شيركو حبيب لـ«الدستور»: السيسي يدعم حقوقنا.. وتركيا تحاربنا بالسدود
مع استمرار انتهاك تركيا لسيادة العراق، من خلال القصف المتكرر لشمال العراق وتحديدًا أماكن الأكراد وأعضاء الحزب الكردستانى، وإنزال المزيد من القوات التركية خلال الفترة الأخيرة، بجانب سد إليسو بهدف تعطيش العراقيين واستخدام سلاح الماء ضد العراقيين، كان للدستور لقاء مع مسئول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى بالقاهرة الباحث العراقي بشئون الشرق الأوسط شيركو حبيب.
س: كيف ترون انتهاك تركيا للأراضي التركية واستمرارها على الرغم من موقف الحكومة العراقية والإدانات الدولية؟
الانتهاكات التركية للأراضي العراقية وسيادة الدولة خرق واضح للقوانين الدولية، فقصف كردستان العراق واستمرارها في هذا النهج سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتهجير القرى الحدودية الآمنة من سكانها، والضحايا من المدنيين العزل أهالي تلك المناطق، إضافة إلى الخسائر المادية، حيث إن هذه المناطق زراعية ورعوية.
وهذا النهج للحكومة التركية أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، وعلى الحكومة التركية الانصياع إلى لغة الحوار والتفاهم لحل الخلافات، وهذه الانتهاكات لا تؤدي لحل الخلافات وحل القضية الكردية في تركيا، فالتفاهم المشترك سيكون الضامن لحل الخلافات والمشاكل، صحيح أن الحكومة العراقية نددت بهذه الانتهاكات واستدعت السفير التركي وسلمته مذكرة احتجاج رسمي، لكن على الحكومة العراقية تقديم شكوى لمجلس الأمن فى هذا الخصوص وتدويل القضية.
س: ما الخطوة التي ستتخذها الحكومة العراقية في حال استمرار تلك الانتهاكات وخاصة بعد إنزال قوات تركية بالأراضي العراقية وآخرها السبت الماضى؟
الانتهاكات ضد دولة ذات سيادة للعراق حكومة وكذلك للإقليم، لذا بالخطوات يجب أن تتخذ من الحكومة المركزية بالدرجة الأولى ثم حكومة الإقليم، ورغم ذلك المكتب السياسي للحزب أصدر بيانًا أدان فيه الانتهاكات والخروقات وطلب من تركيا عدم جعل كردستان ساحة لتصفية الحسابات، وكذلك طلب من الأطراف الأخرى عدم استخدام أراضي كردستان لشن عمليات ضد دول الجوار، وعلى الجميع احترام خصوصية الإقليم، ونحن كحزب ديمقراطي لم نلجأ يومًا ما لاستعمال السلاح والعنف من أجل حقوقنا، بل اضطررنا إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسنا، ونحن دائمًا مع الحل السلمي والأسلوب الديمقراطي، وضد استخدام الأراضي العراقية أو أي جزء منها لتصفية الحسابات.
س: هل تعنى أن الانتهاكات التركية تطورت لتصل حدودًا أكبر ضد العراق وكردستان؟
بالتأكيد، تركيا لم تنتهك السيادة العراقية فقط من خلال القصف وإنزال قوات، بل لجأت لتعطيش العراقيين من خلال إقامة سد إليسو، وانتهاك سيادة أي دولة هو ضد القانون والأعراف الدولية، وإقامة السدود على المياه أيضًا ضد القوانين الدولية لأن هذه الأنهار أو المياه هي مياه دولية، ولا يجوز لأي دولة الانفراد بها وبناء سدود بما يضر بمصالح الدول الأخرى، ونهرا دجلة والفرات مشتركان بين العراق وتركيا، وكذلك بين تركيا وسوريا والعراق بالنسبة لنهر الفرات، وللعلم كلاهما ينبعان من أراضي كردية، وبناء هذا السد يعنى أن تلحق الأضرار بالعراق، وهذا ضد القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية.
س: وما تعليقك على دور القاهرة خلال الفترة الحالية وخاصة إدانتها العدوان التركي؟
لمصر دور مشرف ومهم بالنسبة لحقوق الشعوب، مصر كانت دائمًا سباقة في دعم الحقوق القومية للشعب الكردي، منذ عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر حتى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فمواقف الزعيم عبدالناصر واستقباله للزعيم الكردي الخالد مصطفى بارزاني وتأييده الحقوق القومية للشعب الكردي عالق فى ذاكرتنا، وكذلك مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الحقوق القومية الدستورية للشعب الكردي، ولا ننسى ما قاله سيادته العام الماضي في منتدى الشباب في شرم الشيخ حول الشعب الكردي، وللقاهرة دور مهم وفعال تجاه القضايا المصيرية في المنطقة لحجم وثقل ومكانة مصر التى نعتز بمواقفها وسياساتها الداعمة للحقوق والحريات للشعوب.
س: كيف ترى مشهد إغلاق المعابر الحدودية مع إيران؟
لم أسمع بغلق الحدود لكن بين فترة وأخرى يتم الغلق بسبب عمليات عسكرية لمتابعة فلول داعش، أو ربما في بعض الأوقات بسبب وباء الكورونا.
س: ما أسباب تأخر إعادة إعمار الموصل على الرغم من مرور سنوات على تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي؟
كما هو معلوم فقد أصاب الاقتصاد العراقي الركود لعدة أسباب منها هبوط أسعار النفط وتكلفة حرب تطهير العراق من داعش، والآن وباء الكورونا الذي أصاب الاقتصاد العالمي بالركود، وكذلك عدم إيفاء الدول الداعمة بوعودها تجاه العراق.
س: ما توقعاتك لما ستقدمه حكومة الكاظمي للشعب العراقي خلال الفترة المقبلة؟
نتوقع من حكومة السيد الكاظمي تقديم كل الإمكانيات لتوفير الخدمات الضرورية المعيشية والخدمية للشعب العراقي الذي عانى كثيرًا من الظلم والتهميش من قبل الأنظمة السابقة، ونتمنى من حكومة الكاظمي حل الخلافات والمشاكل مع الإقليم حسب الدستور العراقي، لأن عدم حل المشاكل بين الطرفين يؤدي إلى عدم الاستقرار.
س: هل ترصدون تطورًا في العلاقات العراقية الأمريكية بعد حضور حكومة الكاظمي؟
العلاقات الأمريكية في الإعلام تختلف عن الواقع، أعتقد أن العلاقات الأمريكية ستتطور أكثر مع بغداد بعد رئاسة الكاظمي للحكومة، بسبب التداعيات والظروف التي تمر بها المنطقة، والسياسة عمومًا لا تعرف علاقات مستقرة على طول الخط.