«تشرنوبل لبنان».. جذور النظام الفاسد خلق كارثة «مرفأ بيروت»
يتشابه انفجار مرفأ بيروت في أسبابه مع ما وقع في المفاعل النووي الروسي في تشرنوبل أواخر أبريل 1986، الذي كان نتاجا «للغطرسة والإهمال والسلطوية، التي خلقت نظامًا فاسدا، سمح بحدوث تلك الكارثة».
وتقع المسؤولية الرئيسية وراء انفجار مرفأ بيروت على عاتق الأشخاص الذين وضعوا شحنة نترات الأمونيوم هناك، والذين أنشأوا نظاما فاسدا منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وليست هذه مسؤولية فشل عمال الموانئ في إجراء السلامة المتعلقة بشحنة نترات الأمونيوم التي تسببت في الانفجار، وفقًا لتقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أنه على الرغم من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية رسميًا في 1990، فإن معظم أمراء الحرب الباقين على قيد الحياة، الذين أفلتوا من المساءلة عن عقود من الفظائع والجرائم، استبدلوا ببساطة زي الميليشيات بآخر أنيق، وسيطروا على ما تبقى من لبنان الهش بعد الحرب.
- تشرنوبل لبنان
فيما أشارت المجلة إلى أن كارثة تشرنوبل التي حدثت قبل عقود، تتشابه كثيرًا من حيث جذور الفساد والإهمال، مع تلك التي ضربت مرفأ بيروت الأسبوع الماضي.
وذكرت المجلة إن الكارثتين في الحالتين كانتا نتيجة عدم الكفاءة والفساد والإهمال، متوقعة أن تستمر تداعيات انفجار بيروت سنوات، تماما مثلما حدث مع انفجار مفاعل تشرنوبل.
- فن التهرب من المسؤولية
وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على ما سمته لعبة إلقاء اللوم، التي يتقاذفها السياسيون اللبنانيون منذ عقود مثل الكرة، وذلك في كل مرة تجد البلاد نفسها أمام أزمة جديدة ومأزق عصيب، إذ يتقن هؤلاء «فن التهرب من المسؤولية»، وتوجيه كل منها أصابع الاتهام إلى الآخر، وسط زيادة معاناة الناس العاجزين أمام سطوة الطوائف السياسية في لبنان.
- مزيد من الأزمات والمعاناة
لم يكن ينقص لبنان المزيد من الأزمات، خصوصا في الآونة الأخيرة، لتأتي كارثة انفجار مرفأ بيروت التي «قسمت ظهر البعير»، وفق المثل العربي الشهير، بحسب المجلة.
ويعاني لبنان من تبعات جائحة كورونا، وقبلها كانت تعيش على وقع مظاهرات ضد الفساد، التي جاءت بعد أشهر من أزمة جبال القمامة التي ملأت شوارع البلاد، فضلا عن أزمة اللاجئين السوريين، ومحاولة جر البلاد إلى الحرب في سوريا.
يضاف إلى ذلك انهيار الليرة وارتفاع التضخم وازدياد الفقر وفقدان القدرة على سداد الديون الخارجية.