رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العفو الدولية»: على «فيفا» أخذ حقوق العمال في قطر على محمل الجد

العمال في قطر
العمال في قطر

كشفت منظمة العفو الدولية في بيان لها اليوم الخميس عن معاناة العمال الأجانب العاملين في مشروع بناء ملعب كأس العالم لكرة القدم في قطر، وتحديدا العاملين مع شركة قطر للحديد المجلفنQatar Meta Coats (QMC)، وهي شركة تصميم وإنشاءات متعاقدة فرعيًا للقيام بأعمال الواجهة في " استاد البيت" الذي تبلغ تكلفته 770 مليون يورو، أن حوالي 100 عامل من الشركة لم يتلقوا رواتبهم منذ سبعة أشهر.

وكان ستيف كوكبيرن، رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية قد قال: "أخبرنا العمال الأجانب عن المصاعب التي كابدوها بعد أن عملوا بدون أجر في "استاد البيت" لعدة أشهرن فإنهم يشعرون بالقلق بشأن عائلاتهم، الذين يعتمدون على الأموال التي يرسلونها إلى بلادهم من قطر لدفع الرسوم المدرسية والفواتير الطبية.

"فهذه القضية هي أحدث مثال يدل على مدى سهولة استغلال العمال في قطر، حتى عندما يقومون ببناء إحدى دُرر كأس العالم. فمنذ سنوات ونحن نحث قطر على إصلاح النظام، ولكن من الواضح أن التغيير لم يأت بالسرعة الكافية.

وفي تقرير موجز جديد، توثق منظمة العفو الدولية أيضًا كيفية تقاعس شركة قطر للحديد المجلفن عن تجديد بطاقات إقامة الموظفين، مما يعرضهم لخطر الاحتجاز والترحيل.

فيما أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين في شركة قطر للحديد المجلفن، وقال العمال للمنظمة: إن تأخير دفع الرواتب قد أثر على جميع الموظفين العاملين في مشروع استاد البيت"، ويقدرون هذا بحوالي 100 عامل أجنبي من غانا وكينيا ونيبال والفلبين.

وقد بدأ التأخير في أوائل عام 2019، وازداد الموقف تدهورًا حتى عام 2020. ولم يتلق العديد من الموظفين أي راتب على الإطلاق مقابل عملهم بين سبتمبر 2019 ونهاية مارس 2020؛ وقد طمأنت شركة قطر للحديد المجلفن مرارًا وتكرارًا العمال بأن أموالهم قادمة، ولكن لم تفِ بوعودها إطلاقًا.

وفي يناير 2020، بعد أن سئم العمال من وعود الشركة المتكررة، قدم بعضهم شكاوى إلى محاكم العمل في قطر، وخلال جلسات الوساطة، وافق ممثلو شركة قطر للحديد المجلفن على تسوية بعض المطالبات، ولكن لم تقم الشركة بتنفيذها وأخبرت الشركة موظفين آخرين أنهم لن يتلقوا رواتبهم إلا إذا وافقوا على إنهاء عقودهم مبكرًا، والعودة إلى أوطانهم.

وقال أحد العمال في الشركة للعفو الدولية" كيران": "إن الشركة تتمتع بقدر كبير من الأفضلية مقارنة بالعمال، ما يجعلك تندم للجوء إلى المحكمة فأيًا ما تقرره الشركة تفضله قطر فالعمال يعانون لأن الشركات هي التي تحكم ".

وكشفت العفو الدولية انه بحلول نهاية فبراير2020، قامت شركة قطر للحديد المجلفن بسحب جميع الموظفين المتبقين من الاستاد، وطلبت منهم العمل في مصنعها الذي يقوم بتصنيع المواد، واستمروا في العمل هناك بدون أجر حتى 22 مارس عندما أُغلق المصنع بسبب الوباء.

وقالت العفو الدولية وفقا للعمال الذين تحدثت معهم إنهم دفعوا مبالغ تتراوح من 900 دولار إلى 2000 دولار أمريكي لوكلاء التوظيف في بلدانهم الأصلية واضطر الكثيرون إلى الحصول على قروض لتغطية هذه الرسوم.

وخاطبت العفو الدولية الفيفا بضرورة أن تأخذ مشاكل العمال في قطر على محمل الجد، وقالت العفو الدولية، إن عدم علم الاتحاد الدولي لكرة القدم بمحنة العمال في أحد ملاعب كأس العالم، منذ فترة طويلة، يظهر أنه لا يزال يتقاعس عن التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة ببطولة كأس العالم قطر 2022 بجدية كافية.

واختتم ستيف كوكبيرن قائلًا: "إذا كانت الفيفا قد قامت خلال السنوات العشر الماضية بمحاسبة شركائها في كأس العالم، واستخدمت نفوذها لدفع قطر لإصلاح أنظمتها بالكامل، فما كنا لنسمع نفس حكايات معاناة العمال قبل عامين ونصف فقط من انطلاق البطولة".