فاروق حسني: مبارك لم يقصف قلمًا.. وأغدق الأموال على الثقافة
تقدم الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، بخالص العزاء للشعب المصري والأمة العربية في وفاة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، فقد كان رجلا وطنيا رائعا.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع الدكتور محمد الباز، ببرنامج 90 دقيقة، المذاع على فضائية المحور، أنه اتصل بالأمس بسكرتير الرئيس الراحل، وأخبره أنه في الرعاية المركزة، وحالته تتقدم ببطء، منوها إلى أنه انزعج بشدة من خبر وفاته ولكن في النهاية كان متوقعه.
وواصل أنه كان قريبا من مبارك، موضحا أنه عندما تولى وزارة الثقافة عام 1987، وكان لديه احتياجات مالية للوزارة، وذهب لرئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي، وطلب منه مبلغ 300 ألف جنيه، انزعج بشدة، وقال له: "نجيب لك ده منين؟"، وبعدها تمكنت الحكومة من جمع المبلغ له من أجل أوركسترا القاهرة السيمفوني.
وتابع أنه بعد هذا الموقف فكر في إنشاء صندوق التنمية الثقافية ووافق الرئيس مبارك على ذلك، وكان هذا موقف عظيم جدا منه، لافتا إلى أنه كان هناك إغداق للأموال على الثقافة في عصر مبارك.
واستكمل أن مبارك كان ضد قصف أي قلم وكان يدعم الثقافة بشكل كامل، موضحا أنه عندما حكم بالسجن على الكاتب إبراهيم عيسى، انزعج جدا من ذلك، واتصل بالرئيس مبارك، ليصدر عفو عنه، فقال له "مش المحكمة اللي حكمت، أنا ما قدمتش بلاغ"، لافتا إلى أنه نصح مبارك بالعفو عن إبراهيم عيسى سياسيا، واستجاب له مبارك في اليوم التالي على الفور.
وواصل أن الرئيس مبارك سأله ذات يوم عن الحالة الصحية للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، بعد تداول شائعات عن مرضه، منوها إلى أنه علم أن هيكل كان مصابا بسرطان في الغدد الليمفاوية، وأخبر مبارك بذلك، وبعدها أصر الرئيس الراحل على علاج هيكل.
واستطرد أنه عندما ترددت أنباء عن أنه سيتم إلقاء القبض على الكاتب صنع الله إبراهيم بعد رفضه لاستلام إحدى جوائز الدولة، اتصل هو بالرئيس مبارك وأخبره بالأمر، واستنكر مبارك فكرة القبض على كاتب من الكتاب.
وتوفي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 92 عامًا، بعد وعكة صحيّة تعرَّض لها مؤخرًا ودخل على أثرها إلى المستشفى وأودع في غرفة العناية المركزة.
وكانت الحالة الصحية لمبارك تدهورت منذ فترة قريبة، وهو ما أعلنه نجله علاء مبارك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد الحكم بالبراءة له ولأخيه جمال في قضية «التلاعب بالبورصة».
مبارك من مواليد 4 مايو 1928 في كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، وهو الرئيس الرابع لمصر، وحكم البلاد من 14 أكتوبر 1981 خلفًا لمحمد أنور السادات حتى 11 فبراير 2011 بتنحيه بعد ثورة يناير.