«جانجاه» حسني: السندريلا أحبت منة شلبي وبراءتها كانت وسيلتها للفن
أختها الصغرى والتي تربت معها في بيت واحد، تأكل مما تأكل وتشرب مما تشرب، كانتا في كل شيء مع بعضهن، تقاومان تعب الأيام وقسوة الظروف، لكن سعاد أفلتت يدها، وارتحلت لتترك «جانجاه» وحيدة تعاني لوعة الفقد وألم التذكر.
«الدستور» التقت «جانجاه» الأخت غير الشقيقة لسعاد حسني، وكان لها هذا الحوار في ذكرى وفاتها اليوم:
- هل تتذكرين أول أجر حصلت عليه سعاد حسني؟
نعم، كان ذلك في فيلم «حسن ونعيمة» أمام محرم فؤاد، وكان هذا الأجر 300 جنيه ووقتها كانت تبلغ من العمر 14 عامًا، أما آخر عمل فلم تحصل فيه على أجر وكان ذلك بسبب أن العمل إخراج زوجها السابق علي بدرخان، لكن طلبت الحصول على نسخة لبيعها لكي تحصل على أرباحها، بعد توزيعها على عدد من الدول الخارجية لعرض الفيلم.
- من أقرب المطربين لقلبها؟
سعاد - رحمة الله عليها- كانت إذاعية أكثر منها تلفزيونية، فكانت عاشقة لأغاني الست أم كلثوم مثلًا، وكان لها أيضًا ميول تجاه بعض الأغاني الأجنبية التي كانت رائجة في ذلك الوقت.
- أي من الفنانين الشباب الذين أرادت العمل معهم؟
منذ نشأتها وسعاد تحب الوجوه الجديدة، وكانت ترى فيهن نفسها في طفولتها، حتى أن أواخر أيامها كانت تتابع كثيرا من الفنانين والفنانات، الأمر الذي جعلها تحب تمثيل منة شلبي مثلًا، وتراها موهوبة تمامًا.
- بخصوص منة شلبي.. هل كانت سعاد حسني ترى نفسها فيها كما قلت في صغرها وأنها تشبهها كثيرًا أم ماذا؟
من المواهب التي من الله على سعاد حسني بها، أنها كانت فنانة شاملة لها خصوصيتها، ولا يمكن أن تتأتي إلا لسعاد حسني لأنها وببساطة «السندريلا»، وفي الأخير هي كتلة معجونة بالموهبة، حتى إن صوتها لا يستطيع كثيرون تقليدها فيه «مفيش حد شبهها».
- تحدثت نجاة عن طفولتها من قبل عن معاناة لها في بيتها، هل عانت سعاد حسني أيضأ من هذا الأمر؟
هذا الكلام خاطئ تمامًا، وصدقيني ليس كل ما يذكر أو يكتب يمكن تصديقه، كل المعاناة التي عانتها السندريلا رحمة الله عليها هي انفصال والديها كما يحدث في أي عائلة مصرية، لكن الناس هي من ركزت على هذا بشكل فج لأنها فنانة وحياتها معرضة للقيل والقال، تمامًا كأي فنان يعمل في هذا المجال، والحقيقة أن طفولتها لم تمر بأي معاناة كما أقرأ أنا على بعض الصحف، حتى إنها عندما كبرت أيدت انفصال والديها.
- قلت إنها شاركت في فيلم حسن ونعيمة كدور بطولة مطلقة لأول مرة أمام محرم فؤاد، وهذه مغامرة كبيرة.. كيف ترين هذا؟
لا، الفكرة أن المنتج كانت شركة الموسيقار عبدالوهاب «صوت الفن» وكاتب السيناريو كان هو الكاتب الكبير متعدد الموهبة عبدالرحمن الخميسي، وكان هذا العمل إذاعي في البداية، وعندما قرر تحويله تلفزيونيا أراد استخدام فنانين لم يكن لديهم شهرة لذا وقع الاختيار على سعاد حسني والفنان محرم فؤاد لما لديهم من براءة وطفولة وتلقائية ومن الشعب، ولأنه كان يحتاج لوجوه جديدة وموهوبة حتى تصدق الناس القصة، وهو ما حدث بالفعل وأثبت رؤيته.
- قلت إن ملامحها كانت بريئة وتلقائية وفطرية، وهو ما أكده مشاركتها في فيلم صغيرة على الحب حين قامت بدور مزدوج مع الفنان رشدي أباظة.. هل كانت براءتها وصدقها الفني وسيلتها للشاشة؟
بالفعل، روح سعاد حسني كانت بريئة وحنونة وطبيعية، فالجميع يصفها بالروح الملائكية، وهذا ظهر على وجهها واحساسها فهذه البراءة ظلت حتى توفها الله، وكانت تشعر بالدور الذي تؤديه، لتصل الإحساس للناس بسهولة، وهذا ما ميزها عن فناني جيلها.
- ماذا عن سعاد حسني "ست البيت"؟
هي إنسانة بسيطة جدًا، "بيتوتية"، طباخة ماهرة، وكانت عاشقة لتجارب الأكلات الجديدة، والغريبة من خلال قراءتها لمجلات ومشاهدة برامج الطبخ، وتجريها علينا.
- ماذا عن دور سعاد حسني في الإغراء؟
عرض على سعاد حسني –رحمة الله عليها- العديد من أدوار الإغراء، إلا أنها كانت ترفض ذلك بشدة، ولم يكن أدوار الإغراء هدف لها نهائيًا، فكانت تسعى دائمًا للأدوار الاجتماعية ذات الأهداف والقصص والرسالة التي تفيد المشاهدين ومحبيها من حولها، لذلك كانت لا تحب أفلام الستينيات.
- ماذا عن علاقة سعاد حسني بالحيوانات الأليفة؟
كانت تخشى الكلاب والقطط كثيرًا، لكن كان لديها حنين دائم للحيوانات الأليفة، ففي إحدى المرات خرج عليها فأر في غرفتها بالمنزل، خشيت أن تؤذيه، ولم تسمح لأحد أن يؤذيه وتركته بالمنزل يأكل ويشرب، دون قتله، أو التعرض له.
- ما هي أقرب الجوائز الفنية التي حصلت عليها سعاد حسني لقلبها؟
حصلت على العديد من الجوائز من بينها، أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم غروب وشروق، حصلت على جائزة من وزارة الثقافة المصرية خمس مرات عن أفلام الزوجة الثانية، وغروب وشروق، وأين عقلي، والكرنك، وشفيقة ومتولي، جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري خمس مرات عن أدوارها في أفلام أين عقلي، والكرنك وشفيقة ومتولي وموعد على العشاء وحب في الزنزانة، جائزة من مهرجان الإسكندرية عن فيلم الراعي والنساء، أفضل ممثلة من جمعية فن السينما عن فيلم الراعي والنساء،أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التلفزيون عن دورها في مسلسل هو وهي، وشهادة تقدير من الرئيس الأسبق لمصر أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني.
- من القادر على تجسيد شخصية سعاد حسني في المجال الفني؟
موت سعاد حسني، مات معاه الفن برشاقته ورقته، ولا يوجد شخص قادر على تجسيد سعاد حسني في الساحة الفنية، لأن لكل منهم شخصيته المستقلة الخاصة به، لأن الناس لن تتقبل شخصا يحاول تعويض غياب آخر، وبالتالي فسعاد حسني فنانة لن يكررها الزمان، لأنها روح وليس حركات.
- ماذا عن حقيقة خلافك مع الزعيم عادل إمام بسبب قضية سعاد حسني؟
أنا رفعت قضية على المنتج والمخرج والمؤلف وليس الممثل المؤدي، المتمثل في شخص الزعيم عادل إمام، بسبب سرقتهم قصة سعاد حسني من الكتاب الذي أصدرته ليثبت براءتها من قضية الانتحار وتشويه سمعتها، دون الحفاظ على الملكية الفكرية دون الرجوع لأسرتها، ومؤلفة الكتاب، وسأتقاضى تعويضًا عن تعب 17 عاما بحثًا عن حقيقة وفاة شقيقتي.
- ماذا عن كلام الفنان سمير صبري بوجود جواب تحويل الأموال بحجرة سعاد حسني؟
كلام الفنان سمير صبري عن الجواب صح جدًا، "ومحدش يقدر ينكره"، والسبب وراء وجود هذا الجواب هو تحويلها أموال من البنك الأهلي فرع لندن، وسحبتها قبل دخولها المصحة وكانت للتخسيس وعلاج السمنة، سحبتها ليّا الفلوس لسداد أموال شقتها التي اشتريتها لها، وليس لشىء آخر، لأن المصحة التي التحقت بها كانت هدية من أحد المستثمرين.
- دخلت نجاة قبل سعاد في عالم الفن منذ أن كانت طفلة، أي أنها تنتمي لبيت فني، إذا لماذا تأخر عبد الرحمن الخميسي في اكتشافها؟
نجاة دخلت عالم التمثيل في أجزاء بسيطة وهي في سن صغيرة، ولكن الأساس لها هو الغناء وليس التمثيل، أي أنها دخلت بوابة الفن من عالم الأغنية وصوتها الرائق، واكتشاف سعاد حسني من قِبل عبدالرحمن الخميسي لم يتأخر، هو من رباها لأنه صديق والدنا وفي هذه المرحلة أعجب بها بعد أن التمس فيها موهبة قوية جدًا، حد أن الخميسي هو من رشحها لبطولة "حسن ونعيمة" أمام الوجه الجديد أيضًا في ذلك الوقت الفنان محرم فؤاد، ولكن لم يتأخر اكتشافها بالعكس كان في سن صغيرة.
- في الأخير.. هل هناك رسالة تود «جانجاه» أن توجهها لسعاد حسني؟
نعم.. أحب أن أقول لها إنتي وحشاني جدًا يا سعاد، أقول لها أنت الآن بالتأكيد في مكان أفضل، وعايشة جوايا كأنها غادرتني بالأمس وليس منذ 19 عاما، وأشعر أن الله راضٍ عنها بحب الأجيال الجديدة لها، وكل مدى يزيد حب الناس لها.