أثري: «المتاحف الافتراضية» ضرورة حتمية في ظل ما يطرأ على العالم
قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن فكرة إنشاء "المتاحف الافتراضية " لم تعد ترفًا، بل ضرورة حتمية في ظل ما يطرأ على العالم من أحداث سياسية أو أزمات اقتصادية أو حروب مضنية، أو جائحات مرضية مثل الأوبئة التي قد تجتاح العالم وتقف حجر عثرة في طريق السياحة والسفر.
وأضاف بدران، اليوم الأربعاء، أن "المتاحف الافتراضية" هي متاحف تنشأ على شبكة "الإنترنت" للتعريف بمتحف ما عن طريق عرض القطع الأثرية والأعمال الفنية "عرضًا افتراضيًا" من خلال التكنولوجيا الرقمية التي تجعل الفرد يرى ويحس ويشعر ويتفاعل مع الأثر أو القطعة الفنية بأسلوب مماثل للعالم الحقيقي، وفق تصريحه لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأوضح أن تلك المتاحف تعد كيانًا "افتراضيًا" تعرض المقتنيات المتحفية من خلال موقع واحد على شبكة الإنترنت والتعليق عليها ونشر البحوث والدراسات المرتبطة بتلك المقتنيات، وغير ذلك من الخدمات المتحفية، مؤكدًا دورها المهم في الترويج والتنشيط السياحي، وإتاحة الثقافة الأثرية والتراثية في كل زمان ومكان.
وأشار إلى أن تلك المتاحف تسمح للفرد وهو في منزله، من خلال الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر، بمشاهدة القطع الأثرية والأعمال الفنية سواء كانت خاصة بمتاحف قومية أو وطنية أو خاصة، حيث تسمح تلك المتاحف بالتجول والمشاهدة عن بعد، وهو أمر مهم للحفاظ على المجموعات النادرة بالإضافة إلي إتاحتها للجمهور.
وأردف أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة، قائلًا: إنه يمكن كذلك من خلال تلك المتاحف عرض مجموعات أثرية مثل الفخار، والخزف، والنسيج، والزجاج، وغيرها من المجموعات، إلى جانب المقتنيات الخاصة ببعض الشخصيات المهمة سواء كانت فنية أو أدبية أو سياسية مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ونجيب محفوظ، أو مجموعات الزعماء مثل جمال عبدالناصر، وأنور السادات.
وطالب بضرورة أن يكون هناك موقع إلكتروني لأي متحف، خاصة في زمن "السوشيال ميديا"، يعرض مقتنياته بتقنية "الأبعاد الثلاثية" من حيث الطول والعرض والارتفاع، بل أيضًا بتقنية "الأبعاد الرباعية" التي تُدخل الزمن إلي العروض "الافتراضية"، بل أكثر من ذلك استخدام تقنية "الهولوجرام" المتقدمة التفاعلية، وهي تقنية مستخدمة حاليًا في دار الأوبرا المصرية لتقديم عروض ثقافية وحفلات فنية من خلال مبادرة وزارة الثقافة المصرية "الثقافة بين إيديك".