رغم تفشي كورونا.. تركيا «تخنق» عمال المناجم بظروف خطيرة
كشف موقع "المونيتور" الأمريكي، في تقرير له، مآساة عمال مناجم الفحم في تركيا وكيف يتم إجبارهم على العمل في ظروف قاسية للغاية رغم تفشي فيروس كورونا في البلاد، ما يجعلهم عرضة بشكل أكبر للإصابة بالمرض، في ظل حرص الحكومة على إبقاء عجلة الاقتصاد تدور بشكل طبيعي وعدم توفر الإجراءات اللازمة لحمايتهم.
وأشار التقرير إلى أن العمال في مناجم الفحم بمنطقة زونجولداك، وهي منطقة صغيرة تقع على البحر الأسود في تركيا، معرضون بشكل كبير للإصابة بأمراض الرئة والأمراض السرطانية، وهو ما يزيد من خطر إصابتهم بالفيروس المنتشر بالبلاد، ويزيد من احتمالية الوفاة بسببه بنسبة 15% بسبب حرق الفحم وتعرض العمال للانبعاثات الضارة الناجمة عن ذلك.
وتابع التقرير: "يبدو أن سكان مقاطعة زونجولداك عالقون في حلقة مفرغة، حيث يؤدي انبعاثات الفحم إلى تلوث الهواء والمسبب لكثير من الأمراض المزمنة، مما يجعل العاملين هناك أكثر عرضة للفيروس التاجي عن غيرهم من الأفراد".
ونقل الموقع عن بوكيت أتلي، المنسق في منصة الحق في الهواء النقي بتركيا، قوله إن سكان حوالي 80 مقاطعة من أصل 81 محافظة في تركيا يتنفسون الهواء الملوث فوق المستويات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وينطبق هذا بشكل خاص على المدن التي لديها محطات طاقة تعمل بالفحم، مثل مقاطعة كهرمان ماراس الجنوبية الشرقية، حيث يتنفس السكان الهواء الأكثر تلوثًا في تركيا في عام 2018.
وانتقد الموقع استمرار تركيا في الاستثمار بكثافة في الفحم ومواصلة العمل في عدد كبير من مشاريع طاقة الفحم في مرحلة ما قبل البناء رغم تفشي الوباء، وهو ما يشير إلى عدم مبالاتها بصحة العمال العاملين في تلك المناجم رغم تعرضهم للخطر بشكل كبير، داعيا الحكومة لإعادة النظر في العواقب المميتة لسياسات الطاقة الخاصة بها.