صفاء عبدالمنعم: 30 يونيو ثورة تصحيح لاختيار خاطئ
يحل شهر يونيو كل عام بذكرى أعظم أيام تاريخ مصر، إنه يوم 30 يونيو 2013 ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن استمروا في الحكم لمدة عام حاولوا خلالها طمس وتغيير الهوية المصرية.
لكن الشعب المصري لم يطق صبرا على تشويه هويته وشخصيته المتفردة، فكان أن خرج الشعب بمساندة الجيش وتأييده لخلع حكم جماعة إرهابية أرادت لمصر - التي جاءت قبل التاريخ والزمان ــ أن تكون مجرد ولاية إسلامية في أوهام الخلافة.
"الدستور" في محاولة لحفظ الذاكرة حاور المثقفين والمبدعين المصريين والعرب حول ثورة 30 يونيو، وذكرياتهم معها وأثرها عليهم وعلى إبداعاتهم وماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟.
وقالت الكاتبة القاصة "صفاء عبدالمنعم": ثورة 30 يونيو تعتبر ثورة تصحيح لاختيار خاطئ، بمعنى عندما تم اختيار حزب الحرية والعدالة للحكم سواء بالانتخابات أو بالقوة، قدر لنا كشعب أن نجرب ذلك، حتى لا يظل هناك حلم ما يراود الإسلاميين، وحتى عندما تولوا الحكم لم يتصرفوا بحنكة الحزب السياسي الواعي بما يحبه الشعب وما يريده خصوصا بعد ثورة 25 يناير، ولكن الغباء السياسي دفع بهم إلى إصدار قرارات واختيار قيادات لم يكن لها أن توجد على سبيل المثال وزير الثقافة كمثال واضح.
وعن أثر ثورة 30 يونيو على الوضع في المنطقة العربية أوضحت: "تغير كثيرا بعد خروج الإخوان من الحكم في مصر، ولولا هذا كنا سوف نجدهم يحكمون فى جميع الدول التي قامت فيها ثورات، وما يحدث في تونس الآن هو ما فعلته مصر مبكرا، والشعب المصرى بتاريخه الممتد لآلاف السنين لديه القدرة ولو بشكل ضمني من خلال الوعى الجمعى أن يكتشف بسهولة مساحة الزيف والخداع، فقد عرف سريعا أن الإخوان المسلمين لا يفعلون بشكل كبير لما هو مصرى سواء للشعب أو للبلد، ولكنهم كانوا يحلمون بما هو أممي أكثر، الأهداف الكبرى التوسعية وحلم الخلافة المهيض.
واختتمت صاحبة روايات من حلاوة الروح، ريح السموم، فى الليل لما خلى، التي رأت، قال لها يا أنانا، قائلة:" أثره علىّ كمبدعة، كان من الممكن ألا يكون هناك إبداع بالمفهوم المتعارف عليه الآن، ولكن ربما كان سوف يتحول، وتصبح هناك المناداة مثلا بالرواية الإسلامية والقصص الدينية وهكذا، وسوف يلغى كل ما هو محرم بحسب أدبياتهم وتنظيراتهم مثل الموسيقى والغناء والباليه، ولن تكون هناك ممثلات على سبيل المثال".
وأضافت ليست هناك محاولة لكتابة نص أدبى بشكل مباشر عن 30 يونيو، ولكن كل ما أكتبه الآن وأنتجه هو بسببها، ولو ظل الإخوان فى مصر حتى اليوم الله وحده يعلم ماذا كان يحدث، ولكن أتوقع أنه لن يكون جميلا أبدا مهما ادعوا.