وليد جاهين: أقدم معالجة أسطورية للجسد الأنثوى بمعرض «إيف»
أنجز الفنان التشكيلي وليد جاهين 54 لوحة زيت على مساحات مختلفة ما بين الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، سيجري عرضها، اليوم، بمعرض تحت عنوان "إيف" بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية، بدار الأوبرا المصرية.
وقال الفنان وليد جاهين، في تصريحات لـ"الدستور": «إن لوحات المعرض تبرز المرأة والجسد الأنثوي العاري، وهذا المعرض رقم 16 من سلسلة معارضي الخاصة، وجاء بعد مرور عشرين عامًا على إنشاء معرضي الأول في الإسكندرية، وفي الحقيقة تيمة المرأة واضحة وظاهرة في أكثر من معرض قمت بإنجازه، بالأخص في الفترة من عام 2011 حتى الآن، منها معرض"الزمن" الذي استضافته دولة كوريا الجنوبية، وفضّلت في المعرض الحالي "إيف" تجسيد المرأة في قالب أسطوري، مستعينًا بملحمة "الإلياذة والأوديسا" لهوميروس، وبالتحديد في الصفحات الأولى منها، والتى تتحدث الآلهة وأبرزهن أتينا وأفروديت».
وأضاف "جاهين"، "تجسيد المرأة في قالب أسطوري ليس مبالغة فنية، بل معالجة تؤكد على دور المرأة في الحضارات الإنسانية، ومكانتها الرفيعة في مختلف الحضارات والثقافات، المرأة بانية للحضارة ولا أعتبر لوحاتي إعادة اعتبار لدور المرأة، لأن المرأة موجودة بقوة ولم تنسحب حتى تتم إعادة الاعتبار لها، والفن بشكل عام وليس الفن التشكيلي فقط لا يستطيع أن يقدم معالجات بدون أن يظهر تأثير المرأة حتى ولو كانت معالجات تجريدية".
وعن فكرة تجسيد الأنوثة "إيف" في شكل "موديل" عار وحجم استقبال هذا النوع من الفن، قال: " منذ فجر الضمير الإنساني يتم تجسيد المرأة على المعابد والرسومات عارية أو بملابس شفافة، صحيح أن الثقافة العربية لا يظهر فيها هذا النموذج، لكن حضارة الإنسان المصري القديم والحضارات الأخرى قدمت المرأة في شكل نموذج عارٍ وغير مبتذل، الفكرة هنا في هل نحسن استقبال "بورتريهات الموديل" العاري أم لا، لكن كيف تتم معالجته فنيًا بدون أن يظهر بشكل مبتذل لأن جسد المرأة يفرض مساحات من الجمال والأنوثة، ويختزل مفهوم الهوية والحضارة وكل هذه المفاهيم لا ينبغي أن تُعالج معالجات مبتذلة".
وتابع: "السيدات في لوحات معرض "إيف" ملامح الوجه ليست فاتنة بمقاييس المجتمع، لكنها فاتنة على مستوى الحالة الأسطورية التي تجسدها، واللوحات الكبيرة المعروضة بالمعرض الحالي أعطتني مساحة كي أتعامل مع جسد المرأة باستطالة وأمارس حلولا تشكيلية جمالية في رسم الجسد الأنثوي".
واختتم حديثه قائل:ا"يضم المعرض 54 لوحة بمساحات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، واستعنت بشرائح ومعالجات بالذهب والفضة، وهي معالجة تمثل جزءًا من ثقافتنا بالكنائس والمساجد وأوراق المخطوطات المصرية استعان فيها الفنانون بنقوش ذهبية وفضية لافتة بأسلوب فني بارع".