بطريرك القسطنطينية يشرح للكنائس الأرثوذكسية طريقة تناول القربان المقدس
أرسل صاحب الغبطة البطريرك المسكوني بارثولوميوس رسالة، إلى جميع إخوته أصحاب الغبطة رؤساء الكنائس الأرثوذكسية المحلية.
وذلك بناء على رغبة الكنيسة الأم في القسطنطينية في التنسيق، قدر الإمكان، للتوحُد بين الكنائس الأرثوذكسية المحلية حول مسألة بالغة الأهمية وهي الإفخارستيا الإلهية وطريقة توزيعها على المؤمنون.
الرساله هي التالية:
صاحب الغبطة، المسيح قام؛
لقد عانينا بشكل مؤلم من الظروف التي نشأت في حياة الكنيسة بسبب الوباء الخطير للفيروس التاجي الجديد. ومن كل مكان تلقينا بيانات محلية جديدة وتطورات مختلفة، في رسائل أو في شكل أسئلة وقلق. ونحن مدفوعون بروح التضامن والتعاون، من أجل حماية صحة المؤمنين والصالح العام، قبلنا الاحتفال بالخدمات الليتورجية لفترة معينة دون حضور المؤمنين في الكنائس. ولكن مع الاهتمام الأساسي بالحفاظ على إيمان آبائنا، الذي ينير الكون دائمًا.
منذ ذلك الحين، مع ذلك، بعد الاهتمام الجدير بالسلطات والوقاية التي لا تقدر بثمن للقادة خلال خلال جائحة COVID-19، سمعت بعض وجهات النظر غير السليمة حول كيفية التعامل مع الأسرار الطاهرة، من المستحيل بالنسبة لنا أن نبقى صامتين وغير حاضرين في مثل هذا الوضع الغامض، وغير فاعلين في مواجهة التطور الحاصل والقوانين الحكومية ذات الصلة والمحظورات.
لقد أطعنا مناشدات السلطات الصحية والسياسية، وكما هو طبيعي، نطيع، إلى حدّ، بما لا يمس جوهر ومركز إيماننا. إن تنازل الكنيسة هو تجاه الصليب؛ لكن مع ذلك ترفض (الكنيسة) التنازل عنه (الصليب) بإطاعة قضاة هذا العالم وسلطاته عندما يتم التشكيك في سر أسرار حياتها، ألا وهو الإفخارستيا الإلهية.
في حياة الكنيسة، من المعروف للجميع أن موضح المعاني الإنجيلية والحث الرسولي والمفاهيم، ولكن مع ذلك أيضًا روح ونص الشرائع الإلهية والقدسية، هو التقليد المقدس، المحبوك بشكل لا ينفصم عن الممارسة الكنسية اليومية والخبرات المتشاركة. باستخدام هذه الممارسة المكرسة للكنيسة، نرى ونكتشف في الحقيقة أنها تعيش في العالم من قَبل الإفخارستيا الإلهية وفي الإفخارستيا الإلهية، أو بطريقة أخرى، أن الإفخارستيا الإلهية هي الوحي وخبرة السر الإلهي-الإنساني للكنيسة. الرب نفسه، الذي "يسكن معنا بشكل غير مرئي"، والذي "يقدم ويعرض ويوزع"، يعطينا في الإفخارستيا جسده الطاهر ودمه الكريم، مما يجعلنا "ملء ملكوت السموات".
بهذه الروح وبهذا الشعور نتواصل معكم صاحب الغبطة، الذي نحبه كثيرًا، ونعلن بكل ضمير أننا لا ننوي نبذ ما ترك لنا جميعنا من أبائنا القديسين. في ضوء الظروف التي نشأت، نود أن نستمع إلى رأيكم الأخوي وأفكاركم حتى نتمكن متشاركين من السير على النهج الرعوي لنتخطى الجدل حول الطريقة (الإسلوب) المقررة لتقديم المناولة الإلهية.
بعد ما قيل، صاحب الغبطة المحبوب نحن نعانقكم بالحب في المسيح وبقبلة مقدسة، فضيلتكم الأخ العزيز وشريكنا ومُشاركنا في الكأس الواحد المشترك الذي به لن نشعر بالعطش أبدًا مدى العصور. آمين".