ملاحظات تحتاج إلى صحوة واجبة
لا شك أن القضية العالمية الكبرى وهى «جائحة كورونا» تحتاج إلى متابعة ضرورية من جميع الجهات، بداية من رأس الدولة على قمة الهرم حتى الطفل والشاب والشيخ فى كل نجع وقرية ومدينة، وحتى العاصمة من كل دولة، ومسئولية واجبة على رئيس كل دولة ومعاونيه، من وزير ومحافظ حتى العمدة وشيخ الحارة وكل رجل وامرأة حتى الأطفال فى العالم كله، من أكثر الدول تعدادًا حتى التجمعات السكانية التى لم تدخل فى عداد دول العالم.
فى متابعتى اليومية عن الأحوال العالمية، بداية من نقطة إقامتى بالولايات المتحدة حتى أصغر تجمع سكانى، يهمنى بكل يقين أن أتابع فى كل صباح ما يجرى فى وطنى، حيث ولدت ونشأت وعملت، وفى وطن الإقامة الحالية، حيث أعيش وأنعم بكل إمكانيات هذا البلد، من تعليم ما بعد الدراسات الجامعية بمصر وما بعدها فى الولايات المتحدة الأمريكية مرورًا بعشرات الدول، التى تمكنت من زيارتها، والتى شملت كل دول المنطقة العربية.
وما يلفت الانتباه هو أعداد الوفيات منسوبة للتعداد السكانى لكل دولة أو دويلة، لهذا أضع أمام القارئ بعض الوقفات حتى يدرك الجميع مسئولياته، ليس فقط رأس كل دولة، بل حتى رجل الشارع ومسئول النظافة فى أصغر الأحياء.
ولكى أختصر الرواية، أذكّر قارئى ببعض الملاحظات التى سجلها العالم بتاريخ «الثالث من يونيو الجارى ٢٠٢٠» راجيًا أن تكون هذه الملاحظات كافية لصحوة وهمة وعمل دءوب لوقف النزيف، أو قصف الأعمار من جهة، ومن جهة أخرى أن تراجع مراكز العلاج مسئولياتها بالنظر إلى أعداد الوفيات، وفق آخر التقارير، ومنها تقرير مصر الحبيبة، الذى ورد بتاريخ اليوم، ومن التقارير العالمية بعض منها:
أولًا: بلغ تعداد الإصابات العالمية قرابة السبعة ملايين، تحديدًا ستة ملايين وسبعمائة ألف مصاب.
ثانيًا: بلغ عدد الوفيات ثلاثمائة وتسعة وثمانين ألف نسمة عالميًا.
ثالثًا: بلغت نسبة الوفيات بالولايات المتحدة مائة وعشرة آلاف من جملة عدد السكان البالغ ثلاثمائة وأربعين مليون نسمة.
أما عدد من تم علاجهم ونالوا الشفاء عالميًا ثلاثة ملايين ومائتا ألف نسمة.
أما عن مصر الحبيبة، فقد بلغ عدد الإصابات ثمانية وعشرين ألفًا وستمائة وخمسة عشر مصابًا.
وبلغ عدد الوفيات ألفًا وثمانية وثمانين شخصًا.
وبمقارنة سريعة مع الأعداد المصابة والوفيات فى الدول المحيطة، فقد كانت على النحو التالى: إسرائيل ومعها بالطبع فلسطين، حيث لم تذكر فلسطين منعزلة، فبلغ عدد الإصابات سبعة عشر ألفًا وخمسمائة مصاب، أما عدد المتوفين، من الجانبين، فهو مائتان وواحد وتسعون متوفى.
وجاءت البحرين بعدد إصابات أربعة عشر ألف إصابة، أما الوفيات فانحصر العدد فى اثنتين وعشرين حالة فقط، أى أقل من اثنين من الألف متوفى.
أما عدد وفيات المملكة العربية السعودية فستمائة وواحد وثلاثون نسمة.
ثم عدد الإصابات القطرية فبلغ ثلاثة وستين ألفًا وسبعمائة وواحدًا وأربعين، وبلغ عدد الوفيات خمسة وأربعين.
وعن الكويت فبلغ عدد المصابين ثلاثين ألف نسمة، وبلغ عدد الوفيات مائتين وستًا وثلاثين نسمة.
وعمان أصيب أربعة عشر ألفًا، والوفيات سبع وستون نسمة.
والعراق بلغ عدد المصابين حتى اليوم تسعة آلاف، وبلغ عدد المتوفين مائتين وثمانين ألفًا.
وعن السودان فبلغ عدد المصابين خمسة آلاف وخمسمائة والوفيات ثلاثمائة وأربع عشرة نسمة.
أما عن مصرنا الحبيبة فقد ورد بالتقرير أن عدد المصابين بلغ ثمانية وعشرين ألفًا وعدد المتوفين بلغ ألفًا وثمانية وثمانين متوفى ومتوفاة.
ومن هذه الملاحظات ومن التقارير التى تصدر عن كل دولة بافتراض دقتها وصحتها وحرص كل دولة على شعبها، فقد جاء ترتيب مصر نسبة إلى تعداد شعبها ودقة معلوماتها فإنها تكون من أكثر الدول التى ارتفع فيها عدد المتوفين، مما يجعلنا نضع أمام العدد أكثر من علامة استفهام.
صحيح أن التقرير لم يحتو على أعمار المصابين والمتوفين، لكنه مع مساواة القاعدة ندرك فداحة الرقم الذى أشار إلى من رحلوا عنا، كما نتابع أن المستشفيات لم تعد كافية لقبول أعداد المصابين من جهة، ومن جهة أخرى لا يراعى الكثيرون من أبناء شعب مصر الكريم الحرص على اتباع التعليمات الصحية الواقية، والعمل بالقرارات التى تصدرها الدولة، وكلها فى صالح الشعب بكل فئاته من طفل رضيع إلى شيخ مسن.
والواجب كل الواجب يقع أولًا على شباب مصر الأبى، الذى سقط منه المئات من قتلى كورونا والآلاف من أحبائنا يرقدون فى المشافى، وقد ضاقت المستشفيات رغم سعتها بمن نقلوا إليها.
فهل من مزيد من كل جهة فى مصر، دينية أو ثقافية أو رياضية، من كل مسجد وكنيسة ونادٍ أن تضيف جهودها إلى جهد الدولة للحد من الإصابات، وبالتالى من أعداد القتلى، متمسكة بالقيم وبصلوات كل المؤمنين حتى تنقشع الغمة وتستقيم أحوال الأمة وتنتهى الأهوال، متمسكين بإيماننا متوقعين خلاص الله ورحمته وببصيرة كل مسئول فى كل ركن من أركان مصرنا الغالية.. والله يحمى ويعين وعلى الجميع السهر والعمل حتى النهاية.