لماذا يضع أردوغان «الجفرة» هدفًا له في ليبيا؟
اعترفت تركيا مؤخرًا بأنها تكبدت خسائر فادحة في قاعدة الوطية في ليبيا، وأقرت بتدمير منظومة دفاع جوي خاصة بها، وسط تشديدات من المكتب الإعلامي للرئاسة التركية اليوم الإثنين، على أن قاعدة الجفرة هي هدف عسكري أساسي للقوات التركية.
وذكر تقرير لقناة «العربية» أن قاعدة الجفرة لديها أهمية عسكرية لكونها تشكل مع مدينة سرت مفتاحًا للسيطرة على الموارد النفطية الليبية، وموقعًا استراتيجيًّا أيضًا.
على الصعيد الآخر، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أنه لن يسمح بأي تهديد لحدود مصر الغربية المرتبطة بالحدود مع ليبيا، مشددًا على أن أي تجاوز لمدينتي سرت والجفرة في ليبيا يعتبر خطًّا أحمر بالنسبة لمصر.
من جهة، أكد اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في الجيش المصري، في تصريحات سابقة لـ"العربية"، أن الجفرة تعتبر نقطة استراتيجية مهمة، وأوضح أن منطقة سرت هي الباب الحقيقي للسيطرة على مناطق الهلال النفطي الغنية بالبترول.
وأرجع أهمية منطقة الجفرة إلى كونها تربط جنوب وشمال ليبيا، وفيها أكبر قاعدة جوية، لذا فإن السيطرة عليها مع سرت تعني أن طريق الوصول للحدود المصرية وتهديدها بات مفتوحًا.
وكشف سالم عن عبارة «خط أحمر» التي أطلقها السيسي بالنسبة للمفهوم العسكري المصري يعني عدم الاقتراب، وفي حالة عدم الالتزام أو الانصياع يكون المقابل هو التعامل المباشر مع من يفكر في تجاوز هذا الخط، لأنه سيكون بمثابة تهديد صريح، مضيفًا أن ذلك ودون أي مواربة يعني توجيه ضربة عسكرية لأي قوات تتجاوز هذا الخط وتهدد الأمن القومي المصري.
في نفس السياق، أكد اللواء محمود خلف الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية لقناة العربية، أن خط سرت الجفرة معروف ومحدد بإحداثيات واضحة، ضمن محددات الأمن القومي المصري، ومن يفكر في الاقتراب منه يعني أنه أعلن الحرب مع مصر.
وأضاف أن القوات المعادية، وفور تحركها نحو هذا الخط الأحمر، ستكون مرصودة جوًّا، وستوجه ضدها ضربات مباشرة وقوية، مشيرًا إلى أن أي تقدم من هذا النوع لن يكون نزهة، بل حرب حقيقية وشاملة ضد من يعتقد أنه يحاول المساس بالأمن القومي المصري.
وتقع قاعدة الجفرة الجوية المهمة جنوبي سرت، ولا يفصلها عنها سوى طريق مفتوح لا يتجاوز 300 كيلومتر.
وتعد قاعدة الجفرة من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الوطني الليبي.
وتعتبر منطقة الجفرة مطمع جديد لأردوغان، لأنها تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلومترًا جنوبي شرق طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، ويعني السيطرة على قاعدة الجفرة تقريبًا السيطرة على نصف ليبيا.
وكان أردوغان قد كشف عن أطماعه في النفط الليبي، حيث أعلن عن أهدافه الحقيقية للتدخل في ليبيا، وتحدث عن حساسية عملية السيطرة على مدينة سرت ومحيطها بسبب وجود آبار الغاز والنفط.
وفي سياق متصل، صرح وزير الطاقة التركي، في وقت سابق، بأن بلاده تخطط لبدء عمليات التنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية التي تم تحديدها بموجب اتفاق مع حكومة السراج، في غضون 3 إلى 4 أشهر.