«موسيقار الأجيال».. تقرير فرنسي عن محمد عبد الوهاب: «ظاهرة لن تتكرر»
كرمت باريس موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، اليوم السبت، بعد 29 عاما على وفاته، على أشهر المسارح الفرنسية.
واحتفى موقع "Télérama" الفرنسي المعني بالموسيقى والفن، بعبد الوهاب في تقرير نشره اليوم، على موقعه الإلكتروني، يقول إن في مصر بالطبع هناك أم كلثوم الملقبة بكوكب الشرق، ولكن كان هناك أيضا محمد عبد الوهاب، الذي لحن أشهر وأهم الألحان من الأغاني السينمائية الرومانسية إلى الوطنية العظيمة.
وأكد التقرير أن هذا الملحن العربي حقق نجاحًا هائلًا في القرن العشرين، وكرمته باريس مرة أخرى على كل أعماله خلال حفل في باريس أقيم السبت على مسرح باتاكلان.
وأشار التقرير إلى نشأة عبد الوهاب، والذي كان يحلم والده، المؤذن في أحد المساجد في القاهرة، بجعله إمامًا، فقد انتقل الطفل المعجزة من مقعد المدرسة القرآنية إلى مقعد الملحن الموسيقي المبكِّر، وسجل أول أسطوانة في سن الـ 16.
وكان محمد عبد الوهاب الذي ولد في 1910 وتوفي في 1991، والمعروف باسم "موسيقار الأجيال"، أحيا في حياته الموسيقى العربية الكلاسيكية وأرسى نفسه وأسمه أصبح "رب الحداثة للموسيقى الشرقية"، على حد قول الموقع.
ولفت التقرير إلى أن المطرب المصري محمد محسن، والذي وصفه بأحد ورثته، والذي شارك في إحياء ذكراه أمس السبت على المسرح الفرنسي بمشاركة، فرقة إيل دو فرانس، وتحت الإدارة الموسيقية لمحمد لسود، عازف الكمان وقائد الأوركسترا الوطنية التونسية وهو الشاهد على الإرث الهائل لعبد الوهاب.
ووفقا للتقرير فإنه من الصعب فك شفرة محمد عبد الوهاب هذه الشخصية الفريدة فهو ملحن لن يتكرر، ذو نزعة عبقرية، وقد طارت ألحانه وعبرت خارج القاهرة إلى الدول العربية والأوروبية أيضا، حيث اشتهر بأغانيه الوطنية الرومانسية والمصرية.
كما لحن النشيد الوطني الليبي من 1951 إلى 1969، كما لحن النشيد الوطني التونسي، "حماة الهمة"، والعديد من الأغاني القومية المصرية مثل "صوت الجماهير".
وأوضح التقرير أن عبد الوهاب تأثر بالفن الفرنسي، إذ رسخ في عام 1933، أسلوبه الخاص في الفيلم المصري الموسيقي بعد زيارة إلى باريس والتعرف على الفيلم الموسيقي الفرنسي، حيث قدم نوعًا من الأفلام الموسيقية التي صورت النخبة المصرية المتأثرة بالغرب، وشملت تلك الأفلام موسيقى انحرفت قليلا عن الألحان المصرية التقليدية.
كما لحن عبد الوهاب أكثر من 1820 أغنية، ويعتبر أحد أكثر الموسيقيين المصريين إبداعًا على الإطلاق، حيث أرسي الأساس لعصر جديد من الموسيقى باستخدام إيقاعاته غير التقليدية، وعلى الرغم من حقيقة أنه ألّف العديد من الأغاني والمقاطع الموسيقية للموسيقى العربية الكلاسيكية، إلا أنه تعرض دائمًا للانتقاد بسبب توجهه نحو الموسيقى الغربية.
ويكرم عبد الوهاب على مسرح باتاكلان وهو مسرح يقع في 50 بولفار فولتير في الدائرة 11 في باريس بفرنسا، والذي صممه المهندس المعماري تشارلز دوفال، في عام 1864 ويعد من المسارح الشهيرة في العالم، إذ كان ضمن مواقع هجمات إرهابية متزامنة في ليل 13 نوفمبر 2015، إذ وقع إطلاق نار جماعي وتفجيرات أدت إلى مقتل 87 شخصًا أثناء حفلة موسيقية لفرقة إيجلز أوف ديث ميتال.
ودخل 3 إرهابيين المبنى واحتجزوا رهائن لأكثر من ساعة، وعندما اقتربت قوات التدخل السريع الفرنسية من دخول المبنى، قام الإرهابيون بتنشيط قنابلهم الانتحارية وقتلوا 8، حيث كان بحوزة الإرهابيين الثلاثة بنادق إيه كيه-47، وبعدها أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
واللافت إلى أن مسرح باتاكلان تأسس كمقهى غنائي على طراز صيني، ويضم مقهى ومسرح في الطابق الأرضي وصالة رقص في الطابق الأول وعادة ما تعقد فيها أشهر الحفلات الموسيقية، وها هو محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال لا يزال حاضر على المسرح الفرنسي وكأن ألحانه تهزم الإرهاب وتهزم العنصرية العرقية والعقائدية.