فقد أخيه وابن عمته.. رامي المنسي: لم نعلم أن النخيل شاطئا للموت
لم يكتف القدر بفاجعته على فقدان أخيه، ليقف رامي المنسي ببالغ الأسى على شاطىء النخيل لا يدري أيتعلق قلبه بفقدان أخيه الأصغر "عمرو" الذي فرق البحر بينهما، أم تتعلق عيناه بالبحث عن "شادي" ابن عمته الذي مازال في جوف البحر لليوم الرابع على التوالي.
بكلمات مقتضبة، وصف رامي المنسي يوم حادث الغرق الأليم بأنه جاء برفقة أخوه "عمرو" وابناء عماته "شادي" و"عثمان" من قرية النجيلة بمركز كرم حمادة بمحافظة البحيرة، لقضاء يوم إجازتهم الاسبوعية ولم يدرك أنه اصطحبهم إلى الموت لتكون هذه آخر مرة يجتمع بهم.
ففي داخل مياه شاطئ الموت تواجد الأقارب الأربعة ولكن لم تكتب النجاة سوى لرامي، الذي لم يكن يعرف أن الشاطئ خطير بهذه الدرجة وأن النزول في مياهه إنهاء للحياة وانتقال للموت، معلقا "أنا من محافظة تانية وجاي أصيف مع قرايبي والشاطىء مليان مصطافين، ومحدش منعنا، هعرف منين انه خطر النزول فيه".
وعن اللافتات الارشادية السوداء والتي سطر عليها ممنوع النزول بقرار مجلس الوزراء، كانت شهادته أن هذه اللافتات لم تكن معلقة يوم الحادث، ولم نراها سوى في الأيام التالية مع تواجد المسؤولين من السلطات التنفيذية بالمحافظة، لافتا إلى أنه فور وقوع الحادث دخل في حالة إغماء ولم يدر ما حدث من محاولات الإنقاذ، ولم يستجمع وعيه إلا على أسرة المشفى ليذهب لدفن أخيه ويعاود لينتظر جثمان ابن عمته "شادي" الفقيد الأخير لشاطىء الموت.
وشهد شاطىء النخيل بمحافظة الإسكندرية فجر الجمعة الماضي، حادثة غرق راح ضحيتها 11 شخصا تم انتشال 10 جثامين الى الآن، ومازال البحث جاري عن جثمان شادي الشخص الأخير.
ولم تكن هذه حادثة الغرق الأولى عبر الأعوام الماضية فشاطىء النخيل الملقب بشاطىء الموت، أصبح في رصيده عددا كبيرا جدا من الغرقى، ونقلت أمواجه العالية ودواماته الكثيرة مفقوديه من الحياة إلى الموت.