خبير أوبئة: سلالة كورونا التي انتشرت في بكين مصدرها أوروبا
قال الدكتور علي الوعري طبيب متخصص في الأوبئة والأمراض الصدرية بالصين، إن بكين لم تسجل أي حالة إصابة محلية بفيروس كورونا المستجد لمدة 56 يوما متتالية، ولكن قبل أيام معدودة تفاجئنا بإعلانها عن تسجيل حالات مصابة محليا وازدادت أعداد الإصابات بسرعة مريبة في اليوم التالي.
وأضاف الوعري، لـ"الدستور"، أنه بعد الدراسة والتحقق من الفيروس الذي انتشر في بكين مؤخرا تبين أن سلالته تتبع سلالة فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر حاليا في أوروبا وهو يختلف عن سلالة فيروس كورونا المستجد الذي كان ينتشر مسبقا في ووهان الصينية.
وعن علاقة سمك السلمون بالفيروس الذي انتشر في بكين، قال الوعري، إنه بعد التحقق من مصدر العدوى تبين أن مصدر الفيروس يتمركز في سوق الجملة للحوم والأسماك المستوردة الواقع في جنوب مدينة بكين، حيث عادة ما يتم توريد هذه اللحوم إلى الصين من أوروبا وأستراليا على وجه الخصوص، لافتا إلى أنه بعد الفحص الدقيق لمنتجات السوق تم رصد أعداد كبيرة من فيروس كورونا المستجد على طاولة أو خشبة تقطيع سمك السلمون المستورد من النرويج.
وذكر أن سمك السلمون والأسماك بشكل عام من الصعب أن تصاب بفيروس كورونا المستجد ولكن يمكن أن تكون ملوثة بالفيروس، وتصبح ناقلة له عن طريق أشخاص كانوا مصابين وعملوا على تجهيزها للتصدير وهذا هو الاحتمال الأول لطريقة انتقال الفيروس إلى السوق، والاحتمال الثاني لانتقال العدوى إلى السوق يمكن أن يكون عن طريق بعض الأشخاص الذين عادوا من أوروبا مؤخرا إلى الصين وكانوا حاملين لهذا الفيروس ولم يتم الكشف عنهم عند العودة بصورة دقيقة، وسمح لهم بالتنقل داخل بكين وكانوا على علاقة بهذا السوق.
وأشار الوعري، إلى تحرك الحكومة الصينية فور انتشار الفيروس في بكين، قائلا إنه بعد تسجيل الإصابات الجديدة منذ اليوم الأول، قامت الحكومة بإغلاق هذا السوق على الفور وعزل كل من كان يعمل فيه وتعقب جميع الأشخاص الذين كانوا فيه خلال الـ14 يوما الماضية أي ابتداء من الفترة بتاريخ 30 مايو الماضي حتى يوم إغلاقه، وجرى إغلاق أسواق أخرى لها علاقة بهذا السوق بعد ظهور إصابات فيها، وتم عزل المناطق السكنية التي يقطنها الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بهذا الفيروس، كما تقوم الحكومة بالفحص المخبري لكثير من المشتبه بإصابتهمن حيث وصلت عدد الفحوصات اليومية إلى 90 ألف فحص باليوم الواحد، ورفعت حكومة بكين درجة استجابة الطوارئ بدرجة واحدة لتصبح من الدرجة الثانية بدلا من الثالثة.
وأضاف: أنه تم إلغاء الكثير من الرحلات الجوية من وإلى بكين مع تشديد صارم لحركة المواطنين منها وإليها، أي إغلاق شبه كامل لمدينة بكين عن الخارج.
وأكد الوعري، أن الفيروس في بكين أشد عدوى، لافتا إلى أنه تبين من خلال المتابعة الميدانية بأن الفيروس المستورد الذي ظهر في بكين مؤخرا يتصف بأنه أشد في الانتشار.
وعن بوادر لقاحات صينية حاسمة ضد كورونا المستجد، قال الوعري، إنه التجارب ما زالت جارية على اللقاحات الصينية لفيروس كورونا المستجد، ومنها خمسة لقاحات قد انتهت من التجارب السريرية للمرحلة الثانية بنتائج مبشرة وستخضع بعد ذلك للمرحلة السريرية الثالثة بالتعاون مع كندا والبرازيل، ومن المتوقع أن تظهر النتائج النهائية في نهاية هذا العام أو مع بداية العام المقبل.