خبير سورى يكشف تفاصيل تجنيد أردوغان للأطفال وانضمامهم لمرتزقته في ليبيا
لم تكتف حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج بدعم تركي قطري في تجنيد آلاف المرتزقة من سوريا ومن غيرها من الدول الأخرى، بل لجأت إلى تجنيد الأطفال والزج بهم في صفوف القتال لعدم معرفتهم بما يجري حولهم مستغلين براءتهم في القتل والتدمير.
وفي هذا الصدد، كان لـ"الدستور" هذا الحوار مع الخبير العسكري والاستراتيجي السوري كمال جفا:
* كيف يجند أردوغان المرتزقة من سوريا ويرسلهم إلى ليبيا؟
- استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المخيمات السورية وحالة الفقر المدقع الذي تعيشه تلك العائلات المهجرة وحالة الضياع الذي يعيشه الشباب السوري مع دعم كل هذه الأسباب بتحريض ديني وطائفي كبير وغسل عقول وقلوب هذه الأجيال لتأطيرها ضمن تيارات دينية وعقائدية تدين بالولاء للخط الإخواني الإرهابي، وتضع نصب أعينها تعليمات الزعيم وأوامره ومستقبل الأمة والسلطة العثمانية وإعادة إحيائها ضمن أحد أهم ثوابتها لتأمين مستقبل يحميهم، ويحافظ عليهم ويؤمن لهم سبل العيش والكرامة لأطفالهم.
لذلك اعتبرت مخيمات اللجوء هي الخزان البشري الذي لا ينضب من المقاتلين المهيئين نفسيا وسيكلوجيا وعقائديا ماليا لتنفيذ مخططات تركيا الخبيثة.
وإذا عدنا لقاطني المخيمات من خلال جداول الأمم المتحدة يتبين لنا ما يلي:
عدد الأطفال ما بين 5 إلى 15 عاما هو ٥٤٦٧٢٣ وهم مشروع مقاتل مستقبلي، وما بين 16 إلى 18 عاما هو ١٧٦٩٥٤ وهم الذين يتم سحبهم إلى معسكرات التدريب، ومن ثم يتم شحنهم إلى تركيا.
الأطفال الأيتام من أبناء المقاتلين الأجانب والسوريين والعرب من أمهات سوريات وغير سوريات يبلغ عددهم ١٩٦٤٤٢ طفلا.
* طريقة انضمام الأطفال إلى التنظيمات المسلحة الموالية لتركيا في سوريا.. ما هي؟
- تنتشر الفصائل السورية الموالية لتركيا في جميع قرى ومدن محافظة إدلب وجميع هؤلاء القادة مرتبطين بشكل مباشر بالمخابرات التركية ومعظم ما يسمى فصائل الجيش الوطني وتسمياته المختلفة تتقاضى رواتب عبر الاستخبارات التركية، والجهة الدافعة هي حكومة قطر، فمن خلالهم يتم إغراء السوريين القانطين في المخيمات بمبالغ مالية ضخمة ووعود بتخليصهم من عيشة المخيم البائسة وبانهم سيحصلون على الجنسية التركية، وبالتالي فهذه المغريات كفيلة بدفع الأهالي بتحريض أبنائهم للالتحاق إلى الفصائل المسلحة والذهاب إلى المعسكرات التركية تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا.
* وقعت وزارة الخارجية الليبية بالحكومة المؤقتة مع الحكومة السورية اتفاقيات أمنية وعسكرية لمحاربة الإرهاب.. برأيك كيف يسهم هذا في تتبع أو الحد من وصول المرتزقة إلى ليبيا؟
- حقيقة الأمر رسميا لم يتم نشر بنود هذه الاتفاقيات وفعلا تم الاتفاق على بروتوكول تعاون اقتصادي وأمني وسياسي بين الدولتين وخاصة بالشق الأمني وظهرت بوادره بوصول أول دفعة من الأسرى المرتزقة السوريين، والذين أسروا في جبهات القتال في المعارك الأخيرة وسيتبع هذه الدفعة أيضا دفعات أخرى من المتوقع وصولهم الى دمشق.
* كيف يمكن للجيش السوري التعاون مع نظيره الليبي في القضاء على عناصر وقادة الجماعات الإرهابية السورية التي أرسلها أردوغان إلى ليبيا؟
- أعتقد أن مرحلة جديدة بدأت ما بين القيادة السورية السياسية والعسكرية وما بين قيادات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر؛ لأن العدو واحد والهدف واحد والممول والمشغل والمسيطر على هذه الجماعات الإرهابية في سورية وفي ليبيا واحد، وبالتالي مصيرهما واحد والخلاص من هذا الكابوس مصلحة مشتركة للقيادتين، وبأقصر وقت ممكن للقضاء على مشاريع أردوغان الإخوانية.
كما أعتقد أن التعاون والتنسيق سيتصاعد مستقبلا وعملية الدعم اللوجستي والمعلوماتي والأمني بين البلدين سيشهد مزيدا من التنسيق وتبادل المعلومات وحتى الخبرات، وإمكانية إرسال ضباط ومستشارين سوريين اكتسبوا خبرات متميزة بعد ثماني سنوات من الحرب الشرسة ضد هذه المجموعات الإرهابية.