كيف نعبر بأقل الخسائر؟.. أطباء يكتبون لـ«الدستور» روشتة مواجهة «ذروة كورونا»
يوما بعد آخر، يقترب خطر «كورونا» أكثر فأكثر، بعدما ازداد عدد المصابين به وتخطى الألف حالة يوميًا، ولم تعد دائرة الخطر بعيدة عن أى منا، لذا لم يعد الالتزام بإجراءات الوقاية «رفاهية»، ولم يعد أحد قادرًا على التشكيك فى خطورة الموقف.
«الدستور» تواصلت مع أطباء من مختلف التخصصات، يقدمون خلال السطور التالية نصائحهم حول كيفية التعايش فى تلك الفترة وتجاوزها بأقل خسائر ممكنة، خاصة مع حالة الهلع التى انتابت الجميع، مع التزايد المطرد فى حالات الإصابة بالفيروس.
عميد «معهد القلب»: بقاء أصحاب الأمراض المزمنة فى المنازل.. وتوفير أدويتهم
شدد الدكتور محمد أسامة، عميد المعهد القومى لأمراض القلب، على أن التعامل مع فترة ذروة انتشار الفيروس، وتضاعف أعداد الإصابات اليومية، يتطلب المزيد من الحذر واليقظة حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، وتنتشر الإصابة بين الملايين، وذلك بتنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لتجنب حدوث ذلك. وكشف «أسامة» عن أن أكثر الفئات التى يجب عليها الانتباه أثناء التعامل مع جائحة «كورونا» هى أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكر وضغط الدم والقلب، لأن هذه الأمراض تؤثر على مناعتهم، ناصحًا إياهم بتناول «فيتامين د» و«الزنك» لزيادة المناعة، وتجنب أخذ أى عقاقير لعلاج التوتر دون وصفة طبية، كما أصبح شائعًا بين كثيرين تحت دعاوى تقليل الضغط العصبى. وقال إنه «مع بداية الموجة الأولى من انتشار الفيروس، كانت التوجيهات تكتفى بالتعقيم والتباعد الاجتماعى، لكن مع بلوغ مرحلة الذروة يجب تقليل الاختلاط لأقصى حد، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة، فى ظل أن المنشآت الطبية والمستشفيات أصبحت مخصصة لمواجهة كورونا، ما قلل من الكشوفات والزيارات الروتينية الخاصة بمتابعة هؤلاء المرضى». وشدد على أن كل شخص أصبح مسئولًا عن صحته بشكل كامل، ما يتطلب منه الالتزام الكامل بالبقاء فى المنزل، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وارتداء القناع الواقى، والحرص على توفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر، لتجنب الخروج والتعرض للاختلاط مع مصابين.
إخصائى مناعة: التسليم بأن المرض قاتل ويصيب كل الأعمار دون استثناء
رأى الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الوقاية من الفيروس تبدأ من الشخص نفسه، عبر التزامه بالتعليمات والإجراءات التى دعت إليها الحكومة، خاصة أن الفيروس يصيب كل الفئات العمرية من المواطنين ولا يستثنى أحدًا. واعتبر «بدران» أن الأسوأ من الفيروس هو الاستخفاف به وعدم التعامل معه بشكل سليم يضمن الوقاية من الإصابة به، مشيرًا إلى أن استهتار الناس فى التعامل مع الفيروس ظهر جليًا فى عدم الالتزام بالبعد عن التجمعات، واتباع الإجراءات الوقائية، وهو ما ينبغى اختفاؤه تمامًا للتعايش بسلام دون أى خسائر، خلال الفترة المقبلة. وأضاف: «الشعب المصرى يجب أن يسلم ويصدق بحقيقة أن فيروس كورونا هو مرض قاتل وشرس، وتكمن خطورته فى سرعة انتشاره بين المواطنين، وازدياد أعداد الحالات المصابة بشكل ملحوظ»، مبينًا أن المرض- بمجرد تملكه من الإنسان- قادر على تدمير أجهزة الجسم المختلفة، وعلى رأسها الجهاز المناعى وبقية الأعضاء، ومنها القلب والرئتين والكلى والكبد. ونصح «بدران» بضرورة العمل على تعزيز الجهاز المناعى للإنسان فى هذه الفترة، من أجل تجنب الإصابة بالمرض، وعدم نقل العدوى وانتشارها بين الناس، إلى جانب بقاء أصحاب الأمراض المزمنة فى المنزل وعدم الخروج إلى الشارع إطلاقًا. واختتم بأن «ضوابط فترة التعايش مع ذروة المرض تجبر جميع المواطنين على عدم الاستهتار بالفيروس، والالتزام بالإجراءات الوقائية، فلم يعد هناك خيار آخر، ولا يملك أحد رفاهية عدم اتباع إجراءات الوقاية، لأن الوضع ينذر بكارثة إذا لم يتجنب الجميع التجمعات وارتداء الكمامات الواقية والحفاظ على مسافات آمنة فيما بينهم».
مدير «حميات إمبابة» الأسبق: تغليظ عقوبات المتهاونين فى تطبيق الإجراءات الاحترازية.. وتنظيم التجمعات
رأى الدكتور سمير عنتر، المدير الأسبق لمستشفى حميات إمبابة، أن الخطر الحقيقى الذى يواجه مصر حاليًا ليس فيروس «كورونا»، بل «مرضى العقول الذين يستهينون بالوباء، ولا يلتزمون بتطبيق إجراءات الوقاية»، موصيًا بضرورة تغليظ العقوبات على كل من يتهاون فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة.
وحذر «عنتر» من أن المرحلة المقبلة هى ذروة تفشى الوباء، وعبورها بأقل الخسائر يتطلب الحفاظ على النظام العام بين المواطنين، خاصة فى الأسواق، والسيطرة على سلوكياتهم التى تتسبب فى حدوث تجمعات تسمح بانتقال العدوى بشكل سريع.
وأوضح: «إذا التزم جميع المصريين بإجراءات الوقاية وتعليمات وزارة الصحة سننجح فى التعايش مع الوباء وسنمنع انتشاره، خاصة أنه لم يصل العلماء للقاح قادر على هزيمة فيروس كورونا داخل الجسم البشرى، حتى الآن، وأدوية الفيروسات المعروفة لا تجدى نفعًا معه، لأنه يتحور بشكل سريع كلما زاد تفشيه بين الناس».
وأضاف: «المسئولية الكبرى تقع على عاتق مسئولى المحافظات والمحليات، خلال الفترة المقبلة، فهم مطالبون بتنظيم أماكن التجمعات، مثل الأسواق، وإعادة هيكلتها بما يسمح بوجود مسافات مناسبة بين كل بائع وآخر، بما يمنع انتقال الفيروس من شخص مصاب لسليم، وهو ما رأيناه فى دول كثيرة، ولا يتطلب سوى خطة جيدة». وشدد على ضرورة ارتداء الكمامات، لأنها تقلل من انتشار الرذاذ الذى ينقل العدوى، وهذا هو حائط الصد الأساسى، لأن خطورة الوباء تكمن فى سرعة انتشاره بين الناس، مناشدًا الدولة بالتعامل بحزم مع أى شخص يخالف تعليمات الوقاية.
إخصائية أطفال: الحفاظ على حماسة المواجهة واعتبار الأعراض البسيطة «إصابة»
اعتبرت الدكتورة لبنى محمود عمار، إخصائية الأطفال بمستشفى قليوب، أن أهم وسيلة لمنع انتشار فيروس «كورونا» ليست التزام المنازل فحسب، بل تعامل أفراد الأسرة الواحدة مع بعضهم البعض، كمرضى، أى أن التباعد واجب حتى فى المنازل.
وأوضحت: «لا بد من أن يلتزم الجميع بغسل الأيدى باستمرار، وتطهير كل شىء قبل لمسه، وأن تكون لكل شخص أدوات نظافة شخصية لا يلمسها غيره، مثل كوب الماء وطبق الأكل والفوطة وماكينة الحلاقة». وأضافت: «لا بد من تطهير الأسطح باستمرار، وغسل اليدين كل ساعة، وارتداء الكمامات، والتباعد بين الأفراد، ولا داعى للتراخى، فلقد رأينا جميعًا أضراره التى تسببت فى زيادة عدد الإصابات والوفيات، وعجز المستشفيات عن تقديم الرعاية الصحية لجميع المصابين». وتابعت: «على أى شخص التعامل مع أى أعراض بسيطة تظهر عليه على أنها عدوى كورونا، إلى أن يثبت العكس، خاصة أن هناك حالات أصيبت بالوباء ولم تظهر عليها أى أعراض، ورغم ذلك نقلوا العدوى لأكثر من شخص، ما يتطلب من كل شخص أى يحمى نفسه وأسرته والمجتمع». وطالبت المواطنين بألا يفقدوا حماسهم فى مواجهة الفيروس، مبينة أنه «فى بداية تفشى الوباء كان المواطنون ملتزمين بتطبيق إجراءات الوقاية، وللأسف أهمل البعض مع مرور الوقت الالتزام بهذه الإجراءات».