احذروا.. أطباء يكشفون: لماذا بدأ «كورونا» فى قتل الشباب وصغار السن؟
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى فيديو مأساويًا لشاب يدعى محمد نادى بثه من داخل إحدى غرف العناية المركزة، قبل وفاته بقليل، يحذر فيه من الاستهتار بفيروس «كورونا المستجد»، مشيرًا إلى أنه فعل ذلك على النحو الذى أدى إلى إصابته، ثم موته فى نهاية الأمر.
الشاب الرياضى مفتول العضلات كان قد ظهر فى فيديوهات سابقة قلل فيها من خطورة الفيروس، ووصف إياه بـ«الأكذوبة» و«اللعبة السياسية»، لكن شاء القدر أن يثبت له خطأ استنتاجه بقسوة بالغة.
وأثار مقطع الفيديو ونبأ وفاة «نادى» ردود أفعال واسعة، وتسبب فى حالة من الفزع، خاصة بين الشباب الذين كانوا يعتقدون أنهم فى مأمن من خطر «كورونا»، وهو ما أثبت خطأه، ويفسر أسبابه مجموعة من الأطباء المتخصصين فى حديثهم مع «الدستور» فى السطور التالية.
طبيب صدر: تحور لتركيبة أشرس.. لا يرحم حتى الأطفال.. وقوة المناعة شرط النجاة
قال إسلام يوسف، طبيب الأمراض الصدرية والمناعة، إن قدرة الجسم على مقاومة «كورونا» تختلف من شخص لآخر، حسب قوة الجهاز المناعى، ما يؤدى إلى اختلاف درجة قوة أعراض الإصابة بالمرض بين حالة وأخرى.
وشدد «يوسف» على أن الفيروس لا يزال غامضًا، وأن التصورات الطبية حوله تتبدل كل يوم، فمثلًا كان هناك اعتقاد بأنه لا يصيب الأطفال، لكن حدث وأُصيب أطفال كثيرون حول العالم، بل وتوفى بعضهم جراء الإصابة فى العديد من الدول، وكذلك كان هناك اعتقاد بأنه لا يصيب الشباب، لكن سُجلت العديد من حالات الإصابة بالمرض بين هذه الفئة العمرية، وبالتالى يمكن القول إن الفيروس المستجد لا يرحم حتى الأطفال.
وأضاف: «فيروس (كورونا المستجد) يغير نفسه باستمرار، ووصل لمرحلة عنيفة وشرسة للغاية، وعند كل مراجعة لتركيبته نجده أخطر مما اكتشفناه فى المرحلة السابقة، وهو ما نحذر الناس منه، وندعوهم لاتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تمنع الإصابة به».
ورجح أن يكون الشاب محمد نادى أصيب بالفيروس، بعد أن تطورت تركيبته وأصبح شديد الشراسة، موضحًا أن «صراع الفيروس مع الجهاز المناعى والأجهزة الحيوية الأخرى قد يضر بالرئتين والكلى، وقد يتسبب فى الإصابة بمتلازمة تنفسية حادة تنتج عنها الوفاة، وقد يكون الشاب محمد نادى مصابًا بمرض مزمن تسبب فى ضعف مقاومة الجهاز المناعى للفيروس».
جراح: الجميع فى خطر بسبب «التجلط»
رأى الدكتور كريم الموافى، إخصائى الجراحة، إمكانية وفاة الشباب والسيدات والأطفال جراء مضاعفات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد»، مثل كبار السن تمامًا، بسبب الضرر الذى يصيب الرئة جراء زيادة النشاط المناعى، ولحدوث تجلط فى الدم، مؤكدًا: «هنا يستوى مفتول العضلات مع الكهل».
وبحسب «الموافى»، اعتقد العلماء فى البداية أن الوفيات من «كورونا» قد تتركز فى كبار السن على مستوى العالم، لكن مع تفشى الفيروس وزيادة أعداد المصابين والوفيات، اتضح أن الجميع فى خطر.
وأضاف: «كان الجميع يعتقد أن قوة الجهاز المناعى هى سبب التعافى من فيروس (كورونا)، وبعد ذلك اتضح أن النشاط الزائد لجهاز المناعة من الممكن أن يكون هو السبب فى الوفاة».
وأوضح أن «العلماء توصلوا من خلال تشريح جثث الضحايا إلى أن التفاعل الزائد للجهاز المناعى فى الرئة، يحولها إلى نسيج لا يسمح بمرور الأكسجين، حتى مع استخدام أجهزة التنفس الصناعى المتطورة، التى تضخ الأكسجين تحت ضغط فى الرئة»، متابعًا: «هذا التأثير المرضى الخطير يصيب رئة الرياضى ورئة العجوز».
وطالب الشباب بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة والسكان، واتباع طرق الوقاية من الفيروس وعدم الاستهانة به لتفادى الإصابة، وعلى رأسها التباعد الاجتماعى، واستخدام الكمامة، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، واستخدام المطهرات والمعقمات بصفة مستمرة.
إخصائى رعاية: تأخر التشخيص والابتعاد عن الرياضة والأكل الصحى
اتفق الدكتور أحمد نبيه، إخصّائى رعاية مركزة وحالات حرجة، مع سابقيه فى أن «كورونا» لا يفرق بين الشباب وكبار السن، وأنه أكثر خطورة على كل من يتعامل معه باستهتار.
وقال «نبيه» إن الاستهتار يدفع البعض إلى عدم الاهتمام بالأعراض المبدئية للفيروس، حتى يستشرى الوباء فى الجسد ويسيطر على الجهاز التنفسى، وفى هذه الحالة يكون التعامل مع الفيروس فى ظل عدم توافر علاج مخصص له صعبًا للغاية، حتى ولو كانت الحالة شابة.
وأضاف: «الفيروس يستطيع قتل بعض الشباب، حتى وإن كانت صحتهم جيدة، وهذا ما حدث مع عدد منهم فى مصر والعالم كله».
وذكر أن هناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى وفاة الشباب بسبب «كورونا»، حتى لو كانت صحتهم جيدة، منها عدم اهتمام أغلبيتهم بتناول الطعام الصحى أو ممارسة الرياضة، ما يضعف مناعتهم ويجعلهم عرضة للوفاة بسبب مضاعفات الإصابة التى تؤدى إلى فشل الرئة والكلى.
وتابع: «من الأسباب الأخرى تأخر تشخيص الحالة، أو إذا عانى الشاب من مشاكل مناعية، لأن فى هذه الحالة يستطيع الفيروس بسهولة التغلب عليه والوصول إلى الرئة».
واختتم: «مع اتجاه العالم للتعايش مع الفيروس، لا بد من أن يدرك كل إنسان أنه معرض للإصابة، ويتابع وضعه الصحى باستمرار، ويحرص على ارتداء الكمامات فى الشوارع، والابتعاد عن التجمعات، خاصة فى المواصلات العامة، فالتباعد الاجتماعى هو الوسيلة الأهم لمواجهة (كورونا) حتى الآن».
أستاذ مناعة: الفيروس قادر على تدمير أجهزة الجسم
حذر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، من أن «كورونا» يصيب الفئات العمرية كافة، بما فيها الأطفال والشباب والكبار.
وقال «بدران»: «الفيروس لا يزال غامضًا، وينبغى التسليم بحقيقة أنه قاتل شرس، قادر على تدمير أجهزة الجسم إذا تمكن من الإنسان، لذلك ينبغى التعايش معه واتخاذ كل إجراءات الحيطة والحذر، إلى أن يتم اكتشاف علاج ولقاح».
وأضاف: «الالتزام بالإجراءات الوقائية التى توصى بها الحكومة أمر لابد منه لتخطى الأزمة، ومن أهم الإجراءات التى يجب اتباعها من قبل المواطنين، البقاء فى المنزل وعدم النزول سوى للضرورة القصوى، وعدم التواجد فى أماكن مزدحمة، والالتزام بالتباعد الاجتماعى، والحرص على النظافة الشخصية ونظافة المكان والبيئة المحيطة».