تقرير يكشف خطط أردوغان لنشر الفكر المتطرف في أوروبا
قال الكاتب التركي دايفيد ليبسكا، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى من خلال حزبه العدالة والتنمية ومؤسسة الشؤون الدينية "ديانت" لفرض نفوذه بشكل متزايد على الأحزاب الصغيرة في أوروبا، في محاولة لتعميق اتصالاته مع الشتات التركي والتأثير على السياسات في القارة العجوز.
وأضاف "ليبسكا" في تقريره على موقع "أحوال"، أن أردوغان سعى لفتح روابط مع حزب "نوانس" الذي أسسه السياسي السويدي الصاعد Mikail Yüksel، الذي كان مرشحا للبرلمان لحزب الوسط ذي الميول اليسارية، واتضح بعد ذلك أنه كانت له علاقات مع جناح الشباب المتشدد من حزب الحركة القومية اليميني المتطرف في تركيا.
- أوروبا تواجه الأفكار المتطرفة المدعومة من تركيا
ومن جهته قال ماغنوس نوريل، المحلل السابق في الخدمة السرية السويدية وكبير مستشاري السياسة في المؤسسة الأوروبية للديمقراطية (EFD) لـ "أحوال"، إن هذا ليس مصادفة، فمن الواضح أنها محاولة من حزب العدالة والتنمية للتأثير على السياسات في أوروبا، وهذا الاتجاه مستمر منذ بضع سنوات، وأود أن أزعم أنه في الآونة الأخيرة كانت هناك بعض الجهود الحقيقية لتحقيق أهدافه.
وأضاف "نوريل، أن تركيا تستخدم " ديانت" كأداة لفرض السياسة الخارجية التركية مع جميع دول أوروبا، من خلال تقديم دعم مالي لعدد من المساجد والهيئات الدينية والمنظمات الإسلامية في الدول الأوروبية واستغلال الجاليات المسلمة لنشر الفكر الأصولي التركي، لافتا إلى أن ذلك جعل دول مثل فرنسا والنمسا وألمانيا، تشعر بالقلق من إمكانية انتشار الفكر المتطرف على أراضيها بدعم من تركيا، وبدأت في اتخاذ قرارات إغلاق تلك المساجد ووقف إرسال الأئمة الأتراك.
- الإخوان الداعم الرئيسي للنفوذ التركي في أوروبا
وأوضح " ليبسكا"، في تقريره أن من أبرز الأحزاب والجماعات التي تشارك وتدعم رؤية حزب العدالة والتنمية في أوروبا كانت جماعة الإخوان التي سعت في العقود الأخيرة ترسيخ جذورهم عبر أوروبا من خلال مجموعة متنوعة من المنظمات الإسلامية المرتبطة بشكل رئيسي بالتعليم الديني، إلى جانب استغلال العمل الخيري ومنظمات المجمتع المدني في نشر أفكارها.
ونقل التقرير عن لورينزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن وباحث بارز عن الجماعات المتطرفة في الغرب، قوله إن تركيا هي اليوم الداعم الرئيسي للإخوان في أوروبا، جزئيًا من خلال ميلي جوروس، الحركة الإسلامية التركية المستوحاة من الإخوان والتي أنجبت حزب العدالة والتنمية.
واختتم الكاتب تقريره قائلا، إنه لا تزال أحزاب مثل "نوانس" وكذلك الجماعات المرتبطة بالإخوان، قادرة على الاستفادة من المشهد السياسي في السويد، بالإضافة إلى صعود اليمين المتطرف، لفرض الفكر التطرفي التركي، لافتا إلى أن كل هذه الاتجاهات هي "نوع من اللعب بيد أردوغان".