رحلة النجاة.. «الدستور» تتتبع خطوات «الصحة» في علاج كورونا ببلازما المتعافين
فرحة عارمة يعيشها أكثر من 31 ألف مصري مصابين بفيروس كورونا، بعد إعلان وزارة الصحة نجاح تجربة حقن الحالات الحرجة ببلازما المتعافيين، بعد تجارب بدأت أبريل الماضي، دعت بعدها الوزارة واللجنة العلمية المعنية بأزمة الفيروس، المتعافين بالتوجه إلى مراكز الصحة المعنية للتبرع، كواجب وطني، يستدعي دعم ومساندة من لحق بهم الوباء الذي يهدد حياة أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم.
كيف بدأت مصر في استخدام البلازما لعلاج المصابين؟، وعن آليات وشروط التي يمكن استخدامها، والتجارب التي أجرتها على المصابين حتى نجحت فيها، هو ما ترصده "الدستور" في السطور التالية، عبر عرض القصة الكاملة لاستخدام البلازما في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد.
التجارب السريرية الأولى
لجأت وزارة الصحة لحقن الحالات الحرجة من مصابي فيروس كورونا بالبلازما في إطار سعيها لإيجاد خطوط علاجية، وتسابق دول العالم في إيجاد علاج للمرضى المصابين بالفيروس، واستندت في هذه الخطوة إلى إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، حول إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمتعافين في علاج الحالات الحرجة، لاحتوائها على الأجسام المضادة للفيروس، ما يزيد احتمال تحسن تلك الحالات.
بلازما المتعافين هو الدم الذي يتم سحبه من متعاف من فيروس كورونا المستجد، بعدما خضع لفترة الحجر الصحي والعلاج، وتحولت نتائجه من إيجابية لسلبية، ويتم سحب دم منه وإجراء بعض التحاليل والمعالجات للدم المسحوب حسب بروتكول وضعته اللجنة العلمية بوزارة الصحة، حيث يتم فصل الكوليسترول والبلازما - خلايا أجسام مضادة- عن خلايا الدم، ثم تعيد الدم إلى المتبرع دون بلازما مرة أخرى.
وبدأت مصر نهاية أبريل الماضي استخلاص بلازما من 6 مرضى متعافين من الإصابة بالمرض، ثبت صلاحية استخدام البلازما الخاصة بـ3 متعافين منهم، وتم حقن أول مريض مصاب بالفيروس وبعد مرور 48 ساعة على الحقن، بدأت حالته في الاستجابة.
بحسب المعايير العالمية يتم حقن مريض كورونا بوحدتين من البلازما مرة واحدة فقط، وبعدها يتعافى بعد إجراء كافة تحاليل التوافق اللازمة، وكل متبرع يتم سحب البلازما منه وفصلها إلى 4 وحدات تكفي لمريضين.
واعتمدت اللجنة العلمية ولجنة القيم بوزارة الصحة التحاليل التي يتم إجرائها للتاكد من فعالية البلازما وسلامتها، ووجود الأجسام المضادة للفيروس من داخل البلازما، ومدى صلاحيتها لعلاج المصابين بالفيروس.
نجاح أول حالة حقن ببلازما المتعافين
في الأول من مايو الماضي، أعلنت وزارة الصحة نجاح حقن أول مريض بفيروس كورونا ببلازما أحد المتعافين من الفيروس، مشيرة إلى أن النتائج كانت إيجابية بعد 48 ساعة، وحقن الأطباء أحد الحالات الحرجة بالبلازما، وبعدها بدأت مؤشراته في التعافي، وقل احتياجه لأجهزة التنفس الصناعي.
ولجأ الأطباء في الكثير من دول العالم إلى بحث إمكانية حقن بلازما الدم لأشخاص متعافين من فيروس كورونا المستجد لإنقاذ المصابين به في بداية أبريل الماضي، وقرر الباحثون إلى اعتماد هذه الطريقة بعد ثبوت نجاحها لأوبئة سابقة منها انفلونزا الطيور وسارس.
وتعتبر البلازما من عناصر الدم الرئيسية، وبحسب "الديلي ميل"، فهي سائل له لون مشابه للون "القش"، والذي أطلق عليه العلماء "الذهب السائل"، يمثل حوالي 55% من حجم الدم ويحمل ثلاثة مكونات رئيسية، وهي؛ خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية (خلايا صغيرة تساعد على تكوين جلطات لوقف النزيف).
وفي منتصف مايو بدأت وزارة الصحة في التوسع في حقن المصابين بالبلازما، بعد أن قامت بتجميع أكبر عدد من وحدات البلازما من المتبرعين، لعلاج عدد أكبر من المصابين.
وبنهاية مايو الماضي، بدأت وزارة الصحة في مناشدة المتعافين للتبرع بالبلازما للمساهمة في علاج الحالات الحرجة من المصابين بفيروس كورونا.
ووضعت وزارة الصحة مجموعة من الشروط الواجب توافرها في المتبرع بالبلازما، وهي أن يكون مر على شفاءه من فيروس كورونا من أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تكون نتيجة التحليل سلبية من وجود الفيروس، وأن يكون المتبرع خالٍ من الأمراض التي تمنع التبرع سواء أمراض فيروسات "سي وبي" والإيدز، كما يتم استبعاد السيدات الحوامل من التبرع.