«الدستور» تجيب عن سؤال الساعة: كيف تدور «عجلة الحياة» مجددًا فى ظل «كورونا»؟
تعتزم الحكومة المصرية إعادة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى بداية من يونيو المقبل، فى إطار خطة شاملة لـ«التعايش» مع وجود فيروس «كورونا المستجد» فى العالم لفترة طويلة.
وتأتى خطة الحكومة فى ضوء الكثير من المعطيات الخطيرة التى تحذر من تأثير «الغلق» لفترات طويلة على الاقتصاد الوطنى، خاصة مع التوقعات باستمرار الفيروس لفترة ليست بالقصيرة، حتى اكتشاف علاج أو لقاح، وهو الأمر الذى دفع العديد من دول العالم إلى إعادة الحياة الطبيعية بشكل تدريجى.
ورهنت الحكومة تلك «العودة» بتطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى وضعتها منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الفيروس بين المواطنين، والحفاظ على حياتهم من المرض القاتل، لتحقق بذلك المعادلة الصعبة القائمة على حفظ أرواح المصريين وإنقاذ اقتصادهم من الانهيار.
فى السطور التالية، تستمع «الدستور» لمسئولى مصانع، وفنادق، ومطاعم، ودور سينما، ومسارح، وصالات ألعاب رياضية، لاستعراض الأساليب الوقائية والقواعد الجديدة التى سيتبعها المسئولون عن هذه المنشآت بالتزامن مع عودة الحياة الطبيعية مجددًا.
المصانع: تعقيم العمالة.. فريق طبى للاطمئنان عليهم.. وتقسيم العمل لـ«ورديات»
مع توقف العمل فى مصنع «ريما جيبتو» للرخام والجرانيت، بمدينة دمياط الجديدة، فى بداية أزمة فيروس «كورونا المستجد»، منحت إدارته إجازة مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين لكل العمال البالغ عددهم ١٥٠، لكن مع علمها بأن الأمر سيستمر لفترة طويلة استأنفت العمل داخل المصنع، مع الحرص على بعض الإجراءات الوقائية المهمة.
وأوضح حمدى رجب، المدير المالى بالمصنع، أن من بين هذه الإجراءات تركيب بوابة تعقيم على مدخل المصنع، مع إلزام الجميع باستخدامها عند الدخول والخروج، بجانب توفير سكن خاص للعمال القادمين من مناطق بعيدة، مقابل سيارات خاصة معقمة لنقل العمال القريبين من مناطق قريبة لمقر المصنع، وإعادتهم إلى منازلهم فور انتهاء العمل.
وقال: «يوجد طاقم طبى يطمئن على سلامة العمال بشكل يومى، مع وجود ربع عدد العمال فى المكان البالغ مساحته ٤ آلاف متر، وبذلك يكون هناك ٣٥ عاملًا فقط داخل الوردية، مقسمين على تلك المساحة، بما لا يشكل أى خطورة».
وأضاف: «لتطبيق سياسة التباعد، التزم كل مكتب إدارى بالعمل بنصف عدده، وبعدما كانت الماكينات يلزمها ٥ عمال للتقطيع والبرد، تقلص العدد إلى ٢ فقط، إلى جانب فصل التوزيع عن الإنتاج والإدارة، بحيث يتواجد المشترى فى الخارج لحين إنهاء طلبيته».
وشدد «رجب» على أن عودة نشاط كل المصانع باتت أمرًا ضروريًا، على اعتبار أن كل الأنشطة ترتبط ببعضها، مع مراعاة تزويدها ببوابة تعقيم إلكترونية تعتمد على أجهزة حساسة، فلا تفتح إلا بعد تمام تعقيم الموظف والعامل، مع شراء المعقمات من أماكن موثوقة تابعة لوزارة الصحة والسكان.
وقال فايز شعبان، مالك مصنع «الندى» للصناعات الغذائية فى مدينة دمياط الجديدة، إن العمل فى مصنعه لم يتوقف منذ بدء الجائحة إلا لأسبوع واحد فى بداية شهر رمضان، بسبب عدم توافر بعض أدوات الإنتاج، وليس لإصابة أى من الأفراد أو المخالطين لهم.
وأضاف: «عدد العمال لدينا يبلغ ١٢٠ عاملًا، يتبعون جميعًا كل الإجراءات الوقائية اللازمة، من ضمنها التعقيم اليومى قبل دخول المصنع، وعند الانتقال داخليًا من مكان لآخر، فضلًا عن وجود طاقم طبى يتابع حالتهم الصحية كل يوم، ويقيس درجة حرارتهم قبل مباشرتهم العمل»، مشيرًا إلى أن ظهور أعراض نزلة البرد ولو خفيفة رخصة لأى عامل للتوقف عن العمل بمجرد إبلاغ إدارة المصنع.
وتابع: «العاملون لدينا من دمياط والدقهلية وكفرالشيخ، أما طاقم المهندسين فمن القاهرة، لكن جميعهم يتواجدون فى سكن خاص بمدينة دمياط، ويتم نقلهم بسيارات معقمة من وإلى مقر العمل».
وأشار إلى استمرار العمل حتى فى ساعات حظر التجوال، مع منح العمال والمهندسين والموظفين «تصريح سير» لتسهيل مهمتهم، وهو ما ضمن استمرار دفع أجورهم ودوران عجلة الإنتاج دون توقف.
وشدد على أن عودة العمل ضمن خطة للتعايش مع الفيروس ستسهم فى إنقاذ آلاف البيوت والعمال فى قطاعات مختلفة، مشيرًا إلى أن توقف العمل فى قطاع واحد يؤثر على بقية القطاعات، وهو ما جعل مصنعه يتوقف أسبوعًا، بسبب عدم توافر بعض مدخلات الإنتاج.
واختتم: «ألمانيا أنقذت اقتصادها فى الفترة الماضية باستئناف عمل المصانع، مع الالتزام بإجراءات الوقاية، وهو ما نحتاج إليه فى مصر، منعًا لتدهور اقتصادنا الوطنى».
المطاعم والمقاهى:الأدوات «استخدام مرة واحدة».. قفازات للعاملين.. ومنع الشيشة
أشاد أيمن عباس، صاحب أحد المطاعم فى حى دار السلام بالقاهرة، باتجاه الدولة للتعايش مع «كورونا»، لكنه طالب بأن يكون ذلك مقرونًا برقابة تطبيق كل المطاعم الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة لمنع تفشى الفيروس، ومعاقبة المخالفين منهم.
وقال «عباس»: «منذ ظهور فيروس كورونا وجهت جميع العاملين فى مطعمى بارتداء الكمامات والقفازات الطبية طوال فترة العمل، والحرص على التطهير والتعقيم بشكل دورى، سواء لهم شخصيًا أو للمكان الذى يعملون به».
وأبدى استياءه من تقصير بعض المواطنين فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، لأنهم لا يضرون أنفسهم فقط بل يعرضون حياة الآخرين للخطر، ويتسببون فى ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس فى البلاد، مضيفًا: «لا ينبغى أن يتسبب مواطن بتقصيره فى إصابة غيره».
واختتم: «ندعم قرارات الدولة أيًا كانت، لأنها وحدها من تستطيع إدارة الأزمة ومعرفة السبل اللازمة للخروج منها، لكننى أطالب مسئوليها بتشديد الرقابة على الجميع، حال عادت الحياة لطبيعتها، وتم تنفيذ خطة التعايش مع كورونا».
وتوقع محمود المحمدى، مالك مطعم فى منطقة «عبده باشا» بالقاهرة، ألا تشهد الشوارع ازدحامًا حال عادت الحياة لطبيعتها، وقال: «لأن المطعم قريب من جامعة عين شمس فكان الإقبال عليه كبيرًا من الطلاب، لكن أتوقع ألا نشهد ازدحامًا إن عادت الحياة وتعايشنا مع كورونا».
وأكد التزامه هو والعاملون معه بتطبيق الإجراءات الاحترازية منذ بداية ظهور الفيروس، والاستمرار فى تنفيذها حال تنفيذ خطة التعايش، وعلى رأسها استعمال أدوات طعهام وشراب مخصصة للاستخدام مرة واحدة فقط، والتخلص من الأطباق الزجاجية ورفض استخدامها حتى إن طلبها الزبائن، بجانب توزيع إرشادات على رواد المطعم توضح إجراءات التعقيم الضرورية، وتنهاهم عن ملامسة الأسطح.
وأضاف: «سنحرص على تعقيم وتطهير المطعم بشكل دورى، وأن يرتدى الجميع كمامات وقفازات، وسنوفر المطهرات مجانًا للزبائن».
وبالنسبة للمقاهى، قال ربيع عبدالله، صاحب مقهى فى منطقة المعادى بالقاهرة، إنه وغيره كثيرون يمرون بأزمة مادية كبيرة، وتتراكم عليهم الديون، بسبب توقف العمل.
وأضاف «عبدالله»: «أدير المقهى أنا وشقيقى، واقترضنا لدفع إيجاره، ولم نعد نستطيع توفير احتياجات أسرنا مع الإغلاق، لذا على كل مصرى أن يصبر ويتعاون مع غيره حتى تمر الأزمة».
وعن الإجراءات التى سيلتزم بتطبيقها حال عادت الحياة لطبيعتها، فى ظل فيروس «كورونا»، قال: «توفير كمامات وقفازات طبية للعمال، ومنع الشيشة لأنها وسيلة لنقل العدوى، والحرص على التطهير والتعقيم بشكل دورى».
وأعلن عن تأييده أى ضوابط أخرى تطلبها الحكومة لضمان عدم انتشار الفيروس، مطالبًا بفرض غرامات مالية كبيرة على كل من يخالف قرارات الدولة فى إطار مكافحة «كورونا».
وتابع عبدالله: «الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية يحمى الجميع من الإصابة، وعلى كل مواطن إدراك أن التزامه يحميه ويحمى المجتمع، وتقصيره يعرض أهله وأحبابه للخطر».
وقال أحمد إمام، مالك مقهى فى منطقة زهراء المعادى، إنه توقف عن تقديم الشيشة لزبائنه، وألزم العاملين بارتداء الكمامات والقفازات منذ ظهور فيروس «كورونا»، التزامًا بتوجيهات الدولة وقتها، وصولًا لقرار الغلق بعدها بفترة.
واعتبر أن خطة التعايش مع فيروس «كورونا» ستكون «طوق النجاة» للعمال، مشيرًا إلى مسئوليته عن رواتب ٢٩ عاملًا لا يريد الاستغناء عنهم بأى طريقة.
وأوضح: «قدمت ثلث الراتب للعاملين قبل شهر رمضان، ثم أعطيتهم بقية الراتب باعتبار أن هذا الشهر استثنائى، لكن إذا استمر الحال على ما هو عليه فلن أستطع الوفاء بذلك مجددًا».
وشدد على ضرورة أن يكون التعايش مع «كورونا» بالتزامن مع التزام الجميع بتطبيق إجراءات الوقاية، مختتمًا: «أنا متأكد من أن الزبائن سيكونون على درجة كبيرة من الوعى، لأن الجميع يلاحظ تزايد الإصابات والوفيات فى الفترة الأخيرة».
دور السينما والمسارح: دخول 30% من سعة القاعة.. صف فارغ بين كل صفين.. والماسك «إلزامى» على جميع الحضور
اعتبر معتز الجناينى، ممثل مسرحى، أن هناك إمكانية كبيرة لعودة النشاط المسرحى مرة أخرى قريبًا، مع الالتزام بإجراءات الوقاية اللازمة للتعايش مع أزمة فيروس «كورونا المستجد»، بما يحافظ على أرواح المواطنين.
وقال «الجناينى»: «كنت أقضى يومى بالكامل داخل المسرح قبل ظهور أزمة كورونا، لأنى أحلم بأن أصبح أحد نجوم المسرح، وقضيت ٣ سنوات فى التدريب على فنون التمثيل، لكن ظهور الأزمة عطل تحقيق ذلك الحلم».
وأضاف: «شعرت بالحزن الشديد بسبب إلغاء ورش التدريب على التمثيل المسرحى خلال الفترة الماضية، لذلك أنتظر الوقوف على خشبة المسرح بفارغ الصبر».
وتابع: «جميع العاملين فى المسرح جاهزون للالتزام بتعليمات الوقاية التى أشار إليها مسئولو مجلس الوزراء، فى تصريحاتهم الأخيرة بشأن خطة التعايش مع كورونا، وسنتوخى الحذر قبل تقديم أى عرض».
ولا يختلف حال «الجناينى» عن محمد عبدالعاطى، موظف شباك تذاكر فى إحدى دور العرض السينمائية بشارع الهرم فى الجيزة، الذى توقف عمله تمامًا فى الفترة الأخيرة، بعد غلق جميع أماكن التجمعات فى مصر والعالم، ضمن خطة مواجهة «كورونا» والحد من انتشاره.
وقال «عبدالعاطى»: «هناك العديد من الأفلام الجديدة التى جرى إيقاف عرضها بشكل مفاجئ بعد ظهور فيروس كورونا، ما أثر على السينما بشكل كبير، ومنتجى الأفلام على وجه التحديد، لكن بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة المرض سيكون هناك نظام مختلف للعمل فى جميع السينمات».
وأوضح: «سيكون هناك نظام عمل جديد بالكامل، يلتزم به العاملون والمتفرجون حتى نستطيع التعايش مع الفيروس، ويتضمن العديد من الإجراءات، على رأسها عدم السماح بامتلاء قاعات العرض بالمتفرجين، وارتداؤهم الكمامات وتوفير المطهرات لهم، بجانب تعقيم وتطهير المكان نفسه».
بدوره، قال الدكتور مصطفى عبدالحميد، مدير المسرح القومى، إن القائمين على إدارة العروض المسرحية، من ممثلين ومخرجين وغيرهم، فى اشتياق لعودة العروض المسرحية بجمهورها، لأن غياب المشاهد يعنى ذبح المؤدى المسرحى وجدانيًا.
وشدد على أن المسرح القومى بإمكانه العودة والتعايش فى ظل «كورونا»، حتى إن استمر تواجد الفيروس على مدى زمنى طويل، دون انتقال العدوى للمتلقى أو القائم على العرض.
واعتبر أن نسبة حضور المشاهدين عروض البيت الفنى ومسرح الدولة لا تزيد على ٥٠٪ فى الأغلب، وهى نسبة جيدة للحفاظ على «التباعد المجتمعى» داخل قاعة العرض.
وأضاف: «خشبة المسرح القومى وكواليسه ومقاعده تشهد تعقيمًا شاملًا، كل يوم مساءً، نظرًا لإجراء بروفات يومية بداخله، وذلك بعد أن قررت إدارته حضور الفرق يومًا بعد يوم، وبالتبادل بين الأطقم الفنية، لإجراء البروفات اللازمة لعروض مهرجان (فكر.. احلم.. اضحك)، الذى تقدمه وزارة الثقافة على قناتها بموقع يوتيوب، فى إطار تقديم عروض ترفيهية للمواطنين أثناء الحظر تخفيفًا عنهم».
وتابع: «الطاقة الاستيعابية للمسرح ٥٠٠ مقعد، ويمكن أن نقدم عليه عروضًا بسعة ١٠٠ مشاهد فقط، للحفاظ على وجود مسافات كافية بين الحاضرين، مع استمرار التعقيم، والاطمئنان الدورى على صحة العاملين فيه قبل الدخول، وذلك بقياس درجة الحرارة، وتأكيد خلوهم من أعراض الفيروس».
وذكر أشرف مصيلحى، مدير سينما «سيتى ستارز»، أن القاعات بدأت فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية بالفعل قبل قرار غلق دور العرض السينمائية، التى استمر العمل بها لمدة أسبوع كامل قبل القرار.
وأضاف: «لا يمكن بأى حال دخول المتفرجين إلى قاعات السينما من غير كمامات طبية، سواء وزعتها عليهم إدارة السينما أو كانت موجودة معهم أثناء حضورهم، مع إمكانية تسكينهم بشكل متباعد، عن طريق ترك صف فارغ بين كل صفين، بما يسمح بخفض الأعداد إلى ٣٠٪ من سعة كل قاعة، بحيث لا يتجاوز عدد المتفرجين ٥٠ فردًا على الأكثر، من أصل ٤٠٠ أو ٥٠٠ متفرج كانت تسعهم من قبل».
واختتم: «سينما سيتى ستارز تعمل طوال الوقت على تعقيم القاعات من قبل قرار الغلق، ومستمرة فى ذلك بعد العودة واستئناف النشاط، وملتزمة بدقة بكل التعليمات التى تقرها الحكومة ووزارة الصحة والسكان».
ورأت ماجدة خيرالله، الناقدة الفنية، ضرورة تطبيق مجموعة من القواعد الجديدة عند إعادة فتح دور العرض السينمائية مرة أخرى، للحد من انتشار «كورونا»، على رأسها ترك كرسى شاغرًا بين كل متفرج وآخر، أو حتى صف كامل بين كل صفين.
وشددت على أن وعى المواطنين ومدى التزامهم بالإجراءات الوقائية هو المحدد الأول لنجاح خطة التعايش من عدمه، خاصة أن دور العرض السينمائية تستقبل مختلف الفئات العمرية، ومن جميع المناطق.
وفيما يتعلق بالمسرح، قالت الناقدة الفنية: «من الطبيعى أن يحدث اختلاط بين الممثلين على خشبة المسرح، خاصة لحظة تحية الجماهير بعد انتهاء العرض، لذا ينبغى تعطيل العمل به مدة أخرى، حتى لا نستغنى عن تقاليده التى اعتدنا عليها، لحين انتهاء الأزمة تمامًا».
الفنادق السياحية:حظر «البوفيه».. الالتزام بمسافة بين الطاولات وقياس حرارة الزبائن
وصف إبراهيم عليوة، عضو الاتحاد العام للغرف السياحية، قرار وزارة السياحة والآثار بتشغيل الفنادق والمطاعم السياحية بنسبة ٢٥٪ من إجمالى الطاقة الاستيعابية لكل منشأة، اعتبارًا من أول يونيو المقبل، بالقرار الصائب، لكنه رهن ذلك بتنفيذ الضوابط الاحترازية التى وضعتها الدولة.
وأوضح «عليوة» أن هذه الضوابط تتمثل فى حظر خدمة «البوفيه» تمامًا والاعتماد على القوائم المحددة مسبقًا الـ«MENU»، ومنع تقديم الشيشة نهائيًا، وقياس درجات الحرارة لرواد المطعم، وترك مسافة لا تقل عن مترين بين طاولات الطعام، ومتر واحد بين كل شخص وآخر على المائدة، مع الأخذ فى الاعتبار العائلات بحد أقصى ٦ كراسى على المائدة الكبيرة، والاعتماد على أدوات طعام تستخدم لمرة واحدة قدر المستطاع، ووضع معقمات ومناديل تعقيم على كل مائدة طعام، وتعليق الإرشادات التوعوية فى أنحاء المطعم.
وأضاف: «تلك الإجراءات من شأنها تقليل فرص الإصابة بفيروس كورونا إذا تم الالتزام بها، وإعادة عجلة السياحة الداخلية إلى الدوران».
ودعا وزارة البترول إلى تقديم بعض التسهيلات لشركات السياحة، مثل تخفيض سعر البنزين المستخدم فى أتوبيسات النقل الداخلى، خاصة أن جزءًا من تكلفة برامج السياحة الداخلية يعتمد على سعر حافلات النقل.
وتابع: «بتقديم تلك المساعدات ستكون هناك فرصة لتخفيض أسعار برامج السياحة الداخلية المختلفة، ما يشجع بعض المواطنين على الإقبال عليها، خاصة بعد قضاء المصريين فترة طويلة حبيسى منازلهم بسبب فيروس كورونا، وبالتالى زيادة رغبتهم فى الخروج وقضاء وقت ممتع بالسفر لتعويض فترات العزل الصعبة».
وحذر شريف مصيلحى، عضو الاتحاد العام للغرف السياحية، من إمكانية أن نفيق على «كارثة كبرى» حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات التى أعلنتها الدولة، كل فى مجاله.
وقال: «قرارات وزارة السياحة التى أعلنتها لإعادة تشغيل الفنادق وعودة النشاط السياحى تدريجيًا يجب أن يتبعها التزام دقيق من قبل المواطنين الذين سيقبلون على الاشتراك ببرامج السياحة الداخلية المختلفة».
وأضاف: «ضمانًا لتحقيق هذا الالتزام من جانب المواطن، لا بد للدولة أن تفرض عقوبات صارمة وقوية على كل من يخالف الضوابط الاحترازية التى حددتها، لجعل كل مواطن يفكر ١٠٠ مرة قبل أن يجرؤ على مخالفة الإجراءات، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد إقبالًا من المواطنين بكثافة على تنفيذ رحلات سياحة داخلية مختلفة، لكونها فترة أعياد وإجازات، وتأتى بعد فترة طويلة من العزل، ما يهدد بسهولة انتشار الفيروس إذا لم يلتزم الجميع».
الرياضة: ترقب لقرار الحكومة.. التدريبات الحالية «أونلاين».. و3 أسابيع لاسترجاع «الفورمة»
قال عمرو فتحى، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة اليد، إن جميع القائمين على الرياضة المصرية يتمنون عودة النشاط مرة أخرى، لكن فى إطار يضمن أمان وسلامة أعضاء الفرق والأجهزة الإدارية والفنية والجماهير من أى خطر.
وأضاف «فتحى»: «اتحاد كرة اليد فى انتظار أى قرارات بشأن عودة النشاط الرياضى، للعودة للملاعب وبدء التدريبات مرة أخرى».
وأشار إلى علمه بمناقشة مجلس الوزراء حاليًا القرار النهائى، من جميع المحاور الإيجابية والسلبية، وما يترتب عليه من نتائج فيما بعد، وفور التوصل إليه سيتم إخطار كل الاتحادات الرياضية بعودة النشاط مرة أخرى.
ورأى أن عودة النشاط ستشمل كل الرياضات وليس رياضة بعينها، لأن كل لعبة رياضية كان لها جدولها الزمنى فى المشاركة بالبطولات والمسابقات المحلية والدولية.
وعن كرة اليد تحديدًا، قال: «الجدول كان ممتلئًا بمشاركات فى العديد من البطولات، وكل بطولة تعتمد على الأخرى، أبرزها تنظيم مصر كأس العالم لكرة اليد على أرضها، التى كان من المقرر إقامتها فى يناير ٢٠٢١، فضلًا عن الدورى المحلى الحالى والمقبل».
وشدد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة اليد على أن عودة الحياة الرياضية فى مصر تتطلب التأهيل البدنى والنفسى للاعبين، لأنه لم يحدث من قبل أن توقفت التدريبات الرياضية لفترة دامت ٣ أشهر، مشيرًا إلى أن عودة اللاعبين إلى «الفورمة» تحتاج إلى نحو ٣ أسابيع.
وقال إسلام خضر، معد بدنى ومدرب أحمال المنتخب الوطنى لرفع الأثقال، إن الغموض لا يزال يحيط بالنشاط الرياضى، ولا نعلم ما إذا كانت عودته تتضمن جميع الألعاب الرياضية أم أنها ستقتصر على ألعاب بعينها فقط.
واعتبر «خضر» عودة النشاط الرياضى، بعد توقف دام أكثر من شهرين، خطوة مهمة بشرط الالتزام بكل الإجراءات الوقائية التى تضمن سلامة اللاعبين وأعضاء الفرق الرياضية من خطر الإصابة بفيروس «كورونا».
وعن رفع الأثقال تحديدًا، كشف عن أن الاتحاد المصرى للعبة لم يُخطر أيًا من اللاعبين بموعد العودة، مشيرًا إلى أن الأثقال لعبة فردية لا تتطلب وجود فريق يضم أكثر من رياضى، مثلما يحدث فى الألعاب الجماعية، ما يسهل إمكانية استئناف نشاطها.
وأشار إلى تسبب «كورونا» فى خسائر فادحة للنشاط الرياضى فى مصر والعالم، خاصة رفع الأثقال، بعد توقف جميع البطولات الدولية التى كانت تشارك مصر فيها سنويًا، وتحقق مراكز متقدمة خلال فعالياتها، وعلى رأسها الأوليمبياد، التى كانت ستُنظم فى العاصمة اليابانية طوكيو، وتعد حلم كل رياضى، معتبرًا أن مصر كانت ستحصد العديد من الميداليات المختلفة فى هذه البطولة، ودورها لم يكن سيقتصر على المشاركة فقط.
ويحرص معظم الفرق الرياضية فى الوقت الحالى على تنفيذ برامج بدنية مكثفة، أرسلها إليهم أعضاء الأجهزة الفنية بكل فريق، للسير عليها فى المنزل، وذلك للحفاظ على لياقتهم البدنية بأفضل صورة ممكنة.
ولم يقتصر الأمر على اللاعبين المحترفين، فقد لجأ المواطنون من رواد صالات «الجيم» إلى طريقة مميزة للاستمرار فى تدريباتهم البدنية داخل منازلهم.
وفى هذا السياق، قال أحمد عنتر، مدرب فى صالة «جيم» بمنطقة فيصل، إن توقف عمل الصالات الرياضية لم يمنعه من مواصلة تدريب عملائه، ووضع خطط للتواصل مع الرياضيين الراغبين فى التخسيس أو بناء العضلات.
وأوضح «عنتر» أنه اتجه لتدريب الشباب عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بوضع أنظمة غذائية معينة لهم، وتدريبات يومية، ومتابعة تنفيذهم إياها، وذلك التزامًا بقرار مجلس الوزراء بمنع أى تجمعات للحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد».
وأضاف: «أتمنى عودة الحياة إلى طبيعتها، والقضاء على الفيروس، وفتح صالة الجيم من جديد، لأنها مصدر دخلى الوحيد».
وقال مصدر باتحاد الكرة إن «الجبلاية» وضع تصورًا كاملًا لاستئناف النشاط الرياضى مرة أخرى مع اتخاذ إجراءات احترازية مشددة، على رأسها استمرار منع حضور الجمهور إلى المدرجات، ومنع المصافحة بين اللاعبين، وإلغاء الصور التذكارية، وغيرها من الإجراءات التى تنتظر قرار الحكومة بالعودة.