«آيا صوفيا».. تحفة تاريخية استغلها أردوغان لإثارة المشاعر الدينية
استنكرت اليونان استغلال رجب طيب أردوغان متحف "آيا صوفيا" التاريخي وتوظيفه سياسيًا لصالحه، وذلك عبر تلاوة القرآن فيه احتفالًا بذكري دخول العثمانيين مدينة إسطنبول، فيما قالت وزارة الخارجية التركية، إن تلاوة القرآن في متحف آيا صوفيا لا تتعارض مع مكانة المتحف الأثرية في العالم، ولا مع اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي داعيًا اليونان للتخلص مما أسماها عقدها التاريخية.
وتعتبر "آيا صوفيا" من أهم الأماكن الأثرية المثيرة للجدل وذات التاريخ العريق، فهي مبنى تاريخي مشهور في الضفة الأوروبية من مدينة إسطنبول، وكانت في البدء كاتدرائية أرثوذكسية حيث بناها على شكلها الحالي الإمبراطور جوستنيان عام 532م، واستغرق بنائها خمس سنوات، لكن سبق أن بنيت مرتين على يد سابقيه إلا أنها تهدمت بفعل زلازل بجانب تعرضها لعمليات تدمير خلال حركات تمرد سابقة.
وظلت آيا صوفيا كنيسة على الطراز الذي أنشأه جوستنيان لمدة 916 عامًا، حتى حولها السلطان العثماني محمد الفاتح، عام 1453 م إلى مسجد حينما دخل إسطنبول وظلت مسجدا لمدة 481 عام حتى تحولت عام 1935 إلى متحف على يد مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وتعد "آيا صوفيا" من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية، فبعد سيطرة العثمانيون عليها تم إضافة زخارف عثمانية وبناء أربع مآذن لها وتحويلها لمسجد، وقد كان مبنى كنيسة آيا صوفيا يحتوى على قبة ضخمة بلغ ارتفاعها 55 مترًا بقطر 30 متر، وكانت من أضخم القباب في ذلك الوقت حينما تم بنائها وما زالت قائمة حتى اليوم ولم تنهار بفعل عوامل الطبيعة.
ومنذ مجىء أردوغان وهو يوظف قضية "آيا صوفيا" سياسيًا ويثير المشاعر الدينية متعهدًا بإعادتها لوضعها القديم وقت دخول العثمانيون إسطنبول، ففي مايو 2014م نظمت جمعية تسمى "شباب الأناضول" فعالية لإقامة الصلاة بها داعية إلى إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد إلا أن حكومة أردوغان تراوغ وتؤكد أنه لا نيه لتغيير الوضع الحالي لآيا صوفيا وذلك خوفًا من الاتفاقيات التاريخية والوضع الثقافي والديني للمبنى الأثري.