«المزيد من المال»... تفاصيل مكالمة أردوغان وتميم بعد تصريحات السيسي بشأن ليبيا
قالت صحيفة أراب ويكلي البريطانية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجأ إلى حليفه القطري تميم بن حمد بعد خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن سرت والجفرة في ليبيا.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن أردوغان طلب الدعم المادي من قطر، فيما أشارت وكاله الأنباء القطرية الموالية للسطلة الحاكمة في الدوحة، إن المحادثات التركية - القطرية ناقشت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن ناحيتها، قالت "أراب ويكلي"، أن أردوغان اتصل بالفعل بتميم ليطلب مضاعفة الأموال القطرية للعملية الحربية في ليبيا، التي شاركت فيها أنقرة بشكل كبير في دعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقال دبلوماسي تركي سابق - رفض الكشف عن هويته- إن المكالمة الهاتفية كان مضمونها حول الدعم المالي البحت القطري لتركيا، قائلًا إن حكومة أردوغان "لا تتعب ولاتمل في المطالبة بالمزيد من أموال الدوحة للحفاظ على زخم العمليات العسكرية التركية في سوريا وليبيا ".
وفقًا لخبراء على دراية بالسياسة التركية، فإن أردوغان، كان يستخدم الصراع الليبي، والصراع السوري سابقًا، للضغط على قطر لتزويده بمبالغ ضخمة من المال، منتهزا أزمة المقاطعة العربية لقطر، حيث يقنع أردوغان تميم بأن الوقوف لجانبه ودعمه ربما قد ينهي دول المقاطعة.
وقال الدبلوماسي التركي السابق: "لقد لعبت أموال الغاز القطري دورًا رئيسيًا في تمويل تلك الصراعات والحروب، خاصة أن تركيا لا تستطيع تحمل أعبائها في ضوء الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية" وربما كان أحدث هذه الأزمات تأثير جائحة فيروس كورونا، الذي ضرب القطاع السياحي، كونه مصدرًا مهمًا لإيرادات الخزانة التركية، كما سجلت الليرة التركية في الأيام الأخيرة انخفاضًا جديدًا بأكثر من 1٪ مقابل الدولار الأمريكي، لتصل إلى أدنى مستوى لها في حوالي شهر واحد.
وتابعت الصحيفة البريطانية، لتحقيق أهدافها الخارجية، تحتاج تركيا إلى مساعدة مباشرة من حليفتها قطر، التي تضخ بانتظام الأموال في الاقتصاد التركي في شكل ودائع واستثمارات، لتصل إلى حوالي 15 مليار دولار بحلول عام 2018، وفقًا لبيانات الحكومة القطرية.
ومع ذلك، تدعي التقارير الإعلامية أن الرقم الذي قدمته الدوحة لا يشمل جميع الأموال القطرية المقدمة لأنقرة، مثل ملايين إضافية من التبرعات المباشرة من القادة القطريين ورجال الأعمال.
إن مناقشة "العلاقات الاستراتيجية" بين أنقرة والدوحة، وفقًا للدبلوماسي التركي السابق، هي مصطلح فضفاض تم تداوله دائمًا من قبل وكالات الأنباء الرسمية، وقال إن أنقرة لا تتناول سوى الصورة الكبيرة، مما يجعل القطريين يعتقدون أنهم يلعبون دورًا كبيرًا وأنهم شريك متساو في معالجة القضايا ذات الاهتمام الإقليمي، ويقول الدبلوماسي السابق إن دور قطر يقتصر حقًا على توفير التمويل - ثم تنتظر تركيا وجيشها للقيام بمهمتهما.
ونتيجة لذلك، اعتبر الشعب القطري دائمًا علاقة بلاده مع تركيا غير متساوية، مما يجعل حكومتهم عرضة بشكل متزايد للاستغلال والابتزاز، وقد تفاقمت هذه الحقيقة بسبب إجراءات العزلة المفروضة على قطر من قبل الرباعي منذ عام 2017 بسبب علاقات الدوحة مع المنظمات الإرهابية وسياسات تهدف إلى عدم الاستقرار الإقليمي.
وضاعف المنتقدون القطريون لسياسات الشيخ تميم ووالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تحذيراتهم بشأن الابتزاز التركي المزعوم، وكشفوا عن وثيقة مسربة تظهر وجود اتفاقات سرية بين أنقرة والدوحة تسمح لتركيا بالتدخل في قطر أراضي بدون أي ضمانات واضحة لإمارة الخليج.