رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأوقاف للدراسات: عدم ترديد الشائعات «ضرورة دينية»

لشيخ عبد الفتاح جمعة
لشيخ عبد الفتاح جمعة

دعا الشيخ عبدالفتاح جمعة، مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية، المسلمين إلى تحري الصدق في الحديث والدقة فيما يتداولون من أخبار والابتعاد عن الكذب والبهتان والغيبة والنميمة وترديد الشائعات المغرضة التي تروج لها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تعمل على هدم الأوطان حتى يفوزوا برضا الرحمن وثواب صيام رمضان.

وقال مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية، خلال كلمته الليلة في الحلقة السابعة عشرة من حلقات برنامج "حديث السحور" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على صفحات الوكالة على (الفيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم، إنه ينبغي على المسلمين استثمار شهر رمضان في التزود ببركة الطاعة التي يمنحها الله تبارك وتعالى لعباده في هذا الشهر الفضيل، وأن يلجأوا ويتوبوا ويرجعوا إلى رب العالمين حتى ترقى درجاتهم عند ربهم جل وعلا ويفوزوا في آخرتهم.

وأضاف مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية: "لقد جعل الله شهر رمضان فرصة لكل إنسان مسلم مؤمن بالله أن يتزود بالنفحات الإيمانية المباركة لهذا الشهر المبارك، كما قال النبي "صلى الله عليه وسلم في ما جاء في معجم الطبراني عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا)"، متابعا أن شهر رمضان هو من أعظم النفحات التي يتجلى الله بها على عباده، شهر مبارك، والنبي عليه الصلاة والسلام وصفه بهذا الوصف لما يبارك الله فيه من الأعمال الصالحة ولما يعتق فيه من النار.

وأكد مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية، أن الكذب أو القول أو العمل الذي فيه افتراء على الله أو أحد من خلقه تعالى هو من أخطر الذنوب والخطايا التي تذهب بثواب صيام الصائم؛ مضيفًا: الإنسان يجب أن يكون أمينًا في النقل، وأمينًا في الحديث وفيما ينطق به لسانه، فلا يتحدث كذبًا ولا ينقل الشائعات لما تمثله من خطورة كبيرة على استقرار المجتمعات وهدم القيم الراسخة لدى الناس.

وقال مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية، يجب أن نتحرى ما نقول واستشهد بقول الله سبحاته وتعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين" الحجرات6، وأيضا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع "، ومن ثم يجب على الإنسان أن يتحرى الخبر؛ ولا ينقل الكلام بمجرد سماعه ولاينقل الكلام البذيء؛ لأن المسلم بطبيعته لا ينقل إلا الكلام الطيب.

وشدد على أن ما تروجه الجماعات المتطرفة الإرهابية ـ نسأل الله السلامة منها ومن أفعالها ـ لتحقيق أيديولوجياتها وأجندتها الخاصة وتحقيق مآرب ومصالح معينة على حساب الأديان والإنسان، إنما هو خطر على الإنسان والمجتمع؛ لأنهم في حالتهم يكون هناك انفصام في العلاقة بينهم وبين الله عز وجل، ندعو الله أن ينجينا من أفعالهم هذه.

وطالب مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية كل مسلم أن يحاسب نفسه وهو يقدم على ربه في أيام الطاعة، بأن يكون لسانه طيبًا لا يتحدث إلا طيبًا ولا ينقل ولا يروج الشائعات والأخبار السيئة بغية مآرب خاصة؛ لأن في ذلك غيبة وبهتانا كما يكون الإنسان مغتابًا لغيره، مضيفًا أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يحذر من الغيبة والنميمة الحديث "عَن أَبي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: " أَتَدرُونَ مَا الغِيبَةُ ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ. قَالَ: " ذِكرُكَ أَخَاكَ بما يَكرَهُ " قِيلَ: أَفَرَأَيتَ إِن كَانَ في أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ: " إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغتَبتَهُ، وَإِن لم يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَد بَهَتَّهُ.