إعلامية صينية: الصين أهدت مصر وثائق فنية لمواجهة كورونا
كشفت الاعلامية الصينية "وانغ شين" عن آليات تعامل السلطات الصينية مع فيروس كورونا والدول التى قدمت دعمها للصين في مواجهة هذه المحنة، وأشادت شين في حوار خاص لـ"الدستور" بالتعاون بين مصر والصين لمواجهة «كورونا» والتي كان آخرها زيارة وزير الصحة والسكان هالة زايد لبكين وهدية خاصة قدمتها الصين إلى مصرفي هذا الشأن.. وإلى نص الحوار:
- كيف تعاملت السلطات مع تداعيات فيروس كورونا؟
إن الصين حكومة وشعبا أولت بالغ الاهتمام وبذلت أقصى الجهود لمواجهة هذا الفيروس الذي يعتبر فيروسا جديدا لا أحد يعرفه، وقادر على الانتقال بين الناس بسرعة وقد يؤدي إلى الوفيات بعد الإصابة به ويهدد سلامة البشرية كلها، لذا فمنذ اندلاعه قد اتخذت الصين العديد من الإجراءات الصارمة للوقاية والسيطرة على انتشاره.
- هل توصلت الصين إلى عقار لمواجهة انتشار فيروس كورونا؟
حاليا يمكن القول إن الصين تسيطر على انتشار الفيروس بشكل عام حيث بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة 80 ألف و864 حالة، من بينها 57 الف و223 متعافيا خرجوا من المستشفيات بفضل طرق العلاج الفعالة التي اتخذها الأطباء الصينيون أثناء محاربة الفيروس، وفي الوقت نفسه، فقد وصل اختراع اللقاح إلى مرحلة التجربة السريرية في الوقت الحالي.
- ما هي أبرز الاجراءات التي اتخذتها بكين لمواجهة انتشار كورونا داخليا.. ومنع امتداده إلى الدول الأخرى؟
اتخذت الحكومة المركزية والحكومات المحلية على مختلف المستويات في الصين، سلسلة من الإجراءات المشددة والفعالة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، مثل تعليق المرور بين القرى والمدن والمقاطعات والحجر الصحي لمدة 14 يوما وإلغاء الأنشطة الجماهيرية وارتداء الكمامة وقياس درجة الحرارة للجميع في الأماكن العامة.
- كيف ترون زيارة وزيرة الصحة المصرية إلى بكين لبحث التعاون مع الصين لمواجهة كورونا؟
إن زيارة وزيرة الصحة والسكان المصرية جاءت في إطار حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على التضامن مع الصين حكومةً وشعبًا، وكانت زيارتها تهدف إلى تبادل الخبرات والبيانات مع سلطات الصحة في الصين ووجود تعاون متميز بين البلدين لمواجهة كوورنا، منوهةً إلى أن الصين قدمت هدايا قيمة جدًا لمصر، عبارة عن الوثائق الفنية المحدثة (النسخة السادسة) للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الصين لمواجهة الفيروس.
والتقرير المشترك لخبراء منظمة الصحة العالمية والخبراء الصينيين حول الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام به وفد الخبراء إلى مناطق عديدة في الصين، وأن هذه الهدايا ستفيد مصر في الإجراءات الاحترازية للسيطرة على الفيروس الذي يعد عدوا مشترك للبشرية كلها، ولا حل للقضاء عليه إلا التضامن والتعاون بين مختلف دول العالم، وتتميز زيارة الوزيرة في هذا التوقيت الحرج بأهمية بارزة لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الدولي في هذا المجال.
- ما هي أبرز الدول التي تعاونت معكم في مواجهة كورونا؟
حتى 5 فبراير، قدمت حكومات 21 دولة، وهي مصر، وكوريا الجنوبية، واليابان، وتايلاند، وماليزيا، وكازاخستان، وباكستان، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والمجر، وبيلاروسيا، وتركيا، وإيران،، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، وأستراليا، ونيوزيلندا، وترينيداد وتوباجو، ومنظمة اليونيسيف، إمدادات إلى الصين للوقاية من الأوبئة ومكافحتها، كما أعربت حكومات دول أخرى عن استعدادها للتبرع.
- هل تأثر اقتصاد الصين بسبب كورونا؟ وكيف عملت الحكومة على احتواء هذا الأمر؟
بعد اندلاع فيروس كورونا الجديد في الصين، علقت العديد من الشركات السياحية والتجارية والصناعية عملها وإنتاجها، الأمر الذي أثار قلقا شديدا تجاه تباطؤ نمو اقتصاد الصين ومخاطر انسياب الإمدادات العالمية، نظرا لأن الاقتصاد الصيني هو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويمثل إحدى الحلقات المهمة في السلسلة الصناعية العالمية، حيث أعربت كثير من الدول المصدرة للطاقة أوالمشترية لقطع الغيار عن قلقها إزاء توقف الصين عن أنشطتها الصناعية.
ومن أجل تخفيف الآثار السلبية لاقتصاد الصين واقتصاد العالم كله، حاولت الصين استئناف تشغيل المصانع في أسرع وقت ممكن، واتخذت الحكومة المركزية والحكومات المحلية سلسلة من التدابير لخلق ظروف ملائمة للشركات لاستئناف عملها منها على سبيل المثال، قبل العودة إلى العمل، يجب أن يمر الموظفون بسلسلة من إجراءات التفتيش والتطهير، وهذه هي الممارسة المحددة لسياسة " تنسيق الوقاية من الوباء ومكافحته واستعادة النظام الاقتصادي والاجتماعي".
وبالإضافة إلى ذلك، استأنفت الصين حركة المرور على الطرق في مناطق خارج مقاطعة هوبي بشكل طبيعي أيضا، وذلك يمثل جهودها للعودة إلى الأنشطة الاقتصادية الطبيعية خلال الحرب ضد فيروس كورونا الجديد.
- ما تعليقك على تعرض كثير من الصينين إلى أحداث عنصرية واعتداءات في الغرب بسبب الهلع من كورونا؟ وهل هناك من يحرض على هذا الأمر؟
إن فيروس كورونا الجديد ليست له جنسية أو حدود جغرافية، هو عدو مشترك للجميع. وفي هذا التوقيت الحرج، من المفروض أن نقف معا في الإنسانية ونعمل على البحث عن طرق منع انتقال الفيروس، وعلاج المصابين في أسرع وقت ممكن، بدلا من التمييز العنصري الذي يعتبر وباء ضد الإنسانية يجتاح العالم.
- كيف ترين طبيعة العلاقات بين مصر وبكين وكيف يمكن تعزيزها؟
العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر شهدت تطورًا مستمرًا في كافة المجالات على مدى العقود الستة الماضية منذ تأسيسها في 30 مايو عام 1956، وقد أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، كما تنتهج الدولتان سياسات متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في كافة أرجاء العالم، والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل قائم على احترام خصوصية كل دولة فضلا عن تفهم كل طرف للقضايا الجوهرية للطرف الآخر.
وتتمسك الدولتان بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة والسعي إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، وقد تجلت هذه السياسة في مواقف كل منهما تجاه الآخر في مختلف المحافل الدولية وخاصة في ملفات النزاعات الإقليمية والدولية، كما تؤكد مصر موقفها الثابت بوجود دولة واحدة للصين هي جمهورية الصين الشعبية، كما تبنت الصين موقفًا مؤيدًا لاختيارات الشعب المصري خلال الخمس سنوات الماضية وأعلنت مرارًا رفضها لأي تدخل خارجي في الشأن المصري.
وقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين لمستويات قياسية حيث وصل إلى 13.87 مليار دولار أمريكي 2018 مقابل 10.8 مليار دولار في 2017، كما وصل حجم الصادرات المصرية إلى الصين إلى 1.8 مليار دولار في 2018.
وقال السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشانغ، إن حجم التبادل التجاري المشترك مع مصر في الـ5 شهور الأولى من عام 2019 سجل نحو 5.4 مليار دولار، بزيادة 5.3% على نفس الفترة من العام الماضي. أما حجم الاستثمار الصيني المباشر في مصر زاد 74.9 مليون دولار في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019، بزيادة قدرها 66% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".
وفي المجال الثقافي، كانت مصر أول دولة عربية تقيم تعاونًا تعليميا مع الصين، ويرجع تاريخ هذا التعاون إلى سفر العالم الصيني الكبير "ما فو تشو" في فترة أسرة " تشينغ" الملكية، إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر قبل 175 عامًا.، كما أن طريق الحرير البري البحري قد ربطا مصر والصين، ليس تجاريًا واقتصاديًا فحسب وإنما ثقافيًا وفكريًا وعلميًا أيضًا.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت التبادلات الثقافية بين البلدين ازديادا سريعا وحققت نتائج مثمرة، مثلا مع حلول الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين والقاهرة، أعُلن عام 2016 إطلاق العام الثقافي المصرى الصيني خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج، الأولى لمصر في يناير 2016، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني انطلاق احتفالات العام الثقافي المصري الصيني من معبد الأقصر، بمشاركة أكثر من 500 فنان من الدولتين.
وبالإضافة إلى ذلك، استضافت القاهرة الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصيني المصري في يونيو 2018 تحت عنوان "الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد" برعاية اتحاد الكتّاب الصينيين واتحاد كتّاب مصر. وفي عام 2019، نظم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة أكثر من 100 حدث تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي الصيني المصري.
- ما هي أهم المناطق والأكلات الشعبية التي أحببتيها خلال وجودك في مصر؟
زرت الاسكندرية والإسماعيلية والأقصر وأسوان وشرم الشيخ، ومن بينها أحب الأقصر أكثر خصوصا المعابد العريقة الضخمة ويرجع تاريخها إلى ما قبل خمسة آلاف سنة.
وأنا من عشاق الطبخ وأحب الأكلات المصرية كثيرا مثل الطعمية، والملوخية، و"الحواوشي"،و"شوربة الكوارع"، والحمام المشوي، كلها لذيذة جدا.