نسخة القرآن الرسمية
عثمان بن عفان، ليه قرر يجمع القرآن مرة تانية، بعد ما جمعه أبوبكر؟ كل الروايات اللى وصلت لنا فى هذا الأمر، كلها، بـ تقول حاجة واحدة بس، هى إنه الاختلاف فى القراءة وصل لـ درجة يصعب معها الاستمرار، والناس بقوا بـ يكفروا بعض.
بعض الروايات ذكرتها فى «هل الدين علم»، لكن الواحد بـ يتردد فى ذهنه عبارة حذيفة بن اليمان، وهو بـ يقول لـ عثمان بن عفان: «يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة، قبل أن يختلفوا فى الكتاب اختلاف اليهود والنصارى». قالها له بعد ما رجع من الشام، وشاف الأوضاع وصلت فين.
لـ الأسف الشديد، هو شاف الأوضاع دى، إنما إحنا ما شفنهاش، بـ أقول لـ الأسف، من ناحية لغوية بحتة، الموضوع دا كنز تاريخى لغوى، كان ممكن يساعدنا كتير، نتابع الأمر من الناحية اللغوية، إنما طبعًا، حذيفة بن اليمان وعثمان بن عفان، وأى حد تانى اهتم ساعتها بـ الموضوع، ما كانش بـ يفكر كدا.
لو كان حافظ على هذا الكنز اللغوى، غالبًا ما كانش هـ يفضل فيه حد يورثه، فـ كان لا بد من التدخل الحاسم.
نعمل إيه؟ نعمل نسخة موحدة رسمية من القرآن، هذه النسخة هى الوحيدة «الصح»، وأى حاجة تانية «غلط»، ونعمم النسخة دى على الأمصار، أى البلاد الواقعة تحت حكم المسلمين.
طيب، هنا فيه سؤال: ليه ما تكونش هذه النسخة، هى نفسها النسخة اللى عملها أبوبكر؟ يعنى نطلع نسخة أبوبكر، وتبقى هى الرسمية وخلصنا؟ ليه لأ؟
الإجابة: لـ إنه نسخة أبوبكر، ما كانتش مكتملة ومرتبة و«نهائية»، هى أساسًا معمولة بس علشان يبقى عندنا «وعاء أساسى» لـ القرآن. عايز بس أشير إلى حاجة، ما كانش فيه إمكانية وقتها، لـ عمل نسخة من أى كتاب شبه، أو حتى قريبة فى الشبه، من الكتاب اللى بين إيدينا النهارده، من حيث الشكل والحجم والطبيعة.
إنت النهارده تقدر تعمل كتاب كامل، تحطه فى جيبك، علشان اختراع الطباعة أولًا، ثم تطورها، ثم تطور طرق تغليف الكتاب، إنما دا ما كانش متاح، إحنا بـ نكتب على رقاع وجلد ماعز وحاجات كدا، فـ إعداد نسخة من كتاب زى القرآن، ثم الاحتفاظ بيها، موضوع ضخم جدًا.
يمكن دا يفسر لنا بعض الروايات، زى اللى هـ أنقلها دلوقتى من «صحيح» البخارى، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِى خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ، حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا، فَالْتَمَسْنَاهَا، فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
يعنى زيد «اللى تولى عملية جمع القرآن» بـ يقول لنا لما نسخوا المصحف أيام عثمان، ما لقاش آية من سورة الأحزاب، كان بـ يسمع النبى وهو بـ يقراها، فـ راحوا يدوروا عليها، فـ لقوها عند خزيمة الأنصارى، فـ نسخوها فى مكانها.
طيب، إذن إحنا أيام عثمان، عايزين نعمل نسخة نهائية مكتملة مرتبة، النسخة دى نعملها إزاى؟
أول حاجة هـ نشكل لجنة، تتولى هذه اللجنة إتمام العملية، تحت إشراف مباشر من عثمان بن عفان.
حيلو! مين يرؤس هذه اللجنة؟ زيد بن ثابت هو اللى تولى عملية الجمع أيام أبوبكر، وهو اللى كان قريب من النبى فى حياته. لكن زيد مش لـ وحده، دا فيه عدد من الرجال، هـ يشاركوا زيد إعداد هذه النسخة، تفاصيل اللجنة دى، وتفاصيل عملية إعداد النسخة النهائية لـ القرآن، محتاجين كلام كتير، فـ خليه المقال الجى.