دبلوماسي ليبي: مبادرة البرلمان لن تنجح والجيش سيقضي على الإرهاب
أكد محمد القشاط سفير ليبيا السابق لدى الرياض، أن مبادرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بشأنه إنهاء الأزمة القائمة منذ سنوات وتشكيل مجلس رئاسي جديد، غير واقعية ولن تنجح، مشددا على أن المبادرة الحقيقية وما يجب أن يتم هو القضاء على الميلشيات المسلحة وأن تسلم أسلحتها للجيش.
وأشار القشاط في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أنه حتى الآن يوجد أكثر من 50 مبادرة طرحت في ليبيا لكن الحل يكمن في القضاء على الجماعات والميلشيات المسلحة أولا، ودون إنهائها لا يصح أي صلح ولا أي مبادرة فلا يمكن أن تعمل الدولة في ظل وجود الدواعش وتنظيمات القاعدة الإرهابية والغوغاء والفوضى التي خلقتها الجماعات المسلحة والإرهابية، فهم يهددون المسؤولين والموظفين والمواطنين بالدولة.
وأكد الدبلوماسي الليبي أنه بعد القضاء على الجماعات المسلحة، يتم الحديث عما سيكون عليه شكل الدولة والاتفاق بين أبناء ليبيا والقبائل.
وتعليقا على مبادرة قائد الجيش المشير خليفة حفتر وطلبه تفويضا شعبيا وحثه للمواطنين على طرد حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، قال القشاط إن الجيش هو الأساس، مؤكدا أنه لولا وجود الجيش في مصر لانتشرت الدماء وعمليات القتل والتفجيرات وقطع الرؤس بسبب الإخوان كما يجري في ليبيا الآن.
وشدد سفير ليبيا السابق على أن الجيش هو من يجب أن يتقدم وينهي المشكلات والميلشيات وبعدها يجتمع الشعب وقبائله وشيوخه لاختيار نظام الحكم الملائم لهم، واصفا مبادرة رئيس النواب بالغير واقعية وأنها سبق أن وضعت في مؤتمر الصخيرات عام 2015 وأتت بفائز السراج رئيس حكومة الوفاق، فهي نفس الفكرة، فقد جاء السراج على متن فرقاطة عسكرية وفرض على ليبيا من قبل الخارج.
وأشار القشاط إلى أن السراج لا يحكم أكثر من 10 آلاف كم في ليبيا، وقد جلب المرتزقة والأتراك وفيروس كورونا إلى ليبيا، وهؤلاء العملاء يجب أن ينتهوا ويخرجوا من ليبيا فمصيره مثل مصير الحكومات العملية على مر التاريخ سرعان ما انتهت وعادت البلاد لأهلها الذي يخلق حكومة جديدة ويؤسس دولة قوية كما كانت ليبيا قوية من قبل.
وتعليقا على طلب المشير خليفة حفتر تفويضا شعبيا لاستكمال مهمة الجيش في تحرير كافة المناطق من الإرهاب، قال إنه حتى لو لم تخرج الجموع للشوارع أو تصدر القبائل بيانات فإن الجيش هو ابن الشعب وأبناء الليبيين هم من يشكلون الجيش ويقاتلون الإرهاب، مؤكدا على أن كل القبائل تؤيد الجيش في مهمته للقضاء على الإرهاب، حتى أن القبائل التي تحت سيطرة الميلشيات تؤيد الجيش لكنها غير قادرة على الجهر بهذا الأمر بسبب أعمال القتل والسجن التي تمارسها الميلشيات بحقهم.
وأكد الدبلوماسي الليبي أنه لا يوجد شعب عاقل في العالم إلا ويؤيد جيشه لأنه الداعم لهوية الوطن ويحافظ عليه من أي شرور داخلية وخارجية.
وأشار القشاط إلى أن سيطرة ميلشيات الوفاق بدعم من تركيا مؤخرا على بعض المدن غربي البلاد مثل صبراتة وصرمان أمر مؤقت، فالمعارك عبارة عن كر وفر، وليست لها رسم بياني موحد يفرض على الجيش التقدم دائما، مؤكدا أن طيران تركيا هو من يضرب كافة المدن الليبية سواء في ترهونة أو بني وليد أو غيرها من مناطق البلاد المختلفة.
وانتقد الدبلوماسي الليبي صمت المجتمع الدولي تجاه العدوان التركي على الشعب الليبي، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة هم من ورطوا ليبيا في هذا الأمر فسبق أن حرضوا حلف شمال الأطلنطي "ناتو" على دخول وتدمير ليبيا عام 2011، والآن تركيا جزء من الناتو فهي عضو فيه ولا يطلبون منها التوقف عما ترتكبه في ليبيا، فيوميا تمارس نقل الأسلحة عبر البحر والجو إلى مصراتة وطرابلس، بخلاف قصفها للمدنيين والجيش والبنية التحتية ودعمها للجماعات المسلحة ونقلها للمرتزقة.
وأشار القشاط إلى أن هذه الحرب قد تدوم لعام أو عامين وحتى إن استمرت لخمسين سنة فلن يستسلم الليبيون للعدوان التركي وأن يتركوا الأتراك يستعمروا ليبيا.
وتعليقا على الأنباء التي تشير بإمكانية تولي إسماعيل ولد شيخ وزير الخارجية الموريتاني منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا خلفا للبناني غسان سلامة، قال إنه لن يأتي أحد إلى ليبيا أفضل من غسان سلامة، كما أن الأمر يعني الليبيين في المقام الأول، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك قرار وتحرك دولي واضح لإنهاء الجماعات المسلحة وسحب أسلحتها فلن ينجح ولد شيخ أو غيره في مهمته إلى ليبيا.