«الحياة كفاح».. حكايات سيدات «الجزارة» في مدبح السيدة زينب
في عالم تجارة اللحوم، تتوالى العديد من الحكايات عن دور السيدات اللاتي يعملن في هذا المجال، واللاتي تميزن بقلب شجاع وقوة تجعلهن قادرات على منافسة الرجال، ولعل خير شاهد على حكايات السيدات في تجارة اللحوم، هو شارع "المدبح" في منطقة السيدة زينب التابعة لمحافظة القاهرة.
- حورية حسان: "ايدي في ايد جوزي لبيع اللحوم والحياة كفاح"
حورية حسان، التي تبلغ من العمر 35 عام، تبدأ حكاية عملها في بيع اللحوم بكلمتين "الحياة كفاح"، مبينة أن السبب الذي دفعها لهذا العمل، هو مساندتها لزوجها الذي يعمل جزارا.
"هو يبيع اللحوم وأنا أبيع كل حاجة في بطن الدبيحة علشان أسانده في شغله ونربي ولادنا"، هكذا اختصرت حورية قصتها في تجارة اللحوم، موضحة أن زوجها لديه محل لبيع اللحوم ولكنها تحصل منه على ما بداخل بطن الماشية لبيعها للمواطنين، وهو ما يوفر لهما المال بدلا من بيعها لتجار آخرين.
- نفيسة أم خيري: "بيع اللحوم تجارتي ورثتها من جوزي وأبويا"
في الساعات الأولى من صباح كل يوم، تتوجه إلى المكان المخصص لها في سوق السيدة زينب لبيع ما لديها من لحوم للمواطنين، إنها نفيسة المعروفة ب"أم خيري".
30 عام من حياة السيدة الستينية قضتها في تجارة اللحوم "الممبار والكرشة ولحمة الرأس"، حيث كانت تعمل في هذا المجال بصحبة والدها، ثم عادت للعمل به مرة أخرى بعد وفاة زوجها، قائلة"اشتغلت في بيع اللحوم علشان هي التجارة اللي أعرفها وأقدر أربي ولادي منها"، وعن استعدادها لعيد الأضحى، ردت قائلة "أنا بجيب كمية محدودة علشان مفيش إقبال من الناس زي زمان، ولو لاقيت الناس بتشتري هجيب أكثر".
- عايدة أبو طلب: "20 سنة أنا وبناتي في بيع اللحوم"
من نفيسة إلى عايدة تتنوع الحكايات التي دفعت السيدات للعمل في بيع اللحوم في "مدبح" السيدة زينب، حيث أوضحت عايدة أنها ورثت محلا من زوجها ولم يكن لديها ابن ولد للعمل في تجارة والده، ولكن لديها 3 فتيات لذلك قررت أن تنزل بصحبة بناتها من أجل استكمال عمل زوجها لتوفير معيشة جيدة لهم.
"أزمة كورونا أثرت علينا كتير والناس كانت بتخاف تتعامل معانا، وفي الأيام الأخيرة الوضع بيتحسن وربنا يجعل عيد الأضحى خير علينا"، هكذا وصفت السيدة الخمسينية حال تجارتها التي تأثرت بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد وأملها في تحسن الأوضاع مع حلول عيد الأضحى المبارك.