«الجارديان» تحذر من عواقب صمت أوروبا تجاه أردوغان
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن عدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشكل تهديدًا متزايدًا للاستقرار في شرق البحر المتوسط، لكن لا أحد مستعدا للتحرك.
وتابعت، أنه بدافع من القومية التي يغذيها الإيمان، ضاعف أردوغان دوره في دور المتنمر في المنطقة، ولكن حتى الآن يبدو أن معظم الدول الأوروبية مترددة في إدانة الإجراءات العدوانية المتزايدة لتركيا في المنطقة، التي تشمل توسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اليونانية، وفتح حدودها مع الاتحاد الأوروبي أمام اللاجئين في وقت سابق من هذا العام، والتدخلات العسكرية في سوريا وشمال العراق وليبيا.
وأضافت أن مشكلة أردوغان في أوروبا تزداد سوءًا بشكل مطرد منذ أن نجا من محاولة الانقلاب في عام 2016، واستغلاله لها بزيادة القمع والاستبداد في الداخل التركي، واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين الحقيقيين والمتخيلين، بالإضافة إلى مخططاته العثمانية.
وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الأقل، استثناء من القاعدة الأوروبية في تصديه لتركيا، وكان ماكرون غاضبًا في يونيو عندما قامت سفن حربية تركية بالاحتكاك بالفرقاطات الفرنسية التي تراقب عمليات حظر الأسلحة إلى ليبيا.
وزاد غضب ماكرون من أنشطة التنقيب عن النفط والغاز التركية في المنطقة، وأرسل ماكرون تعزيزات بحرية إلى شرق البحر المتوسط الأسبوع الماضي وطلب من أردوغان التراجع.
وأكدت الصحيفة أن التوترات المتزايدة بين اليونان وتركيا تشير إلى حسابات متعمدة من قبل أردوغان الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والوبائية وانهيار العملة، فهو يريد تعزيز سمعته كرجل قوي يحافظ على شرف تركيا.
وأضافت أن الزعماء الأوروبيين يجب أن يدركوا أن مشكلة أردوغان لا يمكن تجاهلها أو تفاديها أو التقليل من شأنها إلى أجل غير مسمى.
وأشارت إلى أن تحول تركيا إلى مارقة هو احتمال حقيقي وخطير للغاية، ويبدو أنه لا أحد لديه خطة لردع أردوغان.