت أخباره تنشر عبر مجلة الكرازة التي كان رئيس تحريرها انذاك أنبا شنودة أسقف التعليم، وانهى منحته حاملًا درجة الدكتوراة في الفلسفة وعلوم اللاهوت عام 1970، ثم عاد بعدئذ ليدرس في الكليات الأكليركية القبطية، وكان مقربُا جدُا للبطريرك الجديد أنبا شنودة الثالث، وسافر معه عدة رحلات مسكونية آخرها الولايات المتحده الامريكية عام 1977.
وتابع الأمين في تصريحات لـ«الدستور»، يقال أنه كان يعمل مستشارًا للشئون المسيحية للرئيس محمد أنور السادات بعد تلك الرحلة والتقارب ما بين دكتور جورج والدولة، حيث بدأت عدة مشاكل شخصية تطفو عل السطح ما بين الأستاذ وتلميذه الدكتور، وفعلًا تم التضييق عليه بدءًا من عام 1981، وتم وقفه ومنعه من التدريس بالكلية الاكليريكية 1983، ثم قرر السفر كأستاذ فى برمنجهام بريطانيا هربًا من الضغط الممارس ضده فى 1984، وظل يدرس فى انجلترا حتى عام 2000،و انتقل للتدريس في عدة جامعات.
وأكد أنه في عام 2007 صدر قرار شنودة والمجمع ضده بالحرم لأتهامه بالهرطقه دون محامه او مناقشه، مضيفًا أنه فى ظل الفترة الأخيرة نادت عدة أصوات بحل دكتور جورج، وخاصه أنه العالم القبطي الأشهر فى مجال اللاهوت الارثوذكسي، وشيع أن أنبا تواضروس قررُا بأن يشرك الدكتور جورج فى الافخارستيا ويرده مره اخرى وهو شيخ ناهز ال 82 عام
واختتم «الأمين» تصريحاته قائلًا: «قرار إن صح فهو جرئ وعلامة إنسانية الكنيسة،و قوتها الروحية، وعلامة رحمة، واسترداد لمكانه الكنيسة الرحيمة الأرثوذكسية».
وقال الكاتب والباحث كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، الأخبار المتداولة حول قيام نيافة الأنبا سيروفيم أسقف انديانا ومتشجن وأوهايو بمناولة الدكتور جورج حبيب بباوي من الأسرار المقدسة إن صحت تستوجب حرمان الأسقف حسب قانون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأن الدكتور بباوي محروم بقرار من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإلغاء هذا القرار يحتاج إلى قرار جديد من المجمع حسب قانون الكنيسة.
وأضاف «كمال» أن الدكتور جورج بباوي هو من فصل نفسه عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإعلان انضمامه إلى إحدي الكنائس الرومية، بجانب تعاليمه التي أدانها المجمع المٌقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة الراحل قداسة البابا شنودة الثالث، مضيفًا أنه إن كان من ضمن أعضاء المجمع الموقعين على هذا القرار، نيافة الأنبا تواضروس الأسقف العام البحيرة، ( قداسه البابا تواضروس حإلىًا).
وأضاف «كمال»، أن إعادة محاكمة الدكتور جورج بباوي تتطالب بأن يتقدم هو شخصيًا بطلب من أجل إعادة انضمامه للكنيسة القبطية التي فَصل نفسه عنها بإرادته، بجانب إقراره بالتراجع عن تعإلىمه الخاطئة والتي أدانها المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأضاف كمال جورج حبيب بباوي: ولد سنة 1938 م، ولم ينشأ من أسرة مسيحية، وبدأ ينضم للكنسية سنة 1957 م. (وعمره 19 عامًا)، وقبلته الكنيسة، ودرس في الإكليريكية وعُيِّنَ معيدًا بها سنة 1961 م. واحتضنه البابا شنوده حينها، وأخذه معه في زيارته التاريخية لروما، ورسمه شمّااكما أخذه معه إلى أمريكا في زيارة البابا الأولى هناك سنة 1977 م. وبدأت له بعض الأخطاء العقائدية في السر ثم في العلن إلى أن مُنِع من التدريس في الكلية الإكليريكية بالقاهرة وفروعها لاحقًا بسبب تعليمه الخاطئ من سنة 1983 م.
وقد نشر مقالًا يمدح فيه حركة الإصلاح البروتستانتية على يدر لوثر وكلفن هي حركة التنوير، ويهاجم فيه السلطة الدينية وسر الكهنوت، ويهاجم عقيدة سر التناول صراحةً وفصل نفسه عن الكنيسة بانضمامه لكنائس أخرى باعترافه سنة 1984 م. (الكنيسة الروسية أولًا حينما تزوج فيها، ثم الكنيسة الأنجليكانية سنة 1989 م.)، كما أن له العديد من الأخطاء العقائدية، لها علاقة بموضوعات مثل: شركة الطبيعة الإلهية - الكفار وقد ناقَش المجمع المقدس أخطائه في الجلسة الطارئة بتاريخ 21 فبراير 2007 م. ثم في جلسة 26 مايو 2007 م.