«إبداع الهنا».. فنون الصغار على الكراسي القديمة: صنعة ومكسب
ابتسامات عريضة يوزعونها على زبائنهم، عيونهم تلمع وينتظرون لحظة التسليم لعملائهم، وعلى الرغم من أعمارهم التي لا تتجاوز عشر سنوات، إلا أنهم نجحوا في وضع خطة لإدارة أوقات فراغهم والتسويق لمنتجاتهم، فصاروا أصغر رجال أعمال يتهافت الناس للحصول على بضاعتهم المميزة.
استغلت نسرين رفعت، إحدى مشرفات دارأيتام الهنا في منطقة عين الصيرة بالقاهرة، أوقات الفراغ لدى أطفالها بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، دعتهم لمبادرة تلوين الكراسي الخشبية القديمة بألوان مبهجة، وبيعها للمساعدة في الإنفاق على مستلزمات الدار في فترة العزل الصحي، إلا أن الفكرة تحولت إلى مصدر رزق بعد انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول المشرفة: "خفت على الأطفال من القعدة في الدار ففكرت في حاجة يشغلوا وقتهم بيها ويطلعوا طاقاتهم، وكنت فاكرة إن الكراسي دي هيشتريها أصحابي وأصدقاء الدار فقط، لكن فوجئت باتصالات من ناس كتير بيطلبوا كراسي بكميات كبيرة".
بألوان مبهجة وفرشاة مليئة بالشغف، أضفى الأطفال لمساتهم السحرية على الكراسي القديمة، فعادت وكأنها خرجت للتو من يد أشهر الحرفيين، وعندما ينتهي الواحد من بيع بضاعته يحصل على 50 جنيهًا على الكرسي الواحد، والبقية من ثمن الكرسي المحدد بـ400 جنيها تذهب إلى مصروفات الدار.
اعتمد المشروع في البداية على مجموعة من الأطفال الموهبين اختارتهم معلمة الرسم، فتشجع باقي الأطفال وبدأوا يلتحقون بالمشروع وأبدوا رغبة في تعلم أعمال الصنفرة والرسم والتلوين على الكراسي القديمة، حتى توسعت الدائرة وصار لهم زبائن كثر.