رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون عن «عبدالهادي» ضحية كورونا: كان غيورا على لغته صديقا لطلابه

الدكتور عبدالهادي
الدكتور عبدالهادي علي

رحل الدكتور عبدالهادي علي عبدالهادي، مدرس الأدب والمسرح بقسم الدراسات الأدبية كلية دار العلوم جامعة المنيا مساء أمس إثر إصابته بفيروس كوفيد 19 المستجد، بمستشفى العزل بملوي المنيا، وهو مواليد محافظة الفيوم، وكان قد حصل مؤخرا على جائزة راشد بن حمد الشرقي فرع النقد، وكذلك جائزة إحسان عبدالقدوس لذات الفرع.

يقول عنه الدكتور محمد صالحين؛ أستاذُ الفلسفةِ الإسلاميةِ بالكليةِ: "كان عبد الهادي فارسًا واعدًا في مضمارِ اللغةِ العربيةِ وآدابِها، وكُنَّا نعوِّلُ عليه في ساحاتِ الدراساتِ النقديةِ، مع أنَّ تخصصَه الدقيقَ هو الدراساتُ الأدبيةِ، حتى أطلق عليه الأساتذةُ الكبارُ ناقدَ الأدباءِ، وأديبَ النقادِ".

وتابع: "تميَّزَ به الراحلُ الشابُّ بصفتانِ؛ الغيرةُ، والصبرُ، نعم كان غيورًا على دينِه ووطنِه، على لغتِه وفنِّه، على أساتذتِه وتلامذتِه، وحملتْه هذه الغيرةُ الحميدةُ على الجسارةِ والإقدامِ، فكان جريئًا غيرَ هيّاب، طموحًا لا يقنعُ بما دون السحاب، وكان صبورًا؛ ذاك الصبرَ الإيجابيَّ الفعّالَ، الصبرَ الجميلَ الذي لا ضجرَ فيه، ولا جزعَ!".

أما الدكتور أشرف توفيق مدرس التاريخ الإسلامي بالكلية فقال: "كان الدكتور عبد الهادي نموذجا لعضو هيئة التدريس الملتزم بكل ما تحمله الكلمة من معان في محاضراته التي كان الطلاب يشيدون بشرحه وإصاله للمعلومة على أكمل وجه وأبسط صورة، فضلا عن خلقه الرفيع وتواضعه الجم، ما جعله نموذجا للطلاب يحتذون به، حيث كان قريبا منهم يستمع إليهم ويسعى لحل مشكلاتهم فضلا عن تشجيعه للنابغين منهم".

واستطرد: "أما بالنسبة لعلمه فقد كان عالما فذا في مجال الأدب والنقد وحاز العديد من الجوائز العالمية والمحلية آخرها جائزة راشد الشرقي وإحسان عبد القدوس في الأدب والنقد، وله العديد من الأبحاث الجادة، أما عن الجانب الإنساني فهو إنسان خلوق محبوب من قبل زملائه متواضعا يشارك زملاءه في أفراحهم وأحزانهم".

وقال جعفر أحمد حمدي، الشاعر والباحث بقسم البلاغة والنقد الأدبي: "لم يكن الدكتور عبدالهادي مجرد أستاذ لي فقط، بل كان صديقا مقربا، كنا نتكلم دائما عن الشعر والنقد، ومؤخرا كنا نتحدث عن المسابقات الأدبية ودورها الداعم للأدباء معنويا وماديا، ومن الجميل فيه أيضا تواضعه، وإلمامه بالأجيال الحديثة من الكتاب والشعراء، كان دائم التواصل معهم، تجده أخا ناصحا، وكان ذا سمت هاديء يرتاح من يتعامل معه، المصاب جلل، والأمر مرهق ومحزن، لا أتصور أن أدخل قسم الدراسات دونما أجده، أو أنزل للمقهى دون مشاركته القهوة، سأفتقد بالفعل مداعباته وخلافاته في تأويل شعر إمريء القيس، سأفتقد غيرته على اللغة، سأفتقد محبته للكتابة ودعمه الشعراء المجيدين، رحمه الله وتقبله شهيدا".

وقال الدكتور منتصر نبيه، المدرس بقسم الدراسات الأدبية: "رحم الله أخي وصديقي الدكتور عبد الهادي، كان نعم الصديق والأخ، وقد زاملته في تدريس بعض المواد في قسم الدراسات الأدبية، ودائما كنت أستمع لنقده وتعليقاته على النصوص الشعرية والمسرحية والروائية، وكنت أقول له دائما أنت ناقد كبير، وله علي أفضال كثيرة، حتى أن مسابقة الشارقة للإبداع الأدبي التي حصلت عليها هذا العام هو من أقسم علي أن أقدم فيها، وتابعني في الكتابة أولا بأول، واستفدت كثيرا من تعليقاته وتصويباته، وأشهد أنه كان صديقا صدوقا وفيا، وكان عفيف النفس كريما، هاتفته قبل الوفاة بيومين وقال لي إن حالته جيدة ولا يريد إلا الدعاء، ولكن هذا قدر الل"ه.

وقالت الدكتورة إيمان عصام خلف، المدرس بقسم الدراسات الأدبية: "عرفته رجلًا شهمًا صالحًا ذا ضمير وعالمًا قديرا يشار إليه بالبنان، ترك فينا وفي طلابه أثرًا عظيمًا فقلما نجد معلما يجمع كلَّ الشمائل الطبية في شخصه".

وأضافت: "جمعتني به زمالة الجامعة وكان نعم المعين والمساعد، ووقف بجانبي في كثير من الأزمات وكان الناصح الأمين، تعلمت منه حب العلم والكفاح والوصول إلى الغاية بالقراءة والسعي وراء العلم والتضحية من أجل مستقبل أفضل لي ولطلابي، وحينما فاز بجائزة راشد بن حمد الشرقي في دولة الإمارات كنت أكثرَ الناس فرحا بفوزه".