الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بالقديسة إليزابيت ملكة البرتغال
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر برئاسة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، اليوم السبت، بالقديسة إليزابيت ملكة البرتغال.
وقال الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشئون الإيبارشية البطريركية للكاثوليك، إن القديسة إليزابيت وُلِدَت عام 1271م بإسبانيا، للعائلة المالكة، والدها هو الملك "بيتر الثالث" ووالدتها هي الملكة "كونستانسا من صقلية".
وظهر منذ صباها حماسًا روحيًا كبيرًا، فإنها كانت عاشقة للاستماع إلى ألحان الكورال الكنسي، مما يدفعها لزيارة الكنيسة مرة أخرى لتستمع إليهم وتغسل قلبها بكلمات التسبيح.
وأضاف الأنبا باخوم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الكاثوليكية، في بيان صدر عبر الصفحة الرسمية لمركز الكنيسة الإعلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه رغم ميلها لحياة العُزلة والتأمل، إلا أنها على عادة الملوك تزوجت في سنِّ صغيرة، من "دينيس" ملك البرتغال، الذي قام بتمليك عروسة بعض المدن البرتغالية، كجزء من هدية الزواج. وقد تمت المراسم في عام 1288م، حيث كانت بعمر السابعة عشر. وكان الملك شاعرًا ورجل دولة، كما كان مهتمًا بالبيئة والزراعة لدرجة جعلته مشهورًا باسم "الملك الفَلاّح" و"الملك الشاعر"، لكنه لم يكن على قَدْر روحانية وتقوى عروسه إليزابيت.
وتابع: "استطاعت إليزابيت أن تعيش دعوة زواجها دون أن تُهمل ميولها الروحية، فقد كانت تحافظ على صلواتها وأصوامها كما اهتمت كثيرًا بفقراء البرتغال، وكرست الكثير من الوقت والمال لمساعدتهم بشكل مكثف. ويُذكَر أنها تبرعت بكل ما لها من دقيق لمساعدة الذين عانوا المجاعة في كويمبرا خلال المجاعة التي ضربت المدينة عام 1293م. كما كانت معروفة بأدبها وبساطتها في الحديث وبساطة الملابس حيث لم تتصرَّف التصرفات المُعتادة من الملكات والدالة على العِزَّة والكبرياء".
وأكمل: "يُذكَر عنها أنها كانت تقوم بتشييد أماكن لراحة الحجاج الروحيين بالبرتغال على نفقتها الخاصة بحيث يكون بها خدمات طبية عن طريق رهبان الأديرة وتتوافر فيها أغذية لمساعدتهم على إكمال الطريق، وأيضًا من نفقتها الخاصة كانت تدفع تكاليف زيجات الفتيات الفقيرات، وتكاليف تعليم أطفال النبلاء الذين خسروا أموالهم، والأطفال الفقراء النابغين دراسيًا، كما ساهمت في بناء أكثر من مستشفى في مدن برتغالية، ساهمت في بناء دير الثالوث الأقدس بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وعدد من الكنائس في المدن التي ملَّكها إياها زوجها".
واستطرد: "توفِّى الملك دينيس عام 1325م، فاشتاقت أرملته الملكة إليزابيت لحياة الاعتكاف التام وتقاعدت في دير القديسة كلارا للراهبات الفرنسيسكانيات، وهو دير شيدته هي عام 1314م بمدينة كويمبرا وسط البرتغال، وكأنها كانت تخطط لختام حياتها به، حيث تكرَّست تكريسًا للرهبنة الفرنسيسكانية العلمانية، وكرَّست حياتها بالتمام لأوقات صلاة وخلوة روحية وأوقات مُكرَّسة لخدمة الفقراء والمرضىَ في الخفاء دون دعايا أو شُهرة، حيث لم يُعرف عنها نشاطها الخدمي من خلال الدير إلا بعد وفاتها".
وأصيبت بحُمّىَ شديدة، وعلى أثرها رقدت بعطر القداسة يوم 4 يوليو 1336م، بعمر الخامسة والستين.
ودُفِنت بدير القديسة كلارا الذي عاشت فيه سنوات اعتكافها.
واختتم: "تم إعلان قداستها عن يد البابا أوربانوس الثامن عام 1625م، وهي شفيعة مدينة كويمبرا، وشفيعة صُنّاع السلام في العالم، وتعيِّد لها الكنيسة الجامعة يوم 4 يوليو".