استهداف الفن المصري
في زمن رامز جلال كل شيء يباع و يشترى و يثمن بأبخس الأثمان فالمال الوفير لا يمكن له أن يشتري التاريخ و السمعة و الريادة لكنه و بالتأكيد استطاع شراء ذمم و نفوس أبناء جيله بمجانية باهظت التكاليف كللفت البلاد فقدان جزء كبير من صورتها الذهنية لدي الاجيال القادمة أجيال الداخل و أجيال البلدان الاخرى التي كانت تشير بالبنان لنجوم السينما و الفن المصري و لكن صار بالإمكان الان استباحة الفن المصري و التراث المصري الذي فرط فيه و باعه البعض ليحتكره البعض و من ثم تفقد مصر قوتها الناعمة التي حاربت بها لسنين دون إراقة نقطة دم واحدة و ننتقل الآن لعمليات التشويه و التدمير التي يرونها نظيفة تماما كعمليات غسيل الأموال في حين انها عمليات خلقت سياسات شديدة الانحطاط تهدف لطمس معالم تلك الصورة الذهنية و تشويه غالبية النماذج الفنية لنقل الريادة لبعض دول الجوار
تماماً كما نشر جيراننا قبل سنين فكراً أصولياً منغلقاً أغرقونا فيه و هاهم الان ينتشلون أنفسهم منه !
و يتم إسقاط كل ما سبق على حاضر مصر الحالي و مستقبلها بل و قد يطال الأمر ماضيها فيتم التسفيه منه و القول بأن الوطن يقتات و يجتر الماضي و يساق في معرض هذا الحديث دوماً حكايات تخص الابتذال و الانحلال و شارع الهرم و الراقصات اللاتي تم إلصاق صور ذهنية سلبية عنهن و ربطهم بالانحلال و السقوط بالضرورة بعد ان كان رؤساء جمهوريات العالم يأتين لمصر و في جدول زيارتهم مشاهدة استعراض لنجوى فؤاد تحت سفح الاهرامات أو الالتقاء بسامية جمال و كاريوكا .. فتاريخ و ميراث الرقص الشرقي الذي أوجده الاتراك و تفوقت فيه مصر تم تدميره بشكل ممنهج و طوال سنوات و مراحل و انتهى الامر لابتذاله بشكل حقيقي و سطو الأجنبيات عليه و من ثم تغيير ملامحه .. لقد تعرض الفن المصري بشتى أنواعه لمحاولات ممنهجة للقضاء عليه بدءاً من الاساءة اليه و ربطه بالفسق و الفجور وصولاً الى تحريمه و ربط العاملين فيه بجهنم و بئس المصير و أن الفنانون منحلون و أن مالهم حرام ! و بعد حملة التشويه ثم التحريم بدأت حملة الأسلمة و السلفنة و السعي لتحجيب الفنانات و إغرائهن بالمال للاعتزال ثم بيع الأرشيف السينمائي و سيطرة رأس المال على الفن و دخول رؤوس أموال نفطية إليه لا لانعاشة بل لجعله يحيد عن دوره و يتم القضاء عليه بأيدي أبنائه الناعمة من عباد المال .. أما رامز جلال و الذي فشل في تحقيق نجومية حقيقية حققها غيره و منهم أخيه الفنان ياسر جلال .. و إدراكه لاستحالة تحقيقه للثروة و الشهرة من خلال أدوار فنية مركزية او رئيسية فيرتضي لنفسه أن يكون معول هدم فعال في مرحلة جديدة رخيصة
تباع فيها الفنانات في سوق النخاسة و يرضخن فيها باسم الصحوبية و العشم و الفكاهة لشتى أنواع الإهانات و الذل و التسليع !
فرامز جلال و من تواطئت معه من الفنانات لا تقل فعلتهن ان لم تكن تزيد عن
ما قامت به حنين حسام صاحبة القضية المشهورة .. فما ارتضته غادة عادل على نفسها هي و غيرها ما هو الا نوع من التواطؤ بل و التسليم و الانبطاح لصاحب رأس المال وإعطائه الضوء الأخضر ليفعل بهن أي شيء يريده طالما سيتم تعويضهن مادياً و بسخاء !! و بالطبع صاحب رأس المال على استعداد لدفع ملايين بل مليارات لتشويه ذهنية هؤلاء الفنانين بغية تدمير الفن المصري و سحب البساط من تحت أقدامه لينتقل و تنتقل الريادة لبلدان أخرى تزاحمه على إستحياء و لا تريد منه أن يكون عصياً عليها فكل شيء في زمن سمسار الفنانين المهرج الماجن رامز جلال مباح و مشروع و مقنن بل ان السمسار عينه لا يستحي بان يوصف و يوصم بالجنون .. و التكئة دوماً جاهزة و معدة سلفاً .. فتبريره سيكون من منطلق انه شاب متحرر عصري (cool) بلغة العصر و يحبه الشباب و الاطفال و هذا ما دفع مستشفى العباسية للامراض النفسية في مصر من إصدار بيانها إتكاءً على ما إتكأ عليه مقاول الهدم و سمسار النخاسة رامز جلال فاعتبرته المستشفى (مجنون رسمي ) و بالتالي شخص خطير و مضر لصحة الاطفال النفسية و لا بد من وضعه في مستشفى للامراض العقلية و النفسية لعلاجه من جنون العظمة و الغطرسة و السادية و رغبته في الانتقام من فنانين تفوقوا عليه في مجال الفن و في نفس الوقت تنفيذ ذلك السيناريو الموضوع له بدقة ناهيك عن بيان نقابة الاعلاميين و منع ظهور السمسار المجنون في القنوات المصرية و الدعوى التي رفعها المحامي الشهير عليه و على القناة الخليجية لوقف بث البرنامج الذي سيستمر حتماً بل و ستكون له مواسم لاحقة تماماً كما سيستمر سيناريو هدم الفن و التراث المصري و السطو عليه
و بطبيعة الحال سيهب الان و يسخر حماة التخريب و مقاولو الهدم ربما بغباء منقطع النظير او مدفوعين بالمال للتسفيه من وجهة النظر تلك و اتهامنا بتبني نظرية المؤامرة .. ففي زمن الانحطاط و الرخص و النخاسة و السمسرة ترتدي المؤامرة دوماً ثوب اللامؤامرة