«لينين الرملي».. حارب الإرهاب بأفلامه ومسرحياته
تميز الكاتب الكبير لينين الرملي، الذي وافته المنية منذ قليل، عن عمر يناهز 75 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، بحسه الكوميدي المرير فى أعماله المسرحية التي كتبها لعدد من نجوم الفن.
كانت كتابات "الرملي" ضاحكة وتعطي نفس تأثير التراجيدي فى نقد الذات والسخرية من الواقع المرير وتناقض شخصياته البلهاء والمتغطرسة المغترة بغبائها.
من أبرز سمات أسلوبه أيضًا، أن الضحك والكوميديا لا يتوقفان أثناء تحرك الحدث دراميًا أو العكس، بمعنى أن الحدث والنمو الدرامي للموقف لا يتوقفان مطلقًا أثناء العمل المسرحى، فالضحك والدراما يتلازمان طوال الوقت.
لينين الرملي ولد عام 1945 في القاهرة، من أهم كُتّاب المسرح في فترة الثمانينيات والتسعينيات، بدأ مسيرته بالتعاون مع الفنان محمد صبحي ثم انفصلا، وأكمل مشواره الفني مع نجوم آخرين.
في مطلع السبعينيات تخرج لينين الرملي، من معهد الفنون المسرحية، بعد حصوله على بكالوريوس في النقد الأدبي، تجاوز عدد أعماله حتى الآن الـ60 عملًا، تعاون مع نجوم الكوميديا بداية من فؤاد المهندس ومرورًا بسمير غانم وعادل إمام ومحمد صبحي.
كتب لينين أشهر المسرحيات التي ما زالت حاضرة في ذهن الجمهور حتى الآن، مثل "سك على بناتك، تخاريف، وجهة نظر"، كما كتب "سلسلة بخيت وعديلة"، "هاللو أمريكا"، ومسلسل "حكاية ميزو"، و"برج الحظ" وغيرهم.
وحرص لينين الرملي منذ بدء مسيرته الفنية أن ينأي عن الحديث في السياسة أو الاستغراق في إبداء رأيه، إذ رأى أن الفن هو موهبته ووظيفته الحقيقية التي يستطيع أن يكون شخصية منفردة تخصه هو تخلد في التاريخ.
في عام 1972، كتب أول أعماله السينمائية مع صلاح أبو سيف، وظلت الرقابة ترفضه لمدة 25 سنه هو"النعامة والطاووس"، الذي عرض في 2002، ليكتب 12 فيلما منها ثلاثة أفلام مع أبو سيف هم "النعامة والطاووس، ،السيد كاف، البداية"، الذي حصل على الجائزة الأولى في مهرجان فيفاى للأفلام الكوميدية عام 1987، " الإرهابي"، عام 1994، الذي كان أول تحدى فني للإرهاب، وكان الإقبال الجماهيري عليه غير مسبوق، وخير دليل على موقف الشعب من القضية خاصة أن الشرطة كانت تحرس دور العرض خشية وقوع أعمال إرهابية ضد رواده.
ورغم دراسة لينين الرملي الأكاديمية إلا انه اختار أن يقدم مسرحياته للقطاع الخاص الذي بادر بطلب أعماله، وحققت هذه الأعمال نجاحا ماديا وفنيا واعترف أغلب النقاد بأنها حققت المعادلة الصعبة في المزاوجة بين المتعة والفكر.
أسس لينين الرملي عام 1980 فرقة "أستوديو 80 "، مع محمد صبحي، وكان الهدف تقديم أعمال متميزة خارج النطاق التقليدي لمسرح القطاع الخاص، أنتج ست من مسرحياته حققت نجاحا كبيرا وهى مسرحيات: "المهزوز- أنت حر- الهمجي – تخاريف – وجهة نظر- بالعربي الفصيح "، والأخيرة قدمت من خلال شبان من الهواة لم يسبق لهم التمثيل ورغم ذلك أثارت ضجة كبرى في مصر والعالم العربي وتابعتها بالكتابة كل وكالات الأنباء العالمية والصحافة في أمريكا وأوربا فكتبت عنها صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز وهيرالد تربيون وكريستيان ساينزمونوتور ولوس أنجلوس ومجلة تايم وغيرهم ونفس الشيء بالنسبة لصحف إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا والدانمارك وهولندا واليابان وذلك لجرأتها وتعرضها للواقع العربي بصراحة ووضوح والذي كشف عن تناقضاته وسلبياته إزاء قضايا مصيرية.
وفي عام 1989 سعى مسرح الدولة إلى تقديم أعماله، فعرض المسرح القومي "أهلا يا بكوات"، ثم "وداعا يا بكوات"، و"تحب تشوف مأساة ؟" في 2002، وحققت الأولى أعلى إقبال جماهيري وأعلى إيرادات في تاريخ مسرح الدولة منذ تأسيسه في الثلاثينيات.
ومثلت المسرحية مصر في مهرجان بغداد للمسرح، ومهرجان قرطاج بتونس لأنها كانت أول صيحة ضد الاتجاهات السلفية، فقد عرضت المسرحية في جنوب مصر ردا على الإرهاب الذى ضرب الجنوب.