«مبارك».. نهاية أيام «القوة والوهن»
9 سنوات وبضعة أيام قضاها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بين المحكمة والمستشفى متنقلًا على كرسي متحرّك ونقّالة، بعد نحو 30 عامًا من السلطة والنفوذ على عرش مصر، وصباح اليوم انتهت أيام «المجد والعناء» بوفاته عن عمر يناهز 92 عامًا.
وُلد محمد حسني مبارك في 4 مايو 1928، بكفر المصيلحة في محافظة المنوفية، إذ يُعد الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية، عقب توليه رئاسة الجمهورية في 14 أكتوبر 1981، خلفًا لمحمد أنور السادات، وحتى في 11 فبراير 2011 بتنحيه عقب ثورة يناير وتسليمه السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
حصل مبارك على تعليم عسكري، إذ تخرج في الكلية الجوية عام 1950، وترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، وعقب اغتيال السادات عام 1981، تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي، وجدد فترة ولايته عبر استفتاءات في الأعوام 1987، 1993، و1999.
تدرج مبارك في الوظائف العسكرية فور تخرجه، حيث عُيّن بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959.
سافر مبارك في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة "إليوشن ـ 28"، وبعثة للتدريب على القاذفة "تي ـ يو ـ 16"، كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي "1964 ـ 1965.
أصبح محمد حسني مبارك، قائدًا للواء قاذفات قنابل، وقائدًا لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيو 1966، وفي يوم 5 يونيو 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية، وعُين مديرًا للكلية الجوية في نوفمبر 1967 م، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، رُقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972 م، وفي العام نفسه عُين نائبًا لوزير الحربية.
قاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة فريق طيار في فبراير 1974، وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب، وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديمقراطي برئاسته في يوليو 1978 م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلًا من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب، وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.
وفي 14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفًا للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981 م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973 م، وفي 26 يناير 1982 انتخب رئيسًا للحزب الوطني الديموقراطي.
وقاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر ومعروف بلقب "صاحب أول ضربة جوية"، حيث كانت لها أثر كبير في ضرب النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية في سيناء مما أخل بتوازنه وسمح للقوات البرية المصرية لعبور قناة السويس والسيطرة على الضفة الشرقية للقناة وعدة كيلومترات في أول أيام الحرب تحت غطاء وحماية القوات الجوية المصرية.