«طمعًا في الكنز الحرام».. رحلة منقب عن الآثار في مغارة بسوهاج
«التنقيب عن الآثار».. هو حلم الثراء السريع الذي يلهث ورائه العديد من الطامعين في الكنز الحرام والذين يفنون عمرهم وراء كنوز الفراعنة ومنهم الموعود من يجده ومنهم من يجد نفسه يبحث عن سراب وتتبخر أحلامهم في الهواء، ويدركون بعد فوات الآوان أنهم كانوا يطاردون خيط دخان، وهناك من يفقدون حياتهم إلى الأبد.
في رحلة إلى منطقة جبلية في محافظة سوهاج، تم اكتشاف مغارة من قبل بعض الأشخاص في منطقة تدعى «الكريمة»، وبإبلاغ الأجهزة الأمنية تبين أن هذه المنطقة معروفة بين الأهالي بوجود آثار بها وجرى التأكد أن المغارة التي تم حفرها بعمق 130 مترا؛ بغرض التنقيب عن الآثار.
وعلى الرغم من الخرافات التي تشير إلى امتلاء المنطقة بالآثار، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم استخراج أي قطعة منها، وما زال طامعي الثراء السريع يستعينون بالدجالين لفتح المقبرة.
«الدستور» انتقلت إلى منطقة «الكريمة» لتوضيح ملابسات اكتشاف أكبر مغارة وأطول عمق قام به المنقبين عن الآثار في الصعيد وعقب ساعتين من السير تم الوصول إلى الجبل البالغ ارتفاعه 200 متر فوق سطح الأرض، وتلاحظ وجود حفرة عمقها 130 مترا، بعرض مترين ونصف وبالدخول فيها يقل التنفس بصورة مع زيادة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة.
وكشف أحد رواد المنطقة، من المنقبين عن الآثار- رفض ذكر اسمه – عن تفاصيل تنقيبهم عن الآثار في المنطقة، قائلًا: «أتى إليه شخص طلب منه أن يحضر عمال للتنقيب عن الآثار وسوف تكون له نسبة مما يتم استخراجه وأحضر شيخا لفتح المقبرة لاستخراج كنوزها»، موضحا أن مهمة الشيخ تكون هي المهمة الأصعب لأنه من يحدد مكان الحفر ويقوم ببعض التعاويذ للتصدي لحارس المقبرة والذي يكون من الجن.
وأضاف أن حارس المقبرة – كما يدعون- مهمته منع أي أحد من الوصول للكنز والمقبرة، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الشيوخ أحدهما روحاني وأخر سفلي يستخدم التعاويذ السحرية لتحضير الجن ومن أهم صفاته اتباع العلامات الموجودة، لافتا إلى أن الشيخ الذي كان يساعدهم في هذه المقبرة هو شيخ سفلي.
وأكد أن المنقب عن الآثار كان له استراتيجية في الحفر وهي إخفاء أي علامة لهم حتى لا يتم تتبعهم سواء كانت في الجدران أو الأرض، ويتم إخفاء الكثير من العلامات باستخدام الصاروخ أو النار، لافتا إلى أن عملهم في الحفر دائمًا يكون في الليل حتى يتم إبعاد الشبهات كما أن هذه المنطقة خطيرة ولا يستطيع أحد المرور في الليل، وكانوا يستخدمون مولد كهربائي؛ لتشغيل المعدات وإنارة المكان ومراوح في أسفل الحفرة بسبب رطوبة الجو وارتفاع درجة الحرارة، مؤكدًا أنه عقب ما يزيد من عامين عمل في المغارة لم يتم العثور على آثار حتى الآن.