لهذه الأسباب تعارض إيران اتفاقية السلام "الأمريكية - الأفغانية"
رفضت إيران، اليوم الأحد الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحركة طالبان الأفغانية، في الدوحة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وقعت، وحركة طالبان، السبت اتفاقًا يهدف إلى إنهاء حرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
ولدى الجيش الأمريكي حاليًا نحو 20 قاعدة بأحجام متباينة في أنحاء أفغانستان، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وتعهدت الولايات المتحدة كذلك ببدء مراجعة قائمة العقوبات الحالية التي تستهدف قادة طالبان وأعضاء الحركة، بهدف رفع هذه الإجراءات بحلول 27 أغسطس 2020.
وقالت واشنطن إنها ستبدأ كذلك بالتواصل دبلوماسيًا مع أعضاء مجلس الأمن الدولي وحكومة كابول لشطب طالبان من قوائم العقوبات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن القوات الأمريكية ستبدأ مغادرة أفغانستان اعتبارًا من أمس السبت.
وأكد ترامب، أنه سيلتقي بممثلين عن حركة طالبان في البيت الأبيض، لأنه يعتقد أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الحركة والولايات المتحدة أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة سوف ينجح.
-نص الاتفاقية
تبدأ القوات الأمريكية فورًا عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان بعد توقيع الاتفاق مع طالبان.
وتستند عملية الانسحاب إلى برنامج زمني مبدئي ومشروط، يرتبط بشكل رئيسي بمدى احترام الحركة المتطرفة لضمانات أمنية التزمت بها، وبالتقدم في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإنه من المقرر أن تسحب واشنطن وحلفاؤها جميع قواتهم من أفغانستان في غضون 14 شهرًا إذا التزمت عناصر طالبان ببنود الاتفاق.
وفي البداية، ستخفض الولايات المتحدة عدد جنودها إلى 8600 في غضون 135 يومًا اعتبارًا من السبت، بينما ستسحب قواتها بشكل كامل من 5 قواعد عسكرية.
وفي حال التزمت جميع الأطراف بالاتفاق، فستستكمل الولايات المتحدة وشركاؤها سحب جميع القوات المتبقية من أفغانستان، وستمتنع الولايات المتحدة مستقبلًا كذلك عن استخدام القوة ضد أفغانستان أو التهديد بذلك أو التدخل في شؤونها الداخلية.
وينص الاتفاق كذلك على بدء المحادثات بين طالبان وجميع الأطراف الأفغان اعتبارًا من 10 مارس، ولم ترد تفاصيل عن هوية الأطراف المتحاورين أو الجهة التي ستمثل الفريق الأفغاني.
وينص الاتفاق كذلك على أن وقف إطلاق النار سيكون مجرد بند على جدول أعمال المحادثات، ما يعني أنه ليس إجباريًا.
وبموجب الاتفاق، سيناقش المشاركون في المحادثات موعد ووسائل (تطبيق) وقف دائم وشامل لإطلاق النار.
واتفقت الولايات المتحدة مع طالبان على تبادل آلاف السجناء في إجراء لبناء الثقة يتوقع أن يتزامن مع بدء المحادثات بين طالبان والجانب الأفغاني.
وجاء في النص أنه سيتم إطلاق سراح ما يقارب خمسة آلاف سجين من طالبان وألف سجين من الجانب الآخر (القوات الأفغانية) بحلول 10 مارس.
تلميحات إيرانية كدولة جارة لأفغانستان
لمحت الخارجية الإيرانية إلى أن اتفاق الدوحة لم يأخذ بالاعتبار ملاحظات إيران كدولة جارة، تربطهما حدود مشتركة بطول يصل إلى أكثر من 900 كلم.
جاء ذلك من خلال قولها إن "السلام المستدام في أفغانستان يتحقق فقط من طريق الحوار بين الأفغان بمشاركة جميع القوى السياسية مع الأخذ بالاعتبار ملاحظات الدول المجاورة لأفغانستان".
ورأت طهران أن الأمم المتحدة "لديها طاقات وقدرات مناسبة لتسهيل المفاوضات بين الأفغانيين والإشراف عليها وضمان تنفيذ الاتفاقيات الموجودة"، معلنة استعدادها للمساعدة في استتباب السلام والاستقرار والأمن في أفغانستان.
وأعربت عن الأمل في "تشكيل حكومة أفغانية تقيم علاقات صداقة وأخوة مع الجيران وتقلع جذور الإرهاب".
ورجحت وسائل إعلام أن هذا الموقف الإيراني من اتفاق الدوحة، والمفاوضات بين "طالبان" والولايات المتحدة، مدفوع بمخاوف من أن يؤدي الاتفاق إلى تقليص دورها في الدولة الجارة، ما يرتد عليها سلبًا من الناحية الأمنية مستقبلًا.
وذلك بعدما تجاوزت هي و"طالبان" حالة العداء "التاريخي" بينهما، التي تعود إلى قبل الحرب الأميركية على أفغانستان عام 2001، ونجحتا في نسج علاقات جيدة، بدافع وجود عدو مشترك بعد الحرب.
وظلت هذه العلاقات طي الكتمان حتى اعترفت طهران بها رسميًا لأول مرة على لسان أمين مجلس الأمن الإيراني علي شمخاني، خلال زيارة لكابول في ديسمبر 2018.
إيران لم تشارك حفل توقيع الاتفاق في الدوحة
رفضت إيران المشاركة أمس السبت في حفل التوقيع على اتفاق الدوحة بين "طالبان" وواشنطن.
وقبل تنظيمه، نقلت صحيفة "اعتماد" الايرانية الإصلاحية، عن مصادر، قولها إن إيران تلقت دعوة من دولة قطر لحضور الحفل، لكنها رفضت المشاركة فيه.
وذكرت الصحيفة أن موقف إيران من التفاوض مع حركة "طالبان" هو التشديد على "إجراء المفاوضات بين الأفغانيين وحدهم"، أي من دون أن تكون واشنطن طرفًا فيها.
وأكدت "اعتماد" أن الولايات المتحدة أخفت تفاصيل الاتفاق عن جيران أفغانستان وحتى الرئيس الأفغاني، أشرف غني نفسه.