خير الناس.. سكندريون يقضون حوائج المعزولين منزليًا بسبب كورونا
مع زيادة أعداد الإصابة بفيروس كورونا، وتعرض العديد من المواطنين والأسر للتنمر خاصًا مع تطبيق العزل المنزلي وتواجد المصابين خارج مستشفيات العزل، بادر عدد من أهالي الإسكندرية بمساعدة تلك الأسر بتقديم المساعدة لهم وشراء احتياجاتهم وإيصالها لهم دون أي مقابل ولكن بهدف رفع العبء عن تلك الأسر وإيصال رسالة بعدم نبذ مصابي كورونا وتطبيق حديث الرسول الكريم «خير الناس أنفعهم للناس».
«الدستور» تواصلت مع بعض من قدموا المساعدة لتلك الأسر للتعرف عن أهداف المبادرة.
• «أحمد» التنمر على إحدى الأسر جعلته يبدأ المساعدة
قال أحمد سعيد، 31 عامًا، من منطقة العجمي غرب الإسكندرية، إنه أراد أن يكون له دور إيجابي في مساعدة مرضى كورونا، بعد تعرض العديد من الأهالي للتنمر، حيث إن هناك أسرا تعرضت للنبذ من جيرانها بسبب إصابتهم بفيروس كورونا في حين أنهم من أشد المحتاجين للمساعدة.
وأضاف لـ«الدستور» أنه تعرض لموقف محزن عندما رأى أسرة تعرضت للطرد من العقار الذي تقيم فيه بسبب أن الجيران لم يتقبلوا وجود مريض كورونا بينهم، وهو ما جعله يبدأ التفكير في المساعدة ومع تنفيذ العزل المنزلي للمصابين كان لابد من وجود متطوعين لمساعدة هؤلاء الأهالي، ولذلك بدأ بنفسه وخصص وقتا من يومه لمساعدة المصابين بشراء احتياجاتهم.
وأوضح أنه يعمل بإحدى الشركات في ميناء الإسكندرية، وينتهي من عمله في الثانية ظهرًا بجانب أيام إجازاته، ليستغل باقي الوقت من اليوم في مساعدة المخالطين والمعزولين منزليًا، مشيرًا إلى أنه بعد كتابة منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تلقى في أول يوم 13 اتصالا من أسر معزولة منزليًا لقضاء احتياجاتهم من الخارج.
وتابع أنه يتلقى الاتصالات من الأهالي يخبرونه باحتياجاتهم ويبلغهم بأسعار تلك الطلبات، مستطردا: «لو كان الشخص ليس في مقدرته دفع مبلغ الاحتياجات، قررت أن أتبرع يوميًا بـ100 جنيه لمن لا يستطيع الدفع» لافتًا إلى أن والدته شجعته كثيرًا على البدء في تلك المبادرة.
وأشار إلى أنه يستطيع قضاء الطلبات من منطقة البيطاش حتى الهانوفيل بالعجمي، موضحًا أنه عندما يتلقى اتصالا من أحد الأهالي المعزولين منزليًا، يرتدي قفازا جديدا والكمامة ويتوجه لشراء الطلبات ثم يتواصل مع الحالة لإرسال الاحتياجات عن طريق المصعد أو عن طريق تنزيل السلة المخصصة للخضروات من شرفة المنزل، ويتخلص من القفاز والكمامة بعد ذلك مباشرةً.
وأكد أنه مع بدء تلقي الاتصالات، طالبه العديد من الشباب المشاركة في تلك المبادرة وشجعتهم على البدء كل منهم في منطقته، حيث إنه تلقى العديد من الاتصالات من أماكن بعيدة متمنيًا أن تعمم الفكرة بميع أنحاء الإسكندرية.
• «عادل» إصابة زميله بكورونا كانت البداية
إصابة زميله في العمل كانت بداية لتغير أشياء كثيرة في حياة عادل عباس، 43 عامًا موظف من الإسكندرية، حيث إنه بات من المخالطين لحالة إيجابية مؤكدة، وبعد مرور عدة أيام بدأت تظهر أعراض على جميع أفراد عائلته فأصبح هو وزوجته وأطفاله في اشتباه إصابة بفيروس كورونا، حيث تغلب على تلك الأعراض بالعزل المنزلي ومتابعة العلاج لكل فرد في عائلته حتى تماثلوا جميعًا للشفاء.
وقال «عادل» لـ«الدستور» إنه منذ بداية أزمة فيروس كورونا وهو حريص على الالتزام بالإجراءات الوقائية ومع ذلك أصيب بالفيروس، ولكن مع الالتزام بالعزل المنزلي السليم استطاع أن يعبر تلك الأزمة هو وأسرته، مشيرًا إلى أنه أراد أن يمد يد المساعدة لمصابي كورونا أو المخالطين لهم والمعزولين منزليًا حتى يتم تعافيهم، فهناك أسر كاملة في العزل المنزلي، ولا يوجد من يساعدهم في شراء احتياجاتهم من الخارج.
وأوضح أنه بالمتابعة الجيدة والعزل المنزلي بجانب العلاج استطاع التغلب على الفيروس الذي تأكد أنه أصيب به بنسبة 99٪ بسبب التعرض لجميع الأعراض هو وعائلته في نفس الفترة، مشيرا إلى أنه على يقين أن الفيروس سوف يصيب عددا كبيرا والعلاج منه يعتمد على المناعة، وهو ما عمل عليه طوال فترة عزله، ولم يتوجه إلى المستشفى مع المتابعة مع طبيب حتى تماثل للشفاء هو وأسرته منزليًا، وهو ما يجب على المخالطين تنفيذه في تلك الفترة.
وأوضح أنه قام بنشر مبادرته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقام بإرفاق رقم هاتفه، وتحديد الموعد المناسب له وهو من الخامسة مساءً حتى منتصف الليل من منطقة القباري وحتى الورديان غرب الإسكندرية، حتى يستطيع التنقل في موعد الحظر بدون وسيلة مواصلات، مؤكدًا أن سيكون متاحا لمساعدة الأهالي من مصابي كورونا بداية من 6 يونيو لأنه في ذلك الموعد يكون قد انتهى من مدة إضافية أخرى بعد العزل المنزلي، للاطمئنان بشكل أكبر على تعافيه.
وأكد على أنه بداية من ذلك الموعد، سوف يكون متاحا لأي فرد يريد قضاء أي شي سواء شراء طعام أو علاج أو إيصال أي طلبات، قائلًا: «بدل ما نحذر الناس منهم ونزود كربهم، ياريت نساعدهم، رسولنا الكريم قال خير الناس انفعهم للناس»، مشيرًا إلى أنه حدد الموعد إلى نهاية الشهر وسوف يجدد المنشور في بداية كل شهر حسب ما يستجد عليه.
• «أحمد» يسخر سيارته لمساعدة المعزولين
يقول أحمد حمدي، صاحب سيارة أجرة، أن إقباله على مبادرة مساعدة مصابي فيروس كورونا كان بدايته استقلال سيدة مصابة معه دون أن يعلم، وقبل خروجها من السيارة أخبرته أنها تلقت تحليلها الإيجابي وأنها مصابة كورونا وطالبت منه تعقيم السيارة، وكانت حزينة للغاية، فلم يجد سوى أن يعرض عليها المساعده وترك لها هاتفه إن احتاجت للمساعدة.
وأضاف لـ«الدستور»: لم أخش الإصابة بل قمت بتعقيم السيارة حفاظًا على الغير، وبعد يومين توجهت لعمل تحليل والذي جاء سلبيا، للحفاظ على المواطنين وأسرتي، وبدأت في تنفيذ المبادرة والتي قمت بنشرها على موقع التواصل الاجتماعي، لتكون تجارة مع الله، وبالفعل قامت السيدة بمهاتفتي لشراء بعض الاحتياجات ولم أقبل مقابل الطلبات، حيث إنها سيدة مسنة وليس لديها أحد لمساعدتها وهو ما أسعدني أن أكون سببًا في تقديم العون لمريض خاصًا في ظل تفشي ذلك الوباء.
وأشار أنه بجانب مساعدة مصابي كورونا، سوف يبدأ مبادرة جديدة وهي توجيه سيارته لنقل مصابي مرضى السرطان وذلك لكي لا يتعرضوا للتنقل في المواصلات بسبب ضعف المناعة ويجب الحفاظ عليهم في تلك الفترة.