ناقد مغربي يستهجن استخدام الدين لتبرير العنف في مسلسل «البرنس»
تعليقا على مسلسل "البرنس" قال الناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق، أنا من الذين يؤمنون بحرية الإبداع، ويقر بأن الإبداع لا حدود ولا خطوط حمراء فيه، وكلما تقيد الإبداع بالقيود -كيفما كانت هذه القيود- تقلصت قيمته الفنية والإبداعية وبهت سموه ورفعته، لكن رغم ذلك هناك ضوابط يجب أن نتقيد بها وخصوصا في حوار الدراما التلفزيونية لأنها تقتحم كل البيوت بدون استئذان وتوجه خطابها لجمهور عريض ومتنوع، والرسائل الممررة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة أو مقصودة أو غير مقصودة يجب أن توضع تحت المجهر قبل الموافقة على عرضها.
تابع "زويريق" من خلال تدوينة له على "فيسبوك": مسلسل البرنس في الحلقة 23 بدأ ينزلق إلى أسلوب محمد رمضان المفضل وهو البلطجة، في كل الحلقات السابقة كان محمد رمضان منزويا في ركن من المسلسل تاركا المساحة الكبرى لباقي الممثلين، وكان التشخيص على أشده ومميزا وكأن هناك منافسة بينهم وكنا نحن الجمهور نستمتع بذلك، ابتداء من هذه الحلقة سيدخل محمد رمضان الحلبة بعدما كان مجرد شاهد وشبه غائب، وبدخوله هذا بدأ المسلسل يتحول الى "استايل" الدرامي المفضل لديه، منهجه العنف والبلطجة والأكشن المصطنع والمبالغ فيه البعيد عن سياق الأحداث، هذا بالإضافة إلى الدموع المزيفة التي يتوسل بها تعاطف الجمهور ومساندته، كل هذا لا مشكل لدي فيه رغم تصنعه وزيفه وعدم احترافيته، فهناك الآلاف من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تعتمد العنف في محتواها، لكن في الأعمال الاحترافية يستخدم هذا العنصر لخدمة القصة وأحداثها ويكون مقنعا وفي محله.
استطرد "زويريق" على كلٍّ، الذي لاحظته واستهجنته هو استخدام الدين لتبرير العنف والانتقام وأخذ الحق بعيدا عن الدولة والقانون، وتهميش الدولة وإبراز تقصير جهازها الأمني والقضائي، في هذا المسلسل بني من حلقاته الأولى عندما قُتلت زوجة رضوانمحمد رمضان، وابنه من طرف إخوته ولم تهتدِ الشرطة للقاتل، ثم لفقت له قضية جنائية فيما بعد ودخل السجن رغم براءته، كل هذا ممكن تجاوزه في عمل درامي متخيل ولا مشكلة فيه، لكن أن يشحن الحوار المرافق بخطاب ديني لتبرير الانتقام بعيدا عن القانون الذي عانى من تقصيره بطل المسلسل.
هنا تكمن الخطورة، خصوصا أن الجمهور في مجتمعاتنا أكثر شيء يستفز مشاعره هو الخطاب الديني، وهناك كثيرون لا يفرقون بين العمل الفني والواقع، وقد يصدق كل ما يقال في العمل مادام يستخدم الدين في خطابه الدرامي، فكما يستفزنا الآخر الإرهابي الذي يستخدم الدين كوسيلة لتبرير عملياته الإرهابية، ونرفض التعاطف معه كان ظالما أو مظلوما، نرفض أيضا استخدام الدين في تبرير الانتقام والعنف والقتل في ظل دولة بها قانون وشرطة وقضاء، وخصوصا إذا كان مستخدم هذا الخطاب هو البطل الخيّر المظلوم الذي سينتصر في النهاية على الشر وهنا تكمن الخطورة. بل ليس الدين فقط هو المستعمل في هذا السياق بل أيضا اللعب على أوتار الرجولة، والكل يعرف مدى تأثير هذه الكلمة في مجتمعاتنا العربية.