«إيد لوحدها ما تصقفش».. جمعيات خيرية أسهمت في إنقاذ حياة مصابى «كورونا»
وظفت العديد من الجهات إلى جانب الدولة والعاملين بالقطاع الطبي خدماتها لمحاربة فيروس كورونا المستجد، خاصة مع ارتفاع أعداد المصابين للآلاف، وكان لمؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، النصيب الأكبر في المساعدة لمكافحة تداعيات جائحة "كوفيد-19".
تمثلت جهود المجتمع المدني في البداية في أنشطة تعود لها بعائد ربحي مثل تصنيع المزيد من الملابس الوقائية، ومنتجات التعقيم، وأجهزة التنفس الصناعي، حتى يكفل استمرار نشاطها الذى لم يتوقف إلى هذا الحد بل وصل لنجدة العديد من الحالات والاستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف خيري دون تلقي أي رسوم من المصابين أو ذويهم.
كانت مؤسسة مرسال-تقدم في الأساس خدمات صحية لغير القادرين- أبرز منظمات المجتمع المدني التي سخرت جهدها بالكامل للمساعدة في علاج مرضى كورونا، بتوفير أسرة رعاية مركزة لمرضى الحالات الحرجة.
وفرت مؤسسة مرسال إلى الآن أكثر من ١٠٠ سرير رعاية مركزة لمرضى الكورونا، بالتنسيق مع "غرفة 105" للتأكد أولًا من عدم وجود مكان حكومي متاح للمريض، وعلى الفور تقوم رحلة البحث لإيجاد مكان في أحد المستشفيات الخاصة ودفع تكلفتها، على حسب ما ذكرته هبة راشد مؤسس مؤسسة مرسال.
أوضحت راشد بدورها أن البداية كانت عندما تم إنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم المؤسسة تسمى فريق مرسال لدعم مرضى الكورونا تسمح لمرضى كورونا في العزل المنزلي وذويهم بطرح الاستفسارات الخاصة بهم، ويجيب على أسئلتهم أطباء متخصصون، ومع ازدياد عدد الاستفسارات بناءً على زيادة تفشي العدوى زاد عدد المتخصصين المتطوعين للإجابة على مزيد من الاستفسارات بشكل أسرع، لافتة إلى أنه وصل عدد أعضاء هذه المجموعة حتى الآن إلى 162.5 ألف شخص، وحاليًا تسخر كل جهدها لجمع أكبر قدر من التبرعات لشراء 10 أجهزة تنفس صناعي للمستشفيات الجامعية، وهو عدد ليس بقليل مقارنةً بتكلفة الجهاز الواحد، والتي تبلغ 267 ألف جنيه.
فيما بدأت جمعيات أخرى بأوجه مختلفة للإغاثة، من بينها مؤسسة صناع الخير للتنمية التي بادرت بتقديم 6 ملايين جنيه لـ6 آلاف عامل خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين، بحسب المدير التنفيذي للمؤسسة، الذي أكد أنه تتم دراسة تقديم مزيد من الدعم لهذه الفئة الفترة المقبلة، وفقًا لحجم التبرعات القادمة للمؤسسة، مشيرا إلى أنها ستكون موزعة بشكل أكبر للأسر التي أصيب معيلها أو من عزلت منطقته وتعذر التزامه بالعمل.
أما جمعية الأورمان فكانت من أوائل المنظمات التى تحركت في جمع تبرعات من المشاهير ورجال الأعمال من المبادرة التي عرفت بـ«تحدي الخير» لمنح الأسر الأكثر فقرًا مساعدات عينية تعينهم على الالتزام بفترات حظر التجوال، فيذكر رئيس جمعية الأورمان، اللواء ممدوح شعبان أن حجم التبرعات التي قدمت للجمعية منذ أزمة كورونا خلال شهرين ونصف بلغ 173 مليون جنيه بزيادة 30% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف أن من بين أبرز المتبرعين البنوك والشركات التجارية ورجال الأعمال، مشيرًا إلى استمرار الجمعية في دعم الأسر المتضررة خلال الفترة المقبلة، حيث تستهدف الجمعية دعم 15 ألف أسرة شهريًا بالمواد الغذائية وتستمر في جهدها بجانب التضامن الاجتماعي لحل الأزمة.