مراحل نشأة وتطور اللغة القبطية
قالت صفحة «اتكلم قبطي» المتخصصة في إحياء اللغة القبطية القديمة إنه «تشاركت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العصور الحجرية مجموعات بشرية متنوعة، يعتقد أن كل تلك المجموعات كانت تتحدث بمجموعة من اللهجات المشتقة من لغة أم واحدة تعرف باسم اللغة الأفروآسياوية الأم تطورت تلك اللهجات مع مرور الزمن لتصبح لغات مستقلة ذات لهجات متعددة انفصل بعضها ليشكل بدوره لغات مستقلة ذات لهجات متعددة، بالنسبة للغة الأفرو آسياوية الأم فهي لغة متخيلة استنبطها علماء اللغة من مقارنة لغات المنطقة القديمة والحديثة، حيث استخلصوا من مقارنة تلك اللغات بعضها ببعض وجود روابط قوية تجمع تلك اللغات على مستوى قواعد اللغة والمفردات».
وأضافت: «عموما تنقسم العائلة الأفروآسياوية إلي ستة عائلات فرعية، اقدمها توثيقا كانت عائلة المصريات، أو عائلة اللغة المصرية القديمة، وهي عائلة لغوية لا تضم سوى اللغة المصرية القديمة، وتنقسم اللغة المصرية الى ستة مراحل متعاقبة، تعرف أقدم مرحلة من اللغة المصرية باسم الغة المصرية العتيقة غالبا سبق هذه المرحلة مراحل أخرى أقدم لكن يحول دون معرفتنا بها عدم ابتكار الكتابة حين كانت لاتزال هذه المراحل حية متداولة».
وتابعت: «يلي المرحلة العتيقة المرحلة القديمة ثم الوسطى فالحديثة فالمتأخرة ثم الديموطيقية وأخيرا القبطية، اعتمدت كل مرحلة من تلك المراحل على لهجة مختلفة في التدوين إذ تزامن الانتقال بين كل مرحلة وأخرى مع تغير آخر في عالم السياسة كان يستتبعه انتقال عاصمة مصر من مكان لآخر لتبيت لهجة العاصمة الجديدة هي اللهجة القياسية الخاصة بالمرحلة اللغوية، فاعتمدت المرحلة القديمة بشكل أساسي على لهجات المنطقة المنفية، في حين اعتمدت المرحلة الوسطى على لهجات مصر الوسطى، واعتمدت المرحلة الحديثة على لهجة طيبة، واعتمدت المرحلة الديموطيقية على لهجات مصر السفلى».
واكملت: «لكن يحول غياب تدوين الحروف المعتلة وكذلك الفروق الطفيفة بين اللهجات وأيضا التطور اللاحق بمختلف تلك اللهجات عبر العصور دون التحقق من شكل اللهجات المصرية في جميع تلك المراحل، ولا يعني غياب تدوين فونيمات (الأصوات) المعتلة أنها لم تكن موجودة، فهي بكل تأكيد كانت موجودة ويدل على ذلك أسماء الأعلام والمدن المصرية المدونة في الوثائق الأكادية واليونانية وغيرها من وثائق الأمم المجاورة لمصر، كما أن لجوء علماء المصريات في العصر الحديث إلى تحييد جميع الفونيمات في الفونيم e انما مرده التماس الحياد وتجنب الاختلافات حول نطق العلل وليس انكار وجود اصوات علة، إذ ما من لغة على وجه الأرض لا تمتلك أصوات علة، حتى وإن لم يتم تدونها، فعلى سبيل المثال لا تدون اللغة العربية أو العبرية أو الفارسية اصوات العلة لكن على الرغم من ذلك هي بكل تأكيد موجودة».
واختتمت: «عموما في المرحلة القبطية يختلف الأمر كثيرا، إذ ساعدت الألفباء القبطية التي تهتم بتدوين الفونيمات (الأصوات) المعتلة على بيان تلك اللهجات وتوزيعاتها التاريخية والجغرافية، وتتعدد اللهجات القبطية وللأسف لم يصلنا عن بعضها سوى اسمائها كاللهجة المنفية، لكن بعضها تم توثيقه بشكل جيد كاللهجة الصعيدية واللهجة الأخميمية، وتمتلك اللهجة البحيرية "لهجة وادي النطرون" مكانة مميزة بين جميع اللهجات القبطية، إذ تبناها رهبان وادي النطرون في الكتابة، في وقت بدأت فيه جميع اللهجات الأخرى بالاندثار التدريجي الناتج عن تبني (طوعي وقسري) أعداد متزايدة من المصريين للغة العربية تدريجيا، وعليه ظلت اللهجة البحيرية هي الصورة الوحيدة الحية من اللغة المصرية».