انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية انتكاسة خطيرة
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن رسميًا عن قرار انسحاب بلاده من عضوية منظمة الصحة العالمية فى ظل جائحة «كوفيد- ١٩»، وأفاد الكونجرس بهذا القرار رغم تحذير المنظمة بخطورة انسحاب عضو مؤثر فى المنظمة، كما يسرى هذا الانسحاب اعتبارًا من شهر يناير من العام المقبل، ألفين وواحد وعشرين، وهذا الخبر على درجة عالية جدًا من الأهمية.
ومن الأخبار المهمة الأخرى أيضًا أنه بحلول شهر يناير المقبل، سوف توفر الولايات المتحدة ثلاثمائة مليون جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا «19 -COVID»، كما أعلنت الحكومة الأمريكية عن أنها منحت مختبر التكنولوجيا الحيوية الأمريكية منحة قدرها «واحد وستة من عشرة مليار دولار» للمختبر نوفا فاكس لمشروع تطوير لقاح يتصدى لفيروس كورونا «كوفيد- ١٩».
من جانب آخر، أشارت الصحافة إلى تهديد أمريكا للصين على النحو التالى:
أثار قرار الصين فرض الرقابة على الإنترنت فى هونج كونج بموجب قانون الأمن القومى الصارم تهديدًا أمريكيًا يحظر منصات التواصل الاجتماعى الصينية، وتلويح شركات التكنولوجيا العاملة فى هونج كونج بالانسحاب من المدينة.
كما جاءت خطط الصين بفرض الرقابة على الإنترنت فى وثيقة حكومية موسعة، ومع الأحداث الجارية خرجت علينا جهات عدة ترى أن هناك مؤشرات تزداد وضوحًا باحتمالات تكاد أن تصل إلى التأكيدات المؤيدة بأفعال وتحركات تزيد الأمر خطورة، ومع الحالة المتوترة بين عدة جهات، منها ما يتردد بين إيران وإسرائيل، وبين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، أو بين كشمير من جانب وبين باكستان والهند من جانب آخر، ثم تأتى الأوضاع التى تطل على العالم فى شبه الجزيرة الكورية، ويماثلها على جانب آخر ما يحدث فى منطقة بحر الصين الجنوبى.
أما ما يحدث فى الشرق الأوسط، فكما هو متعدد فهو أيضًا بعضه آخذ فى التطور والاتساع، وتحديدًا ما يحدث بين إيران وإسرائيل، حيث تدعم إيران جماعات مناهضة لإسرائيل فى مناطق عدة منها ما يولد أزمة، كما فى لبنان وسوريا، وما تقوم به إسرائيل بالرد بضربات على القوات الإيرانية المنتشرة فى سوريا، كما أن هذه القلاقل قد تؤثر تأثيرًا مباشرًا على برنامج إيران النووى، وبالتالى قد يدفع إسرائيل إلى توسيع ضرب الأهداف الإيرانية.
ومن كل هذه القلاقل والأخطار التى تهدد مناطق مهمة فى العالم قد تكون سببًا مباشرًا يهدد إمدادات النفط الذى تقوم عليه دول، وتعتمد فى جل دخلها على بيع النفط.
ولقد اختبرت دول كبرى قيمة البترول فى زمن تدهور الطلب على هذا المنتج الذى كان المصدر الرئيسى لدول منتجة، بل وبعد أن كانت دول تقوم عليه لكون البترول هو جل مصادرها، وإذ بفيروس لا يرى ولا يجس استطاع بين ليلة وضحاها أن يغزو البيوت، والدول كبيرها قبل صغيرها، وغنيها قبل فقيرها، فمن تسلط الفيروس المشار إليه بالرقم تسعة عشر توقفت محطات النفط، وتوقفت السيارات فى غالبيتها، وتعطلت المصانع، وكذلك كثير من الأعمال والأشغال وكذلك الوظائف.
ويمكن القول بتوقف دولاب العمل فى كل ركن من أركان المعمورة بالعالم، وبالتالى مع ذلك التوقف التام- تقريبًا- فى شراء النفط ومع توقف حركة السيارات فى معظمها، توقفت نتيجة لكل ذلك محطات النفط عن البيع، فتدنى سعره للدرجة التى تكاد أن لا تغطى تكلفة استخراجه وتكريره وتسويقه، بل أصبحت هناك أزمة حتى فى تخزينه.
ومن الواضح أن النكبات لا تتوقف، فلم تكفِ العالم جائحة كورونا التى اقترب مصابوها إلى نحو خمسة عشر مليونًا بين مصاب وقتيل، ومن هم ما زالوا تحت العلاج، حتى إنه لم يمض يوم لم نقرأ أخبار ذلك الكائن غير المرئى من قتلى ومرضى، ونحو نصف المصابين فقط هن من شفوا منه تمامًا.
وفى ختام هذه الرسالة أوجه النداء إلى كل إنسان، من القمة إلى المعدمين، ومن الشيوخ والفتيان، ذكور وإناث، لعلنا من «الكورونا» نتعلم معًا الدرس، وليدرك كل حامل لخنجر أو لقنبلة أن يرجع إلى الماضى للتعلم منه، وإلى الحاضر لنتقى الخالق فيما بين أيدينا حتى نحافظ على أوطاننا من الخطر، وعلى الإنسان الذى كرمه خالقه حتى لا يهدر دمه فى أى حروب، ولا يفنى جسده فى كرب، بل أن يتقى الجميع الله معًا لنبنى الأوطان، ونحميها من الذلل أو البوار، ونكرم بعضنا بعضًا، كما أكرم الخالق كل أعمال يديه، وجعل الإنسان مكرمًا فى حياته، نافعًا فى موقعه مهما كان وضعه، من طفل يحبو وإلى شيخ انحنى ظهره، وشاب هو أمل أسرته ووطنه، وليعيش الكل فى سلام وأمان كل أيام الحياة وإلى منتهى الأيام.